ويستمر الهجوم العلماني على مبادئ الدين والقيم الحميدة والأخلاق الحسنة ويستمرئ هؤلاء القوم إهدار ماء وجوه المغاربة، مستغلين في ذلك كل الوسائل السمعية والبصرية والمقروءة، وما برنامج”استوديو2M” إلا آلية من آلياتهم المفسدة.
إنهم يريدون استغلال شباب سدج لا يعرفون ما يحاك بهم ينتخبونهم حتى يشكلوا جيلا ممسوخا يتولى مهمة الإجهاز على إرث قيمي أخلاقي ضمن للأمة وجودها واستمراريتها وتماسكها على مدى خمسة عشر قرنا، ولكون النفوس إذا ما جردت من إيمانها بضرورة التمسك بدينها أصبحت أداة طيعة في متناول كل هادم أو مغرض، وشر الأيادي أيادي بني علمان الذين يرفعون فينا شعار “محاربة الدين بالموسيقى والرقص” وإن أبدلوا كلمة “الدين” بكلمات من قبيل: الإرهاب والانغلاق والتزمت والظلامية والرجعية…
أواه من علمانية أراها *** في عصرنا الوجه المجعد
أنثى مذكرة تلاقي ذكرا *** نـــحـــــو التأنـــيث تـــردد
ويبدو هذا جليا في “استوديو2M” الذي يعمل جاهدا على إنتاج الجيل الممسوخ، مستغلا المال العام في بناء حائط برليني موسقي يفصل بين المغاربة ودينهم وهويتهم وتقاليدهم مستعينين لتحقيق ذلك بأسيادهم من شواذ وبغايا الغرب ومعتمدين على نصارى العرب -غانيات لبنان-، وشغلهم الشاغل هو تعليم هذه الشرذمة الموسيقى والرقص، وحتى الشرك تجده فيها كالتفاؤل بالأرقام وتقديسها، فنشأت فئة لا تعمل إلا لقاء شهوتها.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ”إن مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم، كمثل غيث أصاب أرضاً، فكانت منها طائفة طيبة قبلت الماء، فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وكان منها أجادب (الأرض التي لا تنبت) أمسكت الماء، فنفع الله بها الناس، فشربوا وسقوا وزرعوا، وأصاب منها طائفة أخرى، إنما هي قيعان (الأرض المستوية) لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ، فذلك مثل من َفقُه فى دين الله ونفعه الله بما بعثنى به فعلِم وعلَّم، ومثل من لم يرفع بذلك رأساً ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به ” متفق عليه.
قال ابن القيم رحمه الله: “وأما الطائفة الثالثة وهم أشقى الخلق الذين لم يقبلوا هدي الله ولم يرفعوا به رأسا فلا حفظ ولا فهم ولا رواية ولا دراية ولا … والطبقة الثالثة الأشقياء لا رواية ولا دراية ولا رعاية ..فهم الذين يضيقون الديار ويغلون الأسعار إن همة أحدهم إلا بطنه وفرجه فإن ترقت همته كان همه مع ذلك لباسه وزينته فإن ترقت همته فوق ذلك كان همه في الرياسة والانتصار للنفس الغضبية فإن ارتفعت همته عن نصرة النفس الغضبية كان همه في نصرة النفس الكلبية …فالكلبية تقنع بالعظم والكسرة والجيفة والقذرة والسبعية لا تقنع بذلك بل تقهر النفوس تريد الاستيلاء عليها بالحق والباطل وأما الملكية فقد ارتفعت عن ذلك وشمرت إلى الرفيق الأعلى فهمتها العلم والإيمان ومحبة الله والإنابة إليه وإيثار محبته ومرضاته”.
فهم يريدون تربية الشباب على الفتور وقلة النفع، وتنمية الاندماج بين الجنسين، وإشعار النشء أن لا إشكال في بناء العلاقات والصداقات بين الجنسين، وكذلك لا إشكال في التقبيل والعناق والضم واللمس، وقدوتهم في ذلك كل ماجن وماجنة، فأصبح المجون اعتدالا والصلاح تطرفا، والماجن قدوة، والشذوذ حرية شخصية، والتفسخ في الشواطئ تفتح، فاختلط الأمروتكدر.
فحين تخلينا عن عقيدتنا ومنهجنا وأخلاقنا وفتحنا أمام العلمانية وزاراتنا ومؤسساتنا، عاد الفجور عربيا كما كان في الجاهلية وأطلت الدياثة بوجهها القبيح عربية الملامح، عربية اللغة، عربية السوأة!!!
فيا حسرة على الرجال، كيف يسمح رجل مسلم غيور لابنته بالمشاركة في مثل هذا البرنامج، ليضمها الأجنبي بين ذراعيه ويقبلها على مرأى ومسمع من ملايين البشر، ولكن المفاهيم ارتكست وانتكست وفقد الرجال كرامتهم ونخوتهم وغيرتهم حين تخلو عن سر تفويقهم ومبعث عزتهم، وأساس مجدهم، وهو الإيمان الراسخ والعقيدة الصافية النقية.
فكيف يتحدثون عن المواطنة وحب الوطن وهؤلاء باعوا دينهم مقابلة الشهوات؟ فما بالك بالوطن وخدمة الوطن وإصلاح الوطن بل هؤلاء سيفسدون أكثر مما يصلحون فالتاريخ خير دليل على هذا فما سقطت الدول السابقة إلا بمثل هؤلاء النفعيين الشهوانيين.
ولكن:
إن دعونا إلى الهدى وصفونا *** بصفات الإرهاب زورا وإفقا
أو رفعنا رؤوسنا صـــــلقونا *** بلسان من الضغينة صـــــــلقا
أو نصحنا قالوا نصيحة غش *** قد خرقتم بها القوانين خرقــــا