يستغرب المتتبع للشأن الوطني, والحريص على مصلحة أفراده من كيد الأعداء, ما وصلت إليه منابرنا الإعلامية بشتى أنواعها من استهتار بالأخلاق مخالف لدين المسلمين, لا يزداد مع الأيام إلا استفحالا وفداحة.
ويستنكر الكثير من الشرفاء النتائج المخزية للمسلسلات المكسيكية, فمنذ بداية بثها على القناتين الوطنيتين وجيل الشباب خصوصا الفتيات في تأثر بليغ على مستوى القيم والتصورات تجلى ذلك بالخصوص في التحول الخطير والسريع على ثقافة اللباس وعلى الذوق والسلوك, والذي أصبحت آثاره واضحة لا تحتاج إلى بيان، فالبطون المكشوفة والصدور المبرَّزة بشكل استفزازي أصبحت تحاصر الرجال مثيرة لشهوتهم، مزعجة لأكثر الناس غضا للبصر.
وما ذاك إلا تقليدا لبطلات الأفلام المكسيكية والأجنبية حتى أضحت الأسواق المغربية تحرص على توفير آخر ما يُنتج في الغرب استجابة لهذا التقليد الأعمى.
أما بالنسبة للسلوك فالأفلام والمجلات العلمانية تحرص على الدعوة إلى العلاقات غير الشرعية حتى أضحت تقليدا يمارسه الصغار والكبار, والمحصن وغير المحصن..ومن ذلك مقال نشرته مجلة مغربية تصدر باللغة الفرنسية تحرض فيه الفتيات على القيام بمعاكسة الشباب مقترحة عليهم خمس خطوات حتى يوقعن بالذكور في شباكهن، معنونة لمقالها بـ “Foncez! Draguez-le!”.
فهل هذه الثورة الجنسية التي يعاني منها مغربنا (فضائح أكادير المتكررة, فضائح المدارس, موقع بلوغ…) هي الثمرة المرجوة من هذا الكم الهائل من الأفلام والمسلسلات الماجنة التي تبث على قنواتنا؟
وينضاف لما تقوم به التلفزة والمجلات تلك المحاولات المتكررة لإشاعة الفسق والانحلال والدفاع عن مروجيه من الشباب المخدوع وذلك من خلال ما ينتجه المستغربون المغاربة من أفلام سينمائية مثل فيلم “ملائكة الشيطان” الذي يدافع عن عبدة الشيطان، الذين يظهرون بين الفينة والأخرى في ربوع بلادنا.
فبعد مهرجان “أنغام السلام” بأصيلا الذي استضاف عبدة الشيطان الغربيين ليصلهم بأبنائنا الواقعين تحت التأثير, أصبحت الأنباء تتحدث عن تواجدهم بمدينة القنيطرة وبن سليمان.
هذا بالإضافة إلى الترويج والتطبيع لحركة عشاق موسيقى “الراب” و”الهارد ميتال” في وسائل الإعلام, بل ومن طرف بعض الأحزاب السياسية؟!
وهل المجلات المهتمة بالشأن النسائي من أمثال “نساء في المغرب” و”سيتادين” و”ميدينا ماروك” و”باراد” و و.. التي تمتلئ صفحاتها بالصور العارية للنساء, وتستخف بالعفة والشرف مثل تهوين فقدان غشاء البكارة إثر علاقات الزنا.
فهل هذا هو الدفاع عن حقوق المرأة التي تدعي القيام به؟؟
وهل برامج مثل “للا العروسة” و”استوديو دوزيم” و”ستار أكاديمي”هي الكفيلة بمهة التربية والتعليم؟!
وأمام غياب الرقابة وانعدام العمل بنظام الحسبة الإسلامي وإقصاء الكفاءات الملتزمة بدينها ذات الفهم الصحيح للإصلاح من تسيير منابر الدعوة والتعليم والإعلام تبقى هذه الهجمات تنخر في بنية مجتمعنا الإسلامي بكل شراسة وقوة!
فإلى متى نبقى مُعرضين عن ثمرات إعلامنا السيئة والذي للأسف يمول بمداخيل الضرائب المفروضة على الشعب؟