منافسة الدول الإمبريالية على احتلال المغرب

كانت كل الدول الإمبريالية تسعى للحصول على امتيازات لها في المغرب وتحاول في نفس الوقت منع غيرها من الدول من الحصول على مركز أكثر امتيازا من مركزها.
فكانت إسبانيا ترى أنها أحق الدول بأن يكون لها المركز الممتاز نظرا لجوارها الناشئ عن وجودها في مدينتي سبة ومليلية.
وكانت فرنسا بعد استيلائها على الجزائر تعد نفسها أحق من غيرها بذلك.
كما كانت انجلترا تنظر نظرة خاصة إلى موقع المغرب المواجه لجبل طارق والواقع في أهم نقطة على طريق إمبراطوريتها في الشرق، وترى من الخطر على هذا الطريق الحيوي أن توجد فيه دولة منافسة لها في التوسع الاستعماري.
وهكذا بدأ الصراع الاستعماري على المغرب بين الدول الإمبريالية يزداد يوما بعد يوما ولذلك حاولت فرنسا سنة 1905م فرض برنامج إصلاحي قصد التحكم في أجهزة المغرب الإدارية والمالية والعسكرية، مما يفسر زيارة “غيوم الثاني” لطنجة في نفس السنة للدفاع عن مصالح ألمانيا والمطالبة بعقد مؤتمر دولي حول المغرب.
وفي سنة 1906 انعقد مؤتمر الجزيرة الخضراء الذي منح لفرنسا وأسبانيا صلاحيات واسعة في المغرب، وبالرغم من أنه قد نص في الاتفاقية التي أبرمت فيه على احترام سيادة المغرب واستقلاله فإن فرنسا كانت قد استطاعت قبيل ذلك أن تنزع الاعتراف لها من كثير من تلك الدول بمركز ممتاز في المغرب، إذ وقعت الاتفاقية السرية مع إيطاليا سنة 1902م مقابل تخليها عن ليبيا، ووقعت كذلك اتفاقية مع إنجلترا سنة 1904 أطلقت بمقتضاها يد فرنسا في المغرب، كما أطلقت يد إنجلترا في مصر، وفي نفس السنة اعترفت إسبانيا بهذه الاتفاقية، وأبرمت بينها وبين فرنسا اتفاقية سرية أخرى اقتسمتا بها المغرب فيما بينهما.
كما حاولت ألمانيا استعمال الضغط السياسي والعسكري بإرسالها بارجة حربية إلى ساحل أكادير في يونيو 1911م احتجاجا على التدخل العسكري الاسباني بالريف والفرنسي بفاس، لكن فرنسا أرضتها بمنحها قطعة من الكونغو الفرنسي، فتعهدت بأن لا تعرقل عمل فرنسا في المغرب.
هكذا تم الاتفاق بين الدول الإمبريالية على منح فرنسا وإسبانيا الحق في احتلال المغرب والانتفاع من ثرواته البشرية والطبيعية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *