ملاحظات وتعليقات على هامش ندوة توسيع الإجهاض مصطفى محمد الحسناوي

المتسللون لواذا
التسلل لواذا حركة جبانة يتمثل فيها الجبن عن المواجهة والمكر والكيد، ومنظموا الندوة لم يعلنوا عن ندوتهم في وسائل الإعلام الوطنية إلا يوما قبل تنظيمها، ليتسللوا في اليوم الموالي الذي وافق أول أيام امتحانات الباكالوريا، الشيء الذي تعذر معه حرمان فئات واسعة من المتابعة والحضور، بالإضافة أن عددا كبيرا من المواطنين لم يستطع الحضور لأن يوم انعقاد المؤتمر كان يوم عمل. وتم الاقتصار على الضيوف المدعوين بعناية فائقة، إلا من استرق السمع من المخالفين.
المنظمون أيضا تسللوا بعيدا عن أعين العلماء، وكل من له علاقة بالشرع، إلا من أحد المقربين هو الدكتور أحمد الخمليشي الذي حضر مع الجمهور، ثم تسلل بعد لحظات خارج القاعة ليعطي تصريحا للقناة الثانية يوحي بحضور الخطاب الشرعي في الندوة، رغم أن الدكتور الخمليشي لم يدل بدلوه لا من على منصة الضيوف ولا من كرسي الجمهور والحضور، بل اختار مكرفون القناة الثانية ليخاطب من لم يحضر، ويوجه رسائل للبعيدين؟؟؟

إياك أعني واسمعي يا جارة
أصحاب الندوة اختاروا أن يخاطبوا جهات أخرى غير المغاربة، رغم أنهم يدعون أن دوافعهم هي بسطاء المغاربة والفقيرات وخادمات البيوت اللواتي يعانين من هذه الوضعية الظالمة التي لا تبيح الإجهاض، فقد كانت اللغة المستعملة في الندوة والمنشورات واللوحات الإشهارية و المطويات هي لغة الأسياد الغربيين، موليير وروسو ودوغول وليوطي، وسائل الإعلام الدولية التي حضرت لتغطية (كمشة ديال الناس)، تؤكد مقولة إياك أعني واسمعي يا جهات الدعم ويا أصحاب المنح، القيم أيضا التي تم ترويجها لا علاقة لها بالمغاربة، وإن كانت موجهة لهم.

سوق عكاظ
بالإضافة لأنواع اللحم البشري المعروض عاريا، دون اعتبار لحياء ولا أخلاق، وبالإضافة إلى أنواع الأفكار والأطروحات والمفاهيم والمصطلحات المهربة بطريقة غير شرعية أو أخلاقية من بلاد الغرب، لعرضها في سوق سوداء مغربية، فقد كانت الندوة سوقا رائجة للإشهار حيث عرضت في خطوة متحدية للقوانين، منتوجات عدة مختبرات ذات العلاقة بمنع الحمل، بل سوق تم الترويج فيها للعازل الطبي، ليس كوسيلة لمنع الحمل بين الأزواج، بل للمارسة الجنس الآمن بين المراهقين، من أبناء المغاربة وبناتهن.

كبر مقتا أن تقولوا ما لا تفعلون
كثيرا ما يحلو للعلمانيين وصف المخالفين لهم بالانغلاق والإقصاء والشعبوية ورفض الآخر ورفض الحوار، لكن من حضر ندوة الشرايبي، ولاحظ كيف يتصرف ضيوفه وأصدقاؤه في قمع المخالفين لهم في الرأي وإسكاتهم والتشويش عليهم، سيقف على سكيزوفرينيا حقيقية وسيرى هيستيريا واقعية.
مشاهد مضحكة لمناضلات عريقات من أجل الحق في التعبير، يتخطين الصفوف والكراسي من أجل قمع صوت معارض هنا أو هناك، بل علا في إحدى المرات صوت الصفير للتشويش على الأستاذة الجامعية بن جلون، وقامت إحدى المناضلات اليساريات من مكانها للتشويش على مداخلة الدكتورة عائشة فضلي، أما (المناضلة) العسولي فقد رفعت صوتها للتشويش على الدكتور التازي محمد الذي طالب بوجود عالم ومختص في الولادة على المنصة، وهكذا كلما علا صوت مخالف ارتفعت أصوات دعاة الحرية والحق في التعبير لقمعه أو التشويش عليه.
بل من أغرب ما يمكن أن يسمعه إنسان من أصحاب الحق في الاختلاف وحرية التعبير، ما لجأت إليه الأستاذة المناضلة والحقوقية العلمانية حكيمة حميش، حين كانت تسير جلسة الصباح، وطالبت المتدخلين من الجمهور بالاكتفاء بطرح الأسئلة ولا مجال ليعبر أحد عن طرحه أو فكره أو وجهة نظره؟؟؟

أخرجوهم إنهم أناس يتطهرون
كل المصطلحات التي تصنف الناس لطاهرين ومؤمنين وملتزمين وصالحين أو عصاة ومنافقين ومنحرفين وغيرها، يتم رفضها بشدة؛ وهكذا فالزنا هو علاقة جنسية، والعاهرة عاملة جنس، والأم العازبة والطفل الطبيعي والإيقاف الطبي للحمل وهكذا دواليك..
وقد استهزأ عبد الصمد الديالمي بمصطلحات من قبيل الدنس والفاحشة، واعتبر أن الإجابات المدرسية عن سؤال الجنس تقتصر على الالتزام بالفضيلة والابتعاد عن الفاحشة، وهي في نظره قصور وتخلف، وتهكم من الإطار الذي يحدد العلاقات الجنسية في الإسلام، وعندما تطرق الأستاذ نبيل غزال في مداخلته لأطفال الزنا والسفاح، استنكرت بعض المناضلات هذا التعبير، واعترضت بعض المناضلات على الدكتورة عائشة فضلي حين قالت أن الإسلام دين المغاربة، بالقول أن الإسلام ليس دين المغاربة، وعبرت هؤلاء المناضلات غير ما مرة بالقول إن الإسلام ليس هذا مكانه ومكانه الطبيعي هو المسجد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *