تأطير المجتمع بالدين أم بالعلمانية..؟!

العلمانيون المغاربة يعلمون جيدا خطورة الفتوى عليهم وعلى دينهم الجديد المسمى “العلمانية” ويعلمون أهميتها في الإبقاء على الإسلام وأحكامه مؤطرة وموجهة لسلوك الأفراد والجماعات، كما يدركون جيدا أن بقاء الفتوى واستمرارها يشكل حائلا قويا ومانع عتيدا دون هيمنة العلمانية في المجتمعات الإسلامية ولو صيغت مبادئها في شكل نصوص قانونية، لهذا يقفون منها موقف المعادي المحارب ويعملون من خلال منظماتهم وجمعياتهم وأحزابهم على إسكات كل من يفتي الناس في أمور دينهم.
ولنا أن نتأمل كم من جمعية ذات مرجعية علمانية تنشط في المجتمع المغربي في مختلف الميادين؟
وكم من حزب علماني ينظم الناس ويؤطرهم وفق مشروع علماني يفصل بين الدين وتنظيم الدولة على مستوى السياسة، وبين شريعة الإسلام وسنِّ القانون على مستوى التشريع؟
ولنا أن نتأمل كذلك كم من الجمعيات والمراكز أنشئت لتطبيق المشاريع العلمانية على أرض الواقع في المغرب؟
ومع كل هذه المجهودات الجبارة في صرف الناس وتوجيههم من الاهتمام بالآخرة إلى الاهتمام بالدنيا فقط؛ ما زال الناس يسألون عن أحكام الشريعة ويفتشون عن مراد الله منهم ومن خلقهم.
(إ.ط)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *