السلفيون في المغرب يصنعون قنابل نووية إبراهيم بيدون

العنوان عبارة عن تهمة أخرى ستضاف إلى التهم التي تلصق ليل نهار بالسلفيين أينما حلوا وارتحلوا من طرف الإعلام العلماني؛ بهدف محاربة المنهج السلفي الذي يدعوا إلى التمسك بالقرآن والسنة بفهم سلف الأمة، وبدافع تصيد الأخبار وتلفيقها للرفع من سقف المبيعات في ظل تراجع كبير لنسخها المسحوبة، وغياب المصداقية والنزاهة في الكثير من الوقائع والأحداث..
(“السلفيون في المغرب يصنعون قنابل نووية”، فقد تواترت الأخبار، وكثر الحديث عن استعمال السلفيين للفظ النووي في محادثاتهم ومذاكراتهم، وهو ما يوحي بأن القوم إما على وشك صنع قنابل نووية أو أنهم قد صنعوها وهم يذخرونها في بيوتهم لوقت الحاجة، كما أنهم يدرسون أبناءهم وتلامذتهم علم النووي وكل ما له علاقة به..).
هذا مقتطف من نص الخبر أو المقال الذي لا أستبعد صدوره مستقبلا من طرف بعض الجرائد المشبعة بالفكر الاستئصالي التي تمتهن الكذب على الإسلاميين، وتعتبر ذلك خطوة أساسية في سبيل تحقيق علمنة شاملة من غير قيود أو اعتراض.
ولأن لكل تهمة مستمسكا وحجة واهية تنبني عليها، فإن سبب ذلك الادعاء وتلك التهمة، أن السلفيين كثيرا ما يذكرون وهم يتذاكرون العلم بينهم، إما شرحا لحديث أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، أو عند الكلام على علم مصطلح الحديث، أو عند ذكر أقوال العلماء في مسألة فقهية، أو الأذكار المنتخب من كلام سيد الأبرار اسم النووي، والذي لا يعدو كونه اسما لإمام وعالم من علماء الأمة الإسلامية، وجهبذ من جهابذة علماء الشافعية، وهو الإمام محيي الدين يحيى بن شرف النووي، صاحب الأربعين حديثا النووية، وصاحب أشهر شرح لصحيح الإمام مسلم، وصاحب كتاب المجموع (شرح المهذب) في الفقه الشافعي، مع كتب كثيرة أخرى يعلمها طلبة العلم..
ودافع كلامي هذا هو ما صرنا نسمعه ونقرأه من تلكم الأخبار الكثيرة التي لا زمام ولا خطام لها، بل هي مجرد كذب وتلفيق والحقيقة والواقع يكذبها، من قيام سلفيين بمجموعة من الجرائم، التي طالت لائحتها؛ وسأذكر بعضا من تلكم الأخبار التي جُعل مع سبق الإصرار والترصد أبطالها وجناتها سلفيون!!:
– “سلفيون” اعتدوا على فتاة ونزعوا ثيابها (ج الصباح ع:3704).
– سلفيون يهاجمون فتاة في الرباط بسبب ملابسها (موقع مغاربية التابع للبنتاجون الأمريكي).
– سلفي يقتل يهوديا بحي الملاح بفاس (ج أخبار اليوم المغربية ع:712).
– السلفيون بين التكفير والمراجعات الفكرية (ج الصباح ع:3714).
– الربيع العربي في قبضة السلفيين (ج الاتحاد الاشتراكي ع:9964).
– سلفيون يقضون وطرهم ويرمون نساءهم وينكرون أبناءهم (الأحداث المغربية ع:4780).
– سلفيون يدمرون مآثر تاريخية بالأطلس الكبير (ج.الصباح ع:3892).
– سلفيون يدمرون معلمة تاريخية أمازيغية والأمازيغيون يراسلون وزير الثقافة (ج الخبر؛ ع:424).
– إيقاف سلفيين(1) حاولا شنق عرافة بسلا (ج الصباح؛ ع:3894).
