(بيت الحكمة) وحرية التفلت من الدين

في الحادي عشر من أبريل الماضي نظم بيت الحكمة بالمكتبة الوطنية بالرباط ندوة بعنوان “ندوة الحرية”، امتدت قرابة أربع ساعات، وافتتحها الكاتب العام لبيت الحكمة عبد الفتاح بناني.
والجامع والناظم لمداخلات المحاضرين كان هو الدعوة إلى الحرية الفردية انطلاقا من مرجعية يقولون عنها أنها كونية، وهي مرجعية علمانية لادينية، لا تقيم اعتبارا لأي قيود أو ضوابط دينية أو ثقافية.
ومن ضمن ما مرره المحاضرون في الندوة المذكورة أن الحرية يجب أن تعلو فوق الخصوصية، وأنه لا يمكن منع الحرية باسم الخصوصية، على اعتبار أننا قبل كل شيء ننتمي للجماعة الإنسانية قبل أي انتماء لغوي أو عرقي أو ديني.
وهاجم عبد اللطيف أعميار في محوره منبرا إعلاميا إسلاميا وهو جريدة التجديد، واتهمها ذلك الاتهام الجاهز والمعلب، بكونها تمارس وصاية على المجتمع.
واعتمد محمد الدكالي نفس المقاربة في نقد بعض التصرفات، وكذا في الترويج لرؤيته للحرية، حيث لوحظ أن لا وجود لثقافة المسلمين وتراثهم وإنتاجاتهم، ولا وجود لنصوص الدين، أو لقراءة كيفما كانت له، للتأسيس لأطروحات القوم والتأصيل لها، مما ينسف تمسحهم بالدين وادعاءهم أنهم ليسوا ضده، وأنهم فقط ضد قراءة معينة له.
بعد المداخلات، جاءت أسئلة الحضور الذي كان من نفس طينة المحاضرين، فلم تختلف الأسئلة والتعقيبات عن المحاضرات، وصال فلاسفة الغرب ومفكروه في القاعة وجالوا، كمارتن لوثر، وباشلر، وسبينوزا وغيرهم، الكل يستشهد بهم ويحيل عليهم، حتى يخيل إليك أن القوم يتحدثون عن واقع آخر غير واقعنا العربي والأمازيغي المسلم، وجاءت مداخلة جريدة السبيل تعقيبا على عدة مغالطات، وكذا تنبيها وإحراجا للمحاضرين والمنظمين، حين تساءلت عن موقع هذه الدعوات من دين البلاد ومراعاتها للمذهب المالكي، وملامستها لهموم الشعب المغربي ومشاكله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *