جمعية الدعوة إلى القرآن والسنة تنظم لقاء التواصلي بالمسرح الملكي بمراكش

نظمت جمعية الدعوة إلى القرآن والسنة بمراكش بشراكة مع فعاليات المجتمع المدني بالمدينة؛ لقاء تواصليا تمحور حول الدور المهم الذي تلعبه دور القرآن الكريم في مراكش ومكانة مؤسسها الشيخ الدكتور محمد بن عبد الرحمن المغراوي.
وقد امتلأت جنبات المسرح وشرفاته بأعداد غفيرة من الرجال والنساء الذين هبوا لتسجيل تضامنهم مع الشيخ المغراوي وتشبثهم بدور القرآن الكريم.
وتتابع على إلقاء الكلمات عدد من العلماء والسياسيين والمهنيين وممثلي أحزاب سياسية وجمعيات مدنية متنوعة:
الشيخ إسماعيل أبو الوليد خطيب الجمعة والمؤطر والمدرس بدور القرآن التابعة لجمعية الدعوة إلى القرآن والسنة، تناول في مداخلته موضوع الشبهات مستنكرا ما أثير ويثار حول دار القرآن من شبهات قصد التلبيس وتشويه الصورة، ومن ذلك وصف جمعية الدعوة إلى القرآن والسنة بأنها حزب سري، مؤكدا أن وظيفة الجمعية وظيفة دعوية محضة، وأن الجمعية اختارت لنفسها طريق الإصلاح الدعوي لأنه أفضل طرق الإصلاح والتغيير الإيجابي ..
وفي كلمته شدد السيد محمد بلحوض عن تنسيقية المجتمع المدني بمراكش على تمسك فعاليات المجتمع المدني في مراكش بدور القرآن وتقديرها للجهود الإصلاحية التي يقوم بها الدكتور محمد المغراوي رافضا بقوة ما جاء على لسان النائب البرلماني عن حزب الأصالة والمعاصرة من اتهام الدكتور المغراوي وجمعيته بأوصاف الإرهاب والتضليل والسرية ..
من جهتها أكدت الأستاذة نعيمة بودومو رئيسة فيدراليات الجمعيات بمراكش؛ ورئيسة الجمعية الدولية لمناصرة الحكم الذاتي؛ وجمعية محاربة المخدرات والقرقوبي؛ على الدور الكبير الذي تلعبه دور القرآن في خدمة الاستقرار وتماسك المجتمع ونفع شرائحه بالأنشطة العلمية والدعوية التي تشرف عليها دور القرآن الكريم.
وفي مداخلة علمية أدبية قوية انتقد الشيخ عادل رفوش النائب الكنسوسي مستشهدا بأبيات من الشعر العربي الفصيح الذي كان له وقع كبير على نفوس الحاضرين ..
أما السيد خالد رئيس كونفدرالية تضم 197 جمعية بمراكش؛ فقد عبر عن مشاعر المحبة الصادقة التي يكنها للشيخ المغراوي نظرا لما يسديه للساكنة المراكشية من خدمات قيمة، وقد أوضح أن المجتمع المغربي معروف بارتباطه بالقرآن الكريم الذي كان ولا يزال من تجلياته الكتاتيب القرآنية؛ ودور القرآن هي امتداد عصري لتلك الكتاتيب وهي تؤدي الدور نفسه وزيادة.
السيد خليل بوستة عن حزب الاستقلال نوه هو بدوره بجهود الشيخ المغراوي وعبر عن اعتزازه بكونه شارك مع الشيخ في تشييد بعض مقرات دور القرآن ومنها مقر حي سيدي يوسف بن علي الذي شهد بأنه كان بناية خربة فحولها الشيخ إلى دار القرآن تخرج منها مئات القراء والدعاة.
وفي مداخلته ذكر الأستاذ عبد السلام السيكوري بأن إغلاق دور القرآن كان مظهرا من مظاهر عهد تغول فيه أهل الفساد والاستبداد، شاكرا كل من أعان على تصحيح هذا الخطأ الكبير.
ونسجل هنا بأن هذا اللقاء عرف حضورا مكثفا للصحافة، إلا أن الصحف اليومية والإلكترونية تتابعت على عدم نشر خبر هذا اللقاء على أهميته ودلالاته المهمة، وفي تصريح للسبيل أكد حماد القباج مدير المكتب الإعلامي لجمعية الدعوة إلى القرآن والسنة بأن المكتب وجه دعوة إلى كل الصحف الوطنية المعروفة مستغربا هذا التواطئ على عدم إطلاع الرأي العام على هذا الحدث المتميز.
وننوه بأن التسجيل المرئي الكامل للقاء متوفر في الموقع الرسمي لجمعية الدعوة إلى القرآن والسنة على شبكة الأنترنت وعلى صفحات الجمعية على الفايسبوك.
وأعرب الشيخ حماد القباج المنسق العام للتنسيقية المغربية لجمعيات دور القرآن عن سعادته بالمشاركة في الملتقى الذي اجتمعت فيه الأسرة المراكشية بكل أفرادها من علماء ودعاة وسياسيين وحرفيين وتجار وحقوقيين وصحافيين.
وأشاد بهذا الإشعاع الذي يرجى له أن يمتد إلى أرجاء الوطن الحبيب من خلال بعث روح التنافس الجهوي الوطني؛ الذي تتسابق فيه الجهات في مضمار خدمة الوطن وتفعيل سياسة القرب من المواطن، لخدمته في تدينه ومعاشه وثقافته وتنميته، وغير ذلك من أسباب إصلاحه وترقيته.
وأكد أن مؤسسات دور القرآن الكريم تجعل من عملها نشاطا مكملا لأنشطة المؤسسات الرسمية، كما هو الشأن في كل المجالات التي تتعاون فيها مؤسسات الدولة مع مؤسسات المجتمع المدني، وهو ما دأبت عليه منذ عقود حيث كرست سياسة القرب من المواطن المغربي، وقدمت له خدمات جليلة على مستوى تحفيظ القرآن الكريم وتعليم تلاوته وتقريب علومه الشريفة إلى عموم الناس بالإضافة إلى أنشطة محو الأمية ودعم التلاميذ والتلميذات في دراستهم النظامية، بالإضافة إلى الأنشطة الاجتماعية المتنوعة المرتبطة بهموم المواطن المعاشية.
وختم كلمته بأن دور القرآن الكريم إذ تنخرط في المشروع المجتمعي التنموي؛ فإنها تؤمن بأن اختلاف الآراء وتباين الاجتهادات والاختيارات أمر طبعي لا يمكن دفعه، ولا يمكن تدبير هذا الخلاف بالعنف اللفظي أو المعنوي وبالشطط في استعمال السلطة وبتوظيف المنصب السياسي لمصادرة حق المواطن وحريته التي يكفلها الدستور وينظمها القانون، وإنما يدبر الخلاف في ضوء التفاهم والتوافق وتقديم المصالح العليا للوطن على المصالح الشخصية والخلافات الفكرية والعلمية.
(السبيل)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *