ينتهي إسناد قراءة أبي عمرو على ما روى به الإمام الداني قراءته إلى أبيّ بن كعب وزيد بن ثابت.
قال الإمام الداني في مقدمة كتابه الماتع جامع البيان في القراءات السبع (ص 53 مخطوط).
ذِكرُ رجال أبي عمرو
ورجال أبي عمرو جماعة من أهل الحجاز وأهل العراق، فممن قرأ عليه من أهل مكة أبو الحجاج مجاهد بن جبر مولى قيس بن السائب وأبو محمد عطاء بن أبي رباح مولى بني فهر وأبو عبد الله بن كثير الداري ومحمد بن محيصن السهمي وأبو صفوان حميد بن قيس الأعرج مولى آل الزبير.
وعرض مجاهد وعطاء وسعيد على عبد الله بن عباس، وعرض ابن كثير وابن محيصن وحميد على مجاهد، وعرض ابن عباس على أبي وزيد وعرضا على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وممن عرض عليه بالمدينة يزيد بن القعقاع ويزيد بن رومان وشيبة بن نصاح، وعرض هؤلاء على من تقدم في إسناد نافع من الصحابة(1).
وممن عرض عليه بالبصرة وسمع قراءته أبو سعيد الحسن بن أبي الحسن البصري ويحيى بن يعمر العدواني ونصر بن عاصم الليثي، وعبد بن أبي إسحاق الحضرمي وعرض الحسن على حطان بن عبد الله الرقاشي وعرض حطان على أبي موسى عبد الله بن قيس الأشعري، وعرض أبو موسى على النبي صلى الله عليه وسلم.
وعرض نصر ويحيى على أبي الأسود سالم بن عمرو الدؤلي، وعرض أبو الأسود على عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما، وعرضا على رسول الله صلى اله عليه وسلم.
راويا أبي عمرو البصري
الراوي الأول: الدوري
هو أبو عمر حفص بن عمر بن عبد العزيز بن صهبان بن عدي بن صهبان، ويقال صهيب الدوري الأسدي البغدادي الضرير ينسب إلى دور موضع ببغداد بالعراق ونزل بسامراء(2).
المقرئ النحوي بل إمام القراءة في عصره وشيخ القراءة بالناس في زمانه(3).
ولد سنة بضع وخمسين ومائة(4)، ورحل في طلب القراءات وقرأ بسائر الحروف(5) السبعة وتعلم الشواذ وسمع من ذلك شيئا كثيرا(6).
ثناء العلماء عليه
قال ابن سعد: كان عالما بالقرآن وتفسيره(7)، وقال فيه ابن الجزري: ثقة ثبت كبير ضابط(8)، وقال فيه أحمد بن محمد بن الجزري: شيخ الإقراء في وقته مع الثقة والضبط والإتقان(9)
أشياخه
قرأ الدوري على أشياخ كثيرين من أهل القراءة من المشهورين منهم إسماعيل بن جعفر عن نافع كما قرأ عليه وعلى أخيه يعقوب بن جعفر عن ابن جماز عن أبي جعفر وسليم عن حمزة ومحمد بن سعدان عن حمزة وعلى الكسائي لنفسه ولأبي بكر عن عاصم ويحيى بن المبارك اليزيدي(10)، وغيرهم.
وقد اشتهر بنقله قراءة أبي عمرو البصري، وقد أخذها عنه بواسطة يحيى بن المبارك اليزيدي. كما اشتهر أيضا بنقله قراءة الكسائي.
تلاميذه
وأما تلاميذ أبي عمرو الدوري والآخذون عنه فكثيرون، فقد قرأ عليه القرآن أبو الزعراء عبد الرحمن بن عبدوس وأحمد بن فرح المفسر، وعمر بن محمد الكاغدي والحسن بن علي بن بشار(11)، ومردوية(12).
وطريق أبي الزعراء عبد الرحمن بن عبدوس هي التي ضمنها الإمام الداني تيسيره(13).
وطريق أحمد بن فرح ومردويه وأبي الزعزاع أيضا ضمنها جامعه(14).
الدوري محدثا
كما اعتنى الإمام الدوري بالقراءة لم يكن بعيدا عن ساحة أهل الحديث فقد اعتنى بنقله الحديث أيضا والتتلمذ فيه على أشياخ أجلة من فرسانه.
فمن شيوخه في الحديث: ابن عيينة وأبي بحر البكراوي وإسماعيل بن جعفر والكسائي ويزيد بن هارون ووكيع وجماعة من أقرانه(15).
مؤلفاته
وقد خلف الدوري بعض المؤلفات، وخصوصا فيما يتعلق بالقرآن والقراءات، فمن ذلك:
ما اتفقت ألفاظه ومعانيه من القرآن، وقراءات النبي صلى الله عليه وسلم، وأجزاء القرآن(16)، وقيل هو أول من جمع القراءات(17).
مواقفه
أخرج الخطيب البغدادي في تاريخه عن أحمد بن فرج قال سألت أبا عمر المقرئ فقلت: ما تقول في القرآن؟ فقال: كلام الله غير مخلوق(18).
وفاته
توفي أبو عمر الدوري رحمه الله تعالى في شوال سنة 246 هـ على الصواب.
إلى هنا انتهت هذه الحلقة، وفي الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى سنعرف قراءنا الكرام بالراوي الثاني وهو أبو شعيب السوسي.
———
1- وهم أبو هريرة وابن عباس وعبد الله بن عياش بن أبي ربيعة وهؤلاء عن أبي بن كعب.
2- غاية النهاية 112، التهذيب 1/563.
3- التيسير للداني ص:5.
4- سير أعلام النبلاء 11/541.
5- كذا قال الأهوازي ويقصد القراءات السبع.
6- غاية النهاية.
7- الطبقات الكبرى 7/364.
8- النشر.
9- شرح طيبة النشر ص:8.
10- غاية النهاية ص:112، بتصرف يسير.
11- سير علام النبلاء 11/541 بتصرف.
12- لعله هو أحمد بن محمد المروزي.
13- التيسير ص:12.
14- جامع البيان ص:89 مخطوط.
15- التهذيب.
16- الأعلام للزركلي 2/264.
17- كذا قال ابن الجزري في النشر، وفي هذه النسبة نظر.
18- تاريخ بغداد 8/203.