الحرية والمسؤولية.. أية توافقات وأية موافقات؟ -الحلقة السابعة- د.محمد وراضي

لم تقف الرياضي عند حد المطالبة بحرية التدين.. إنها تقول: “طالبنا بإلغاء الفصل 389 من القانون الجنائي الذي يعاقب بالسجن الممارسة المثلية باعتبار أنه إذا كانت بين راشدين، تدخل في إطار الاختيارات الشخصية والحريات الفردية. وكل ما يتعلق بالآداب العامة واحترام الآداب العامة، فهذا مجال آخر لا علاقة له” بموضوعنا!
ثم تضيف: “هؤلاء الشباب الذين يطالبون بالسماح بالإفطار العلني في رمضان. هذا الطلب نعتبره مطلبا حقوقيا يدخل في إطار الحريات الفردية. ولم ندعمهم فقط في حقهم في المطالبة بتغيير القانون، وبتغيير الفصل، ولكن أيضا دعمناهم حتى في المطلب في حد ذاته، باعتبار أن الفصل 222 من القانون الجنائي أيضا من القوانين المجحفة في مجال الحريات الفردية بشكل عام”.
ونضيف إلى هذه الدرر الرياضية، كيف أن السيدة خديجة حثت “الفعاليات المكونة للحركة الحقوقية في البلاد على “النضال” من أجل إقرار وتوسيع مجالات ممارسة الحريات الفردية عند المغاربة، مشيرة إلى أن العديد من الحريات، أضحت بمثابة مطالب رئيسية لدى قطاع معتبر من الشباب خاصة، ومن ضمنها الحرية الجنسية، وحرية التصرف في الجسد، وحرية العقيدة، وحرية الإجهاض”!
لن نناقش السيدة هنا إن هي رفعت المنعوت والنعت، بينما كان عليها أن تنصبهما، احتراما على الأقل لبعض القواعد النحوية الضابطة للتعبير العربي الفصيح! أما وأنها تدعو إلى إلغاء فصول من القانون الجنائي بعينها، فكيف لا يحملها التباهي بحب الاختلاف على وضع “الفاعل” و”المفعول به” في منزلة واحدة متى تصورنا تطبيق الممارسات الجنسية بكافة أبعادها التي تدافع عنها على الأرض..
يكفينا هنا -قبل الدخول في بعض التفاصيل- تنبيهها إلى أن تغيير فصول من القانون أو فصول من الدستور، يستدعي الاستناد إلى طاقة شعبية ممثلة في حزب (شعبي لا سلطوي)، ولا إلى جمعية أفرادها معدودون على أطراف الأصابع! ولها أن تتصور الشعب المغربي قد انخرط في جمعيات، عناصر كل جمعية لا تتجاوز أربعمائة.
فهل كل جماعة تملك حق المطالبة بتغيير فصول تتماشى مع ما تراه حقا من حقوق الإنسان المغربي معرضا للمنع والحجر وحتى للاغتصاب؟
أم إن التغيير لن يحصل إلا إذا كانت وراءه قوى شعبية، من تكتلها ترتعش فرائص أي نظام قائم في العالم؟
أو لم تتحرك الأحزاب المعتدلة واليسارية المغربية على مدى عقود للحصول على تغيير جذري في الدساتير التي تعتبر ممنوحة في نظرنا منذ عام 1962م إلى يومنