المساواة

المقصود بالمساواة عند القوم، هو المساواة المطلقة، التي لن يبقى بعدها فوارق من أي شكل من الأشكال بين الجنسين، كي تصبح الأنثى ذكرا، والذكر أنثى، وهذا مناقض للعقل والفطرة معا، ولأن الأسياد فطنوا لهذه المُسَلّمة، استعاروا مفهوما نشأ بالأساس لنبذ التمييز بين أفراد المجتمع الأمريكي في الحصول على العمل الحكومي ألا وهو التمييز الإيجابي، وسلموه لبني علمان قصد تسويقه، كما سلموهم سابقه، ولم يجد هؤلاء غضاضة ولا تناقضا بين المفهومين، لأن العبد بين يدي سيده، كالميت بين يدي غساله، واتباعه في خطئه أولى من الاعتراض عليه.

– لماذا مثلا لا يتحدث عن المساواة بين أرباب الفساد ومهضومي الحقوق في التمتع بخيرات البلاد المتمثلة في رخص مقالع الرمال، ورخص الصيد فيما وراء البحار، ورخص المأذونيات؟
– ولماذا لا يدفع في اتجاه فرض التمييز الإيجابي لصالح العالم القروي، أو قل البدوي، خصوصا في أصقاع جبال الأطلس؟
– ولماذا الدندنة دائما حول التمييز الإيجابي الذي يخص المرأة المحظوظة، في حين يتغافل عن المرأة التي تعيش التشرد، وهي بين أحضان أسرتها، وداخل مأواها؟
– بل، لماذا لا نتخلص أصلا من هذه المفاهيم التي لا يمكن استيرادها دون حمولتها العفنة، ونرجع إلى شرعنا وعلمائنا، لإمدادنا بما يفي بالمطلوب من المفاهيم والإجراءات المعلية من شأن المرأة، التي كرمها الله تعالى أما وبنتا وأختا وزوجة وإنسانا؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *