شرح الدرر اللوامع في قراءة الإمام نافع الشيخ محمد برعيش الصفريوي

نص: 

القول في استعمال لفظ البسملة — والسكت والمختار عند النقلة

شرح:
تطرق الناظم رحمه الله بعد الاستعاذة إلى البسملة لوقوعها بعدها في ترتيب القراءة.
قوله: (القول في استعمال لفظ البسملة) أي هذا القول في التلفظ بالبسملة بين السورتين، وهذا بيان من يبسمل ومن لا يبسمل من راويي نافع.
والبسملة مصدر لفعل بسمل المنحوت من بسم الله الرحمن الرحيم .
وهي آية من القرآن بالإجماع نزلت للفصل بين السور واختلف بعد ذلك في كونها آية من الفاتحة أو لا، وفي كونها آية من السورة المنتهية، أو آية من السورة المبدوءة. وبحث هذا في غير هذا الموطن، وقد ألف في شأن البسملة مألفات منها كتاب الداني وكتاب ابن عبد البر وكتاب الرازي.
قوله: (والسكت) أي وهذا القول في بيان السكت والوصل بين السورتين.
قوله: (والمختار) معناه: وبيان المختار لمن ترك البسملة هل السكت أو الوصل؟
قوله: (عند النقلة) النقلة جمع ناقل وهم الذين نقلوا القراءة عن الأئمة والمراد بهم رواة ورش وقالون.

نص:
قالون بين السورتين بسمــلا —– وورش الوجهــان عنه نقــلا
قوله: (قالون بين السورتين بسملا) معناه: أن قالون يقرأ ببسم الله الرحمن الرحيم بين كل سورتين إلا بين الأنفال وبراءة، بلا خلاف بين طرقه.
قوله: (وورش الوجهان عنه نقلا)، معناه: وورش نقل عنه الوجهان في استعمال البسملة وهنا لابد من بيان إشكال ورد في توجيه عبارة الناظم هذه.
فهناك من حمل قوله: وورش الوجهان عنه نقلا أي نقل عنه البسملة وعدمها إلا أن البسملة رواية عبد الصمد والأصبهاني ععنه وعدم البسملة رواية أبي يعقوب الأزرق عنه.
وهناك من قال بأن البسملة وعدمها مرويان عن أبي يعقوب الأزرق؛ إلا أن البسملة من طريق ابن هلال عنه وعدم البسملة رواية ابن سيف والنحاس عنه.
وفي هذا يقول بعضهم:
فنجل سيف تركها به تلا — عن يوسف وابن هلال عملا
وقال آخر فمن طريق ابن هلال بسملا — أزرقهم ومن طريق الغير لا
ثم إن البسملة في رواية ابن هلال مجرد استحسان وفي هذا يقول بعضه:
بسملة المظفر استحسان — ليست رواية كذا البيان
قلت: وهذا ما نص عليه الإمام الداني في بعض كتبه حيث روى بإسناد مسلسل بعدم البسملة إلى الأزرق عن ورش عن نافع.
وهذا ما غاب عن كثير من المشتغلين بالقراءة وهو كون البسملة مجرد استحسان وليس رواية وهذا طبعا لمن يقرأ على مذهب الإمام الداني، وأما قول الشاطبي:
وبسمل بين السورتين بسنة رجال نموها درية وتحملا
ففيه خلاف في توجيه قوله.
إلى هنا انتهت حلقة هذا العدد والله تعالى أعلى وأعلم.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *