قال النبي صلى الله عليه وسلم: “أنا فَرْطُكم على الحوض”، والفرط: هو السابق -العرب كانت ترسل واحداً يستكشف الطريق، ويبحث عن الماء فيسبقهم إلى الماء ويجهز الدلاء–، فيقول صلى الله عليه وسلم: “أنا فَرْطُكم على الحوض -أي حوضه الشريف صلى الله عليه وسلم-، وليختلجن رجال دوني فأقول: يا رب أمتي أمتي- وفي رواية: “أصحابي أصحابي، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فأقول: فسحقاً فسحقاً فسحقاً”. رواه مالك في الموطأ (1/28، 29) الطهارة، ومسلم، والبغوي في شرح السنة.
فهم كما لم يَرِدُوا النصوص الشرعية مَوْرِدَ الفقير المحتاج، يحرمون حوض النبي صلى الله عليه وسلم، وتطردهم الملائكة عن حوضه صلى الله عليه وسلم، مع أنهم يأتون بسيما هذه الأمة: الغرة والتحجيل، أي البياض في الجبهة والقوائم، وينادي عليهم النبي صلى الله عليه وسلم، ويقول: “ألا هلم، ألا هلم” والملائكة تطردهم وتبعدهم عن الحوض فيقول: “أمتي أمتي، إخواني إخواني، أصحابي أصحابي” فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك فأقول: “فسحقاً، فسحقاً، فسحقاً”.
فعلى العبد المسلم الراغب في الفوز بالجنة والنجاة من النار أن يكون على معتقد وفهم صحيح للكتاب والسنة، وهو معتقد وفهم الصحابة رضي الله عنهم أجمعين.