رمضان في أيامنا الحالية والغزاة الجدد

الآن وبعد أن غيبت الشريعة عن دساتيرنا وقوانيننا ومحاكمنا، وبعد تغييب تعاليم الإسلام عن تعليمنا وإعلامنا، وبعد تغييب أخلاق الإسلام من معاملاتنا، بعد ترك العدة والإعداد والاجتهاد، وبعد التمكين للعلمانية والحداثة والفساد والميوعة، بعد انتشار ثقافة الوطنية الأنانية الضيقة والفرقة والتشرذم والتبعية، بعد أن أعرضنا عن ديننا وجهادنا، من الطبيعي والمنطقي والحتمي أن يصيبنا الوهن والهوان، والذل والصغار.
قال صلى الله عليه وسلم: (إذا تبايعتم بالعينة، واتبعتم أذناب البقر، وتركتم الجهاد في سبيل الله سلط الله عليكم ذلا لا يرفعه إلا أن تعودوا لدينكم)، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: (ما ترك قوم الجهاد إلا ذلّوا). وقال صلى الله عليه وسلم: (ما غزي قوم في عقر دارهم إلا ذلوا).
ولقد غزينا في عقر دارنا من بني جلدتنا قبل أعدائنا الخارجيين، وأطل علينا في مغربنا جيل من الغزاة الجدد الذين حملوا راية الحريات الفردية من دعوة للزنا والإفطار العلني في رمضان وكل أنواع الشرور والمعاصي، ثلاث رؤوس للشر حدثاء الأسنان تحيل أسماءهم على الغزو، هم لغزيوي والغزوي والغزالي، يجاهرون بمعاصيهم ويدعون لها في بلاد المسلمين وفي شهرهم الفضيل وأيامهم المباركات، هذا على سبيل المثال فقط، وإلا فجيوش هؤلاء الغزاة الداخليين الجرارة المدعومة من أعداء الأمة، لاحد لعدتها وعتادها.
لذلك لا نستغرب من كل انتكاساتنا وهزائمنا في شتى بقاع العالم.. هزائم لا يمحوها إلا الرجوع إلى النبع المصفى؛ وإلى عهد النبوة الأولى؛ وإلى الكتاب والسنة بفهم الصحابة والأئمة.
قال تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}النور55.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *