إن للإعلام الهدام غير الهادف دور كبير في تمييع الأخلاق، وطرح الحياء ظهريا، وتضييع الدين، هذا ما نراه يوميا يعرض عبر قنوات إعلامنا، من رسوم متحركة تمس جانب العقيدة، ومسلسلات مكسيكية وأمريكية وأوربية.. تُسوِّق للرذيلة والخيانة الزوجية، بالإضافة إلى التنافس المحموم الذي بدأت تشهده الأفلام المغربية التي تتبارى في كسر الطابوهات -زعموا-، من استهزاء بالدين، ونشر لثقافة العري والعلاقات الجنسية المحرمة..
دون أن ننسى الدور الكبير والهام الذي تلعبه الأسواق السوداء (درب غلف بالبيضاء، والكزا بالرباط..) من ترويج للأفلام الإباحية المقرصنة، وفك شفرات القنوات الإباحية الهدامة والتسويق لها، هذا كله أمام غياب رقابة على هذه الأسواق مما يترك للباعة الذين لا يهمهم إلا الربح المادي حرية مطلقة لهدم وتدمير الأخلاق، وحتى إن وجدت رقابة فهي لا تهتم إلا بحقوق المنتجين والفنانين.
ونظرا لخطورة هذا الإعلام على المجتمع، سواء أكان إعلاما مرئيا أو مسموعا أو مقروءا، نبرز في النقاط التالية بعض مظاهر شره المستطير، فنقول:
1- شيوع الفاحشة في المؤمنين
قال تعالى: “إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ”.
قال السعدي رحمه الله في تفسيره: “(إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ) أي: الأمور الشنيعة المستقبحة المستعظمة، فيحبون أن تشتهر الفاحشة (فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) أي: موجع للقلب والبدن، وذلك لغشه لإخوانه المسلمين، ومحبة الشر لهم، وجراءته على أعراضهم، فإذا كان هذا الوعيد، لمجرد محبة أن تشيع الفاحشة، واستحلاء ذلك بالقلب، فكيف بما هو أعظم من ذلك، من إظهاره، ونقله؟ وسواء كانت الفاحشة صادرة أو غير صادرة” اهـ.
2- تهوين النظر إلى الحرام وتسويغه للنفوس
الله تعالى أمرنا بغض البصر لما يفضي إليه النظر إلى المحارم من وقوع في المرحات ومقارعتها حيث قال عزَّ من قائل: “قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ”.
قال السعدي رحمه الله: “أي: أرشد المؤمنين، وقل لهم: الذين معهم إيمان، يمنعهم من وقوع ما يخل بالإيمان: (يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ) عن النظر إلى العورات وإلى النساء الأجنبيات، وإلى المردان، الذين يخاف بالنظر إليهم الفتنة، وإلى زينة الدنيا التي تفتن، وتوقع في المحذور”.
3- تزيين الحرام وتلميعه
وذلك بتسمية الأشياء بغير اسمها، فالإلحاد بات فنا وإبداعا، والخمر مشروبات روحية، والربا فائدة، والعري موضة، وقلة الأدب وانعدام الحياء والانحلال حرية شخصية.
4- ابتداع وسائل جديدة لارتكاب الحرام
لقد بات الإعلام مهندسا للجريمة والخيانة الزوجية وإقامة علاقات غير شرعية بين الرجال والنساء، وذلك بطرح وسائل جديدة ومبتدعة في عالم الحرام.
5- الأنس بالمعصية والاعتياد على مشاهدة المحرمات
إن تكرار رؤية المشاهد والأفعال وسماع الكلام الفاحش يجعل المعصية عند الناس مألوفة ومستمرأة، حتى يصير رب الأسرة لا ينكر المنكر في أهله ويعرِّض نفسه للوعيد الشديد، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ثلاثة قد حرم الله عليهم الجنة: مدمن الخمر و العاق والديوث الذي يقر في أهله الخبث” صحيح الجامع.
6- نشر القدوة السيئة بين الناس
يقوم الإعلام بتلميع الفاجرات من فناني وفنانات الغرب ممثلي أفلام “البورنو”، ورصد أدق تفاصيل حياتهم اليومية ومغامراتهم الجنسية، وتلميع ما يقومون به من محرمات، وجعلهم مثلا لأبنائنا وبناتنا وقدوة لهم، صارفين الناس عن سيرة من أمرنا بالإقتداء به لقول ربنا عز وجل: “لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً”.
7- إلباس الحق بالباطل
وذلك بإظهار الراقصة صالحة مؤمنة حق الإيمان، وأن ما تقوم به من تحريك لبدنها إنما هو عبادة لأن العمل عبادة!!
وأن ما تكسبه حلال لأنها تكسبه بعرق جبينها!!
ولم يكتفوا بهذا بل جعلوا ممثلة الأفلام الخليعة “البورنو” صالحة!! وعملها شريف!! وأنها ليست ببغي!! وإنما هذا عملها، وهذه وظيفة تقوم بها، ولا يؤثر ذلك كله في إيمانها ومعتقدها الديني وأن إيمانها بالله لم يتأثر بعملها، إذ محله القلب فقط!!
فأي سفه قادنا إليه الإعلام الهابط غير الهادف؟!!
..هذا كله تحت مسمى الفن والإبداع!!