– الأمن يعتقل سلفيين حاولا إعدام “شوافة” بسلا (الأحداث المغربية ع:4798).
ولنا وقفة مع الخبر المكذوب الذي مفاده أن سلفيين دمروا مآثر تاريخية بالأطلس الكبير، وهو ما دفع بوبكر أنغير المنسق الوطني للعصبة الأمازيغية لحقوق الإنسان إلى دعوة المسؤولين للتدخل لأجل حماية ما تبقى من المآثر التاريخية التي تعرضت للتدمير على يد السلفيين، كما أنه سبق وأن راسل وزارة الثقافة لحثها على التدخل من أجل حماية النقوش الصخرية الأمازيغية.
بالإضافة إلى أن وكالة الأنباء الفرنسية قد ذكرت يوم الأربعاء 17 أكتوبر الجاري نقلا عن ناشط حقوقي محلي أن سلفيين قاموا بتدمير منحوتات تعود إلى أكثر من 8000 سنة.
ولأن خبر تدمير المآثر على يد سلفيين عار من الصحة ولا يستند إلى أي أساس بل هو مجرد ادعاءات ومزاعم؛ سارع وزراء العدل والاتصال والثقافة دفعة واحدة، إلى الظهور لنفي تلك الأنباء نفيا قاطعا.
لكن يبقى السؤال المطروح: ما الدافع وراء تسريب أخبار كاذبة، بل وتلفيقها لتيار إسلامي معين، ومن جهات تدعي الدفاع على حقوق الإنسان؟
لماذا لا تتم متابعة هؤلاء المفترين قضائيا؟
أليس من العبث عدم متابعة أصحاب تصريحات وأخبار مكذوبة من شأنها أن تولد ردة فعل عكسية من طرف الجهات المستهدفة؟
هل الرسالة من وراء ذلك هي استعداء الحكومة والدول الغربية على التيار السلفي، كما هو الحال في بعض المواقف الأخرى (فتاة الرباط نموذجا(2))؟
أم لأن التيار السلفي لا يلجأ أتباعه إلى المتابعات القضائية؟ وإلا لكف بعض الصحفيين عديمي النزاهة والمصداقية على تلفيق التهم جزافا.
إن تواصل هذه الحرب الإعلامية من خلال تلفيق التهم والكذب الصراح على السلفيين قد يصل حد قول بعض الظرفاء: سيأتي الوقت الذي يقال فيه: إن السلفيين هم من ثقبوا طبقة الأوزون، وهم من فجروا هيروشيما ونكازاكي في اليابان، وهم من دمروا المفاعل النووي تشيرنوبيل، وهم من تسببوا في الحرب العالمية الأولى والثانية، وهم من نشر فيروس جنون البقر، وفيروس انفلونزا الطيور، وهم من أغرق سفينة تيتانيك!!
وأقول من غير المستبعد تصديق ذلك، لأننا إن كنا نسمع هذه التهم الكاذبة في عصر انشطار الذرة والوصول إلى المريخ، فلربما تصدق نسبة تلك التهم التي ذكرها صديقنا الظريف حول اتهام السلفيين في عصر السرعة الضوئية مع أجيال قادمة ممسوخة الهوية والحقائق.
فاللهم سلم سلم.
ـــــــــــــــــــــــــ
1- هذه الحادثة وإن صحت، فلا يصح نسبتها إلى السلفيين، لأن من جاء ذكرهم في نص بلاغ وزارة الداخلية يتبرؤون من هذه التسمية وهذه النسبة، وفي المقابل يتضرر من يفتخر بهذا الانتساب، وهو لا يرى أن من حقه تطبيق الحدود والعقوبات على الناس، بل ذلك من اختصاص ولي الأمر، وهذا معتقد السلفيين، فلماذا هذه المغالطات؟
2- انظر مقالي بعنوان: “التقارير المكذوبة.. لمراسلي البنتاغون في المغرب”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *