اعتاد رويبضات الصحافة أن يهاجموا أقوال علماء المسلمين ومواقفهم إزاء قضايا الأمة؛ و من بين تلك التخرُّصات التي تجرأ فيها أولئك الأقزام على الفقهاء الأعلام: مقال بعنوان “فتوى الشيك العزيز آل الشيك” للمدعو “بزيز” في عموده اليومي بجريدة “المساء” (العدد 330).
حيث وجَّه فيه اتهامات بالجملة لمفتي بلاد الحرمين الشريفين، متهما إياه بالإفتاء بتحريم مقاومة القوات الغازية! حيث قال: “لم يجد الشيك المفتي سوى قضية واحدة هي تحريم مقاومة الاحتلال على الشباب..”، بل زاد على ذلك بالتنبؤ بكون الشيخ سيصدر فتوى أخرى يحرض فيها الشباب على الالتحاق بصفوف الجيش الأمريكي!! لأن “الشيخ -دائما حسب كلام ذلك “البزيز”- يثق في الإدارة الأمريكية كثيرا”!!
وتساءل، في حديثه عن هيئة كبار العلماء، عن “معنى صفة “كبار” الملحقة بكلمة علماء (الفتاوى النووية)، هل معناها أنهم كبار الأجسام ضخام الهامات..” هكذا قال..
ليخلص من خلال “اجتهاده” إلى كون تلك الفتاوى “تدخل في نطاق التخريف والهذيان المصاحبين للتقدم في السن”.
وكنت أتمنى لو أفتانا هذا “الفقيه” البزيز في حكم السخرية من ولاة أمر المسلمين والتنكيت عليهم، والتلميح -في معظم كتاباته- إلى ضرورة الخروج عليهم؛ أم أن فكره “الحر” يؤزه على الخوض في مثل هذه المواضيع؟!
وبخصوص وقوفه المزعوم في صف المجاهدين، فنرجو من “سماحته” أن يوضح للمسلمين موقفه باعتباره مُهَرِّجاً، عفواً، أقصد “عالماً” من قضية المغربيين المختطفين بالعراق (بوعلام والحزافظي)، اللذين لا يزال مصيرهما مجهولا حتى هذه اللحظة.
ونرجو من “سماحته” أيضا أن يطلعنا على موقف الشرع (كما يفهمه “سماحته”) مِنْ ذبح السفير المصري بالعراق! وأخيرا وليس آخرا نريد من “العلاَّمة” بزيز فتوى حول ما يسمى بـ”العمليات الاستشهادية”.
فإن لم تستطع يا “سماحة الشيخ” بزيز أن تفتينا، فالزم “عِلْمَك” وميدانك، فالعراق وغيره من مناطق الحرب في العالم الإسلامي يضم -إلى جانب المجاهدين جهادا شرعيا- جماعات وتنظيمات متطرفة، تكفر كثيرا من المسلمين بالجملة..
ولا شك أن ذلك من أهم الأسباب التي دفعت الشيخ عبد العزيز لإصدار فتاوى يحذر من خلالها الشباب من مغبة الذهاب إلى العراق أو غيره، خشية ضمهم من قبل تلك التنظيمات المتطرفة إلى صفوفها، وقد حدث هذا فعلا لكثير من الشباب الذين وجدوا أنفسهم في ضيافة عصابات تكفيرية تحرضهم على “قتال حكوماتهم المرتدة”! بعد أن كانوا يسعون لمقاومة قوات الاحتلال.
أضف إلى ذلك أن تلك الجماعات تملك قدرات تأطيرية وتعبوية كبيرة، وتروج بين الشباب شبهات فقهية، وفتاوى مضللة غالبا ما ينساقون وراءها فيقع ما لا تحمد عقباه.
هَبْ أنَّ رجلا يشتغل إسكافيا، وفجأة قام يتحدث في مسائل طبية مثلا!! أو مهندسا يتكلم في فن الطبخ وما إلى ذلك..!!
لا شك أن ذلك سيعتبر تطفلا -إن لم يكن تعديا- على تخصص الغير، فلتلزم “فَنَّكَ” يا بزيز، لأن “من تكلم في غير فنه أتى بالعجائب”.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: “مِنْ حُسْنِ إسلام المرء تركه ما لا يعنيه”.