إفلاس جريدة الأحداث المغربية هل أدرك مسيروها الأسباب!؟ نبيل غزال

عرفت يومية “الأحداث المغربية” انخفاضا مهولا في عدد نسخها المسحوبة؛ ولا زال منحى هذا الانخفاض معرضا للارتفاع؛ وهو ما دفع مسيري هذا المنبر الإعلامي ذي المرجعية العلمانية إلى المسارعة لإيجاد حلول تنقذهم من شبح الإفلاس والإغلاق.

حيث عمدت إدارة اليومية ابتداء إلى تغيير شكلها وإخراج صفحاتها؛ ويبدو أن هذا الإجراء لم يأت بنتيجة؛ ثم لجأت بعد ذلك إلى إشهار الجريدة والتعريف بها عبر بعض الصحف والإذاعات الوطنية؛ عساها تسترجع بعض حيويتها ويعود إليها نشاطها!!!
فمن منا كان يصدق أن جريدة “الأحداث” التي كانت توزع أكثر من مائة ألف نسخة يوميا؛ أصبحت لا تتجاوز عتبة ثلاثين ألف نسخة؛ تشكل المرجوعات نسبة كبيرة منها؛ تباع بعد ذلك في سوق الورق “بالكيلو”!!
فكيف تخلى القراء المغاربة بهذه السرعة الفائقة عن هذا المنبر الإعلامي العلماني؟!
ومن كان وراء هذه الانتكاسة التي تعيشها “الأحداث” اليوم؟
وهل أدركت يومية الأحداث السبب الحقيقي الذي يقودها حتما إلى الإفلاس والاختفاء نهائيا من المشهد الإعلامي الوطني؟
يبدو أن مسيري منبر الأحداث لم يدركوا إلى الساعة السبب الحقيقي الذي يقودهم إلى مسارهم المحتوم؛ أو أنهم مصرون -علوا واستكبارا- على عدم الاعتراف به!!
فمعظم المتتبعين للشأن الإعلامي الوطني يعلمون الخط التحرير ليومية الأحداث؛ والمرجعية التي يصدُر عنها كتابُها وصحفيُّوها؛ فـ”الأحداث” كما أثبت ذلك في مقالات سابقة بالبينة والبرهان؛ والعدد والتاريخ؛ جريدة علمانية متطرفة تحارب وتسخر من شعائر الإسلام كشعيرة الأضحى والحجاب والنقاب واللحية..؛ وتشجع على كبيرة الربا، وتحرض على الزنا، وتطبع انحلال الأخلاق وشيوع الجنس، وتدافع عن الشواذ، وتنشر آلاف الصور الخليعة، وتحرض بالزور والكذب والبهتان على دور القرآن وكل جمعية دعوية أو خيرية إسلامية نزيهة، وتتربص بالعلماء والخطباء والوعاظ لتلصق بهم تهما جاهزة وتشوه سمعتهم؛ وتتنكر لقضايا الأمة المصيرية، وتدعو إلى الارتماء الكامل في أحضان الغرب والسير على خطاه من غير مراعاة لهوية ولا دين هذا البلد المسلم، وتدافع عن الصهاينة وتثني عليهم، وتسيء إلى سمعة المسلمين في باقي دول العالم الإسلامي، وتصفهم بخوارج الشرق ووهابيي الطباع الذين يسعون إلى نقل دائهم ومرضهم إلينا؛ وفي مقابل ذلك تمتدح الاحتلال البريطاني والفرنسي لبلاد المسلمين؛ وتسوِّق لفكر ملاحدة الغرب ومتعلمني الشرق وتنشر سمومهم ومقالاتهم كـ “القمني” و”العفيف الأخضر” و”سلمان رشدي” و”أركون” و”نصر حامد أبي زيد”، و”شاكر النابلسي” و”الماغوط” وغيرهم ممن لا تفتأ جريدة الأحداث عن نشر سمومهم وتمرير نظرياتهم المعادية للإسلام شكلا ومضمونا داخل مجتمعنا.
بعثوا الصحائفَ يَلتَوين كأنما بعثوا بها عقارب وأفاعي
صحف يزل الصدق عن صفحاتها ويظلُّ جدُّ القول عنها نابيا

فكيف ليومية أن تستمر في المغرب بهذا الخط الإعلامي الاستأصالي؛ وكيف لها أن تستمر وهي تعتمد على مدير لا يكتب كلمة؛ ولا يحسن التعبير عن فكرة إلا بعد أن يتمتم ويعنعن غير ما مرة؛ ثم كيف لها أن تساير ركب الصحافة الوطنية وقد وكلت عمودها الرئيسي إلى كاتب منحط أخلاقيا وفكريا وعلميا أيضا؛ كاتب لا يختلف عن سفهاء الأسواق أو المعربدين في الطرقات الذين لا يتورعون عن إنزال سراويلهم أمام المارة؛ ورميهم برذاذ أفمامهم ؛ كاتب عقله محصور بين فخديه يحلم بإنشاء “حزب الجنس” ويفتح له فروعا في دول المهجر ؛ ويكره العفيفات والطاهرات؛ وسنن المصطفى الظاهرة؛ وكل المتمسكين بها أينما كانوا وحلوا وارتحلوا؛ وعنده مشكلة كبيرة كبيرة جدا مع “الزغب”.
فحاملو هذا الفكر الاستئصالي المتطرف؛ مصير منبرهم المحتوم بين صفوف المغاربة المسلمين هو الكساد والبوار؛ ولولا الدعم الذي تقدمه وزارة الاتصال والعلاقات الخاصة التي تجمع بين المساهمين اليساريين وبعض المسؤولين ذوي المرجعية العلمانية نفسها؛ التي تفوت لهم رسوم الإشهار بانتظام؛ لما كان لجريدة “الأحداث المغربية” مكان في أكشاك الجرائد اليومية والأسبوعيات الوطنية اليوم.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *