تقرير إستراتيجي: الربيع العربي أوجد عزلة صهيونية

أشار التقرير الإستراتيجي السنوي الذي يصدره المركز الفلسطيني للدراسات الصهيونية (مدار) إلى أن جملة التغيّرات الداخلية والإقليمية والدولية تقود الكيان الصهيوني للعزلة ومزيد من التطرف.
وأوضح التقرير أن التغييرات الإقليمية المرتبطة بـ”الربيع العربي” وما يتمخض عنه من إعادة صياغة للمشهد الإقليمي وخريطة التحالفات، أثرت وستؤثر في السنوات المقبلة على وجهة المشهد الصهيوني وتطوراته المستقبلية، وأن عام 2011م كان مرحلة انتقالية باتجاه إعادة إنتاج بيئة إستراتيجية مغايرة مليئة بالتهديدات للأمن القومي الصهيوني.
ويشير التقرير إلى أن “الربيع العربي” والحراك بالدول العربية المجاورة للكيان الصهيوني يعتبر إعادة نفض للتحالفات الإقليمية للكيان الصهيوني، وخاصة بالنظر إلى حسني مبارك في مصر، حيث خسر الكيان الصهيوني آخر حلفائه بعد خسارتها نظام الشاه أولا، وتركيا ثانيا، وأصبحت بدون حليف إقليمي مهم.
وتنظر الدوائر العسكرية الصهيونية إلى سيناء باعتبارها ملجأ للتنظيمات الإسلامية “الجهادية”، وهو ما يعني أن القيود التي وضعها الكيان الصهيوني على الوجود العسكري المصري، تحولت إلى فرص ممتازة لنمو تهديدات غير رسمية وتصعب مواجهتها.
ويؤيد أنطوان شلحت أحد معدي التقرير الإستراتيجي نظرية العزلة التي يعيشها الكيان الصهيوني، مشيرا إلى أن مصر وإن لم تلجأ لإلغاء معاهدة السلام إلا أنها في نفس الوقت لم تعد ذراعا ضاربا للكيان الصهيوني في كل السياسة الخارجية العربية وخاصة فيما يتعلق بالفلسطينيين، وأن هذه العزلة تعززها عوامل داخلية مرتبطة بالأوضاع الاقتصادية، وبالتزامات الدولة حيال مواطنيها ومخاوف من اندلاع احتجاجات اجتماعية كما حدث الصيف الماضي.
ويؤكد شلحت أن الكيان الصهيوني يولي اهتماما بالغا بالوضع في سوريا، ويشير إلى وجود ثلاثة سيناريوهات يرغبها الكيان الصهيوني بشأن مصير نظام بشار، الأول، هو سقوط الأسد ليحل محله نظام أفضل منه بالنسبة للكيان الصهيوني، والسيناريو الثاني هو “سيناريو الفوضى أو الحرب الأهلية” الذي سيؤدي إلى ضعف النظام والدولة بنيويا وإستراتيجيا، وهو ما يريده الصهاينة أيضا، أما الثالث، فهو بقاء الأسد بشكل أضعف مما كان عليه، حيث يركز على الشؤون الداخلية في وقت يضعف فيه تحالفه مع إيران وكذلك دعمه لـ”حزب الله”، وهذا السيناريو الأكثر تفضيلا لدى الكيان الصهيوني.
وتشير التقديرات العسكرية والسياسية الصهيونية إلى احتمال تدخل “حزب الله” عن طريق عمل استفزازي ضد الكيان الصهيوني يؤدي إلى إشعال الجبهة اللبنانية بهدف صرف الأنظار عما يحدث في سوريا، مستخدما في ذلك “أسلحة إستراتيجية متطورة اشتراها نظام الأسد نفسه مؤخرا من روسيا”.
في سياق آخر يشير التقرير إلى أن الأزمة المالية في أوروبا باتت أحد أهم الأحداث المفصلية التي ستؤثر في المشهد الصهيوني خلال الأعوام المقبلة، مع اتجاه الصهاينة بوضوح نحو “اليمينية والدينية والانعزالية”، حيث شهد الكيان العام الأخير تحولات داخلية بنيوية باتجاه دولة أكثر يمينية ودينية، بينما تتراجع القوى العلمانية واليسارية، كما يتم التضييق على منظمات المجتمع المدني ومنظمات حقوق الإنسان لصالح إعادة تأكيد القيم القومية الصهيونية، في وقت تتراجع فيه فرص السلام مع الفلسطينيين على أساس “حل الدولتين”.
مفكرة الإسلام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *