الأطروحات الأمريكية

تقول الدوائر الأمريكية في تبرير غزوها للعراق أن الولايات المتحدة لم تأت إلى العراق لنهب البترول لأنها تكلفت حتى الآن 500 مليار دولار وبديهي أن بترول العراق لن يعوضها عن ذلك .

فهذا طرح من الأطروحات السياسية والثقافية التي تريد أمريكا ترويجها في العالم العربي والإسلامي أطروحات مريبة طبعاً، وجزئية وملفقة وتستهدف في النهاية تغيير الظروف والثقافات والأوضاع التي تفرز المقاومة والصمود والتحدي وعدم الانصياع للمشروع الصهيوني الأمريكي وبديهي أن كل المشروعات الأمريكية للإصلاح السياسي، أو تجديد الخطاب الديني أو تغيير مناهج التعليم تستهدف نفس الهدف وخاصة ما يتصل منه بقبول إسرائيل وعدم مقاومتها!!

في الإطار نفسه فإن هناك مراكز أبحاث عربية الاسم ـ أمريكية الهوى والتوجه والصنع – ، تقوم بترويج نفس الأفكار ومن الأفكار التي تروجها هذه المراكز في ندواتها ونشراتها مثلاً أن المقاومة العراقية تعطل نقل السلطة إلى العراقيين ، وأن ما تقوم به أمريكا يستهدف تحرير العرب من القيود التي خلفتها الحضارة العربية ـ يقصد طبعاً بالحضارة العربية الإسلام والحضارة والثقافة الإسلامية ـ وأن مشروع الشرق الأوسط الكبير مشروع مفيد يخدم الشعوب العربية ويخلصها من الديكتاتورية ويوفر لها الحرية والديمقراطية ، وأن الحكم الأمريكي هو الأفضل ويجب نسيان الحكم الإسلامي الذي لم يعد يصلح الآن ، وأن أمريكا هي رب الأسرة الدولية التي يجب أن ننصاع لأوامرها، وأنها جاءت إلى العراق لتحريره ويجب تقديرهم وشكرهم على ذلك، وأن على أمريكا أن تبقى في العراق لتأهيل شعبه وتثقيفه وتحضيره!!

ولعل من أطرف ما تقول به هذه المراكز أن الأمريكان لم يأتوا إلى العراق لنهب البترول لأنها تكلفت حتى الآن 500 مليار دولار لتحرير العراق، وبديهي أن بترول العراق لن يعوضها عن ذلك ولعل هذه النقطة جديرة بالمناقشة، فقد يكون هذا صحيحاً، ولكنه لا يعني براءة أمريكا ونزاهة أغراضها، بقدر ما يعني أن الحرب والعدوان ليس لأسباب اقتصادية وبترولية فقط، بل السبب الرئيسي فيها سبب حضاري وثقافي في إطار الرغبة في القضاء على الحضارة العربية والإسلامية وإعلاء شأن إسرائيل وهو توجه صليبي صهيوني معروف خاصة في ظل صعود اليمين المسيحي الأصولي الأمريكي المتطرف!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *