خصصت قناة “ميدي 1 تي في” حلقة برنامج بدون حرج في 24 أكتوبر2011 لموضوع الإجهاض، ومن ضمن من استضافتهم القناة الدكتور رفيق الشرايبي رئيس الجمعية المغربية لمحاربة الإجهاض السري، الذي أكد كعادته على أن عمليات الإجهاض تستخدم فيها حاليا مختلف الوسائل الطبية والشعبية (العشابين والقابلات..)، وأن نسبة كبيرة من الفتيات والنساء يلجأن إلى الإجهاض السري وأن ذلك يعرضهن إلى مضاعفات صحية خطيرة، والأنسب -حسب منظوره- أن تتوسع حالات الإجهاض العلني حتى تتوفر لهؤلاء أو بعضهن ظروف صحية ملائمة.
وحين اعترضت مقدمة برنامج بدون حرج على طرح الدكتور رفيق الشرايبي رئيس الجمعية المغربية لمحاربة الإجهاض السري؛ بأن موقف المغاربة يتجه نحو رفض الإجهاض أكثر منه إلى تأييد دعوات تقنين الإجهاض أجاب بقوله: “لأنهم يرجعون إلى مشكل الدين.. لا توجد أي آية تقول أن الإجهاض حرام، أخرجوا لي آية تقول ذلك”.
ونحن وإن كنا لا نشكك في نية وصدق الدكتور الشرايبي إلا أن الظاهر أنه يشكو أمية دينية؛ ليس من جهة اعتراضه السابق فحسب بل من جهات أخرى أيضا؛ كدعوته إلى إجهاض الأجنة خشية الفقر أو الظروف والحاجة الاجتماعية، وهذا أمر معلوم حكمه حتى عند عوام الناس.
قال الله تعالى: “قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلاَ تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ”. الأنعام:151.
قال ابن كثير رحمه الله في التفسير: وذلك أنهم كانوا يقتلون أولادهم كما سَوَّلت لهم الشياطين ذلك، فكانوا يئدون البنات خَشْيَة العار، وربما قتلوا بعض الذكور خيفةَ الافتقار؛ ولهذا جاء في الصحيحين، من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قلت: يا رسول الله، أي الذنب أعظم؟ قال: “أن تجعل لله ندّا وهو خلَقَكَ”. قلت: ثم أيّ؟ قال: “أن تقتل ولدك خشية أن يَطْعَم معك”. قلت: ثم أيّ؟ قال: “أن تُزَاني حليلة جارك”. ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم: {وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا} [الفرقان :68].
ومن جملة المسائل التي يتعلل بها الدكتور الشرايبي لإباحة الإجهاض ارتفاع أرقام حالات الإجهاض وزنا المحارم والأجنة المشوهة.
وقد تصدى للإجابة عليه بخصوص هذه النقطة الوكيل العام للملك لدى المحكمة الابتدائية بتطوان، ورئيس المكتب الجهوي للودادية الحسنية للقضاة بجهة طنجة تطوان؛ السيد محمد سيداتي أبا حاج الذي كان أحد ضيوف برنامج مباشرة معكم؛ حيث أكد “أننا لا يجب أن ننخدع بحصان طروادة الذي يعزف على أوثار مؤثرة عند المجتمع، وهي زنا المحارم والإعاقة والاغتصاب.. وأنا رجل قانون وأعمل في المحكمة لربع قرن، حالات الاغتصاب من هذا النوع قليلة.
فمحكمة الاستناف بطنجة وتطوان -وأنا أعمل بهما- لا أعتقد بأننا أسبوعيا عندنا حالة اغتصاب واحدة، قد تكون في أسبوعين في ثلاث أسابيع؛ ولكن ليست يوميا ليست ظاهرة؛ هذه معطياتي.. أنا أتكلم على معطيات عملية من الدار.
فحالات الاغتصاب نادرة وليست كل حالات الاغتصاب تفضي إلى حمل، وزنا المحارم أقل منها كذلك، وأنا أقول ما يصل منها إلى القضاء؛ وهذا النوع يصل إلى القضاء حتما لأنه اغتصاب وزنا محارم ومشاكل..
هذه الحالات لا يجب أن نتعامل معها كظاهرة نفتح منها منفذ إباحة الإجهاض الطوعي.. إذا اتفقت الزوجة والزوج وعندهم ثلاثة أو أربع أطفال ولا يريدون المزيد.. لا..
نعود فنقول عالميا ومنذ قرون وسبقنا الأوربيون في هذا.. وعندهم مذاهب دينية قوية، المذهب المسيحي حاسم وتأثير المسيحيين في إطاليا وتأثيرهم في ألمانيا.. ميركل من الحزب الديمقراطي المسيحي، وبوش من كبار المسيحيين المتطرفين، واليهود الدولة الإسرائيلية كذلك، كلهم يمنعون بتاتا الإجهاض”.
..لا يجب أن نكون كما يقال ملكيين أكثر من الملك؛ إسبانيا استخرجت في السنة الماضية قانونا فانتقلت من 12-14 أسبوع بالنسبة للمراهقات إلى 22 أسبوع أي قرابة 120 يوم بمعنى أنهم حتى هم في الغرب ينظرون إلى الحياة والروح وحمايتها.
إذن هناك مبدأين مبدأ ربما يعتنقه صديقي وجاري -الدكتور الشرايبي- وهو مبدأ حرية المرأة وحرية الأسرة في أنها تختار.. -قاطعه الدكتور الشرايبي على ما جرى عليه في هذا البرنامج- ثم أتم الأستاذ محمد سيداتي بقوله: تكلمتم على الذين أخطؤوا فأنجبوا ثلاثا ولم يريدوا أربعا، أنا أقول هناك الحق في الحياة مقدس أكثر من الحق في اختيار عدد الأسرة ونوعيتها”.