المساء وكبيرة الاستهزاء بالمقدسات الإسلامية

“..نستنكر وبشدة سماح القائمين عليها بنشر مثل هاته الرسوم, فما الفرق بين استهزاء الصحف الدنمركية برسول الله صلى الله عليه وسلم وبين الاستهزاء بركن من أركان الإسلام وتوظيفه للسخرية من حمى الانتخابات؟”

المتتبع لجريدة المساء يلاحظ أنها نحت في أعدادها الأولى منحى المدافع عن الهوية المغربية الإسلامية, ثم ما فتئت أن زاغت شيئا فشيئا عن هذا النهج عن قصد أو دون قصد الله أعلم بقلوب القائمين عليها.
وفي البداية نشير أن الهدف من هذا المقال لا يندرج ضمن الحرب التي تشنها الأحداث المغربية والاتحاد الاشتراكي وبعض الصحف العلمانية على جريدة المساء.
كما لا نقصد هنا نقد المنهجية التي تطرح من خلالها المساء القضايا المتعلقة بتجاوزات وخروقات الأجهزة الرسمية وشطط المسؤولين عليها, ولا كيفية تناولها لقضية رقية أبو عالي, ولا دفاعها عن سكان المراحيض..
ولكن نقصد هنا بالخصوص تساهل القائمين عليها في نشر الصور العارية التي لا تخلو من إغراء جنسي, وكذا طرح بعض المواد التي تمس بشعائر ديننا الحنيف.
ففي الوقت الذي يستنكر فيه مدير المساء قيام مجلة نيشان العلمانية بنشر نكت تستهزئ فيها بالله سبحانه ورسوله صلى الله عليه وسلم، نجدها تنشر هي الأخرى بعض الرسوم الكاريكاتورية التي تستهزئ بالشعائر الدينية كالرسم المنشور بالعدد: 226 بتاريخ 11/06/2007, والذي رُسم فيه الحرم المكي عبارة عن حلبة للسباق تتوسطها الكعبة المشرَّفة, والمتسابقون هم مئات من “الإسلاميين” المتحزبين يحملون لافتات كتبت عليها أسماء أحزابهم (“حزب الغمة”،”حزب العدالة والتفلية”) وهم يلبون تلبية البرلمان: “لبيك الصوت ما لبيك”, وأما الحكم فهو شرطي إشارة إلى أن المخزن هو من يحركهم, وكتب في أعلى هذا الرسم “إنطلاق موسم الحج الإنتخابي!!”.
إن المنصف لا يملك إلا أن يشيد بالموقف الإيجابي لجريدة “المساء” من انتشار الخمور والقمار, وعدم مشاركتها في الترويج لها ومحاربتها للشذوذ والدعارة, على خلاف باقي الجرائد العلمانية, لكن مع ذلك نستنكر وبشدة سماح القائمين عليها بنشر مثل هاته الرسوم, فما الفرق بين استهزاء الصحف الدنمركية برسول الله صلى الله عليه وسلم وبين الاستهزاء بركن من أركان الإسلام وتوظيفه للسخرية من حمى الانتخابات؟
وإننا في هذا المقام نذكر بقول الله تعالى في سورة الحج:” ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ”, وهذه الآية نزلت في سياق الأمر بتعظيم شعائر الحج وهي تعم كافة شعائر الإسلام.
فلا ينبغي للصحفيين الذين يدّعون الدفاع عن الهوية أن يسقطوا في مثل هاته الكبائر التي تسوغها حرية الإبداع العلمانية غير المنضبطة ويمنعها بشدة كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم, بل عليهم أن يعملوا على ضبط جرائدهم ومنابرهم الصحفية وفق ما أمر الله به من أحكام، إن كنا فعلا نروم الدفاع عن الهوية والدين.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *