السلفيون والمشاركة السياسية

صدر حديثا للأستاذ المصطفى لقصير كتاب بعنوان: (السلفيون والمشاركة السياسية)؛ بين فيه موقف السلفيين مما يجري في العالم العربي من تغيرات كبرى، وجلا ذلك قدر المستطاع، ورسم خطة الكتاب في مقدمته فقال:
السلفيون -سددهم الله وكثرهم- جزء لا يتجزأ من هذه الشعوب وكيان من كياناتها، كان ولا بد؛ من أن تكون لهم المواقف المحمودة، والفهوم السديدة، في ظل هذه التطورات، التي تعرفها كل بلاد المسلمين، وأعني هنا موقفهم الفعلي العملي، لأن موقفهم العلمي النظري أمر قد فرغ منه، من أن المسلمين يسوسون بلادهم بما شرع الله لهم، فهذا الجانب لم يحدث لهم فيه جديد نظر، ولا اشتبه عليهم فيه مدلول أثر، فلا يقال كان السلفيون يرون الحكم بغير الشرع، ثم بدا لهم بمناسبة الربيع العربي أن يحكموا به، ولا يقال أيضا بأن السلفيين كانوا يرون حرمة السياسة جملة وتفصيلا، ثم بدا لهم بعد ذلك القول بحليتها جملة وتفصيلا، فهذا ليس صحيحا ولا يقول به من عرف شرع الله، الذي أناط فيه مسؤولية الحكام بصيانة الدين وإصلاح الدنيا به.
وهذه الرسالة العجالية -بين يديك أخي القارئ- أتت جوابا على تساؤل امتلأت به المجالس، ونوقش في بعض المجامع، حتى شوّه الجواب عليه بعض المفاليس.
سائلا المولى جل وعلا، أن أكون قد وفقت فيها ببيان بعض ما أراه صوابا محتملا للخطأ، وأن تكون حافزا لغيري من ذوي الخبرة والتجربة، في إثراء هذا الموضوع وإعطائه ما يستحق من العناية والتحرير؛ والتقرير والتأصيل.
والله هو الهادي إلى سواء السبيل، وهو حسبنا ونعم الوكيل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *