المجلات الخليعة وتكريس ثقافة العري والفساد أين الرقابة على ما يخلُّ بالأخلاق؟ إعداد: إبراهيم بيدون

أصيب المسلمون في هذا العصر بمحن عظيمة، وأحاطت بهم الفتن من كل جانب ووقع كثير من المسلمين فيها، وظهرت المنكرات، واستعلن الناس بالمعاصي بلا خوف ولا حياء، وسبب ذلك كله: التهاون بدين الله وعدم تعظيم حدوده وشريعته، وغفلة كثير من المصلحين عن القيام بشرع الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإنه لا خلاص للمسلمين ولا نجاة لهم من هذه المصائب والفتن إلا بالتوبة الصادقة إلى الله تعالى وتعظيم أوامره ونواهيه.
وإن من أعظم الفتن التي ظهرت في عصرنا هذا ما يقوم به تجار الفساد وسماسرة الرذيلة ومحبوا إشاعة الفاحشة في المؤمنين: من إصدار مجلات خبيثة تحاد الله ورسوله في أمره ونهيه، تحمل بين صفحاتها أنواعا من المعاداة لديننا الحنيف إما عن طريق ردّ ذلك، أو تحريفه وتشويهه، وكذلك نشرها للصور العارية والوجوه الفاتنة المثيرة للشهوات الجالبة للفساد، وقد ثبت بالاستقراء أن هذه المجلات مشتملة على أساليب عديدة في محاربة الدين وذلك عبر:
1ـ إثارة المواضيع الدينية من أجل طرح الفكرة العلمانية.
2ـ نشر الشبه التي سبقهم في نشرها مستشرقي الغرب وملاحدته، للتلبيس على الجهلة وضعاف القلوب.
3ـ استغلال “المفكرين” و”الأدباء” المنتسبين إلى العلم من أجل الترويج لباطلهم.
كما تعمل هذه المجلات على الدعاية إلى الفسوق والفجور وإثارة الشهوات وتفريغها فيما حرمه الله ورسوله ومن ذلك أن فيها:
1ـ الصور الفاتنة على أغلفة تلك المجلات وفي باطنها.
-2النساء في كامل زينتهن يحملن الفتنة ويغرين بها.
-3 الأقوال الساقطة الماجنة، والكلمات المنظومة والمنثورة البعيدة عن الحياء والفضيلة، الهادمة للأخلاق المفسدة للأمة.
-4 القصص الغرامية المخزية، وأخبار الممثلين والممثلات والراقصين والراقصات من المنحلين والمنحلات.
-5 في هذه المجلات الدعوة الصريحة إلى التبرج والسفور واختلاط الجنسين وتمزيق الحجاب.
-6 عرض الألبسة الفاتنة الكاسية العارية على نساء المؤمنين لإغرائهن بالعري والخلاعة والتشبه بالبغايا والفاجرات.
-7 في هذه المجلات العناق والضم والقبلات بين الرجال والنساء.
-8 كما تتضمن المقالات الملتهبة التي تثير الغريزة الجنسية في نفوس الشباب، فتدفعهم بقوة ليسلكوا طريق الغواية والانحراف والوقوع في الفواحش والآثام والعشق والغرام.
فكم شغف بهذه المجلات السامة من الشباب فهلكوا بسببها وخرجوا عن حدود الفطرة والدين.
ولقد غيرت هذه المجلات أذهان كثير من الناس عن كثيرا من أحكام الشريعة ومبادىء الفطرة السليمة، خاصة البعيدين منهم عن دينهم، بسبب ما تبثه من مقالات وأطروحات، فاستمرأ كثير من الناس المعاصي والفواحش وتعدي حدود الله بسبب الركون إلى هذه المجلات واستيلائها على عقولهم وأفكارهم.
والحاصل: أن هذه المجلات قوامها محاربة الدين، والتجارة بجسد المرأة التي أسعفها المفسدون بجميع أسباب الإغراء ووسائل الفتنة للوصول إلى: نشر الإباحية، وهتك الحرمات، وإفساد نساء المؤمنين، وتحويل المجتمعات الإسلامية إلى قطعان بهيمية لا تعرف معروفا ولا تنكر منكرا، ولا تقيم لشرع الله المطهر وزنا ولا ترفع به رأسا، كما هو الحال في كثير من المجتمعات، بل وصل الأمر ببعضها إلى التمتع بالجنسين عن طريق العري الكامل فيما يسمونه (مدن العراة) عياذا بالله من انتكاس الفطرة والوقوع فيما حرمه الله ورسوله.
فأين الرقابة؟
وأين ما تبقى من نظام الحسبة؟
وأين العلماء؟
أليست كل تلك المجلات مخالفة للقانون الجنائي المجرِّم لنشر الصور الخليعة؟

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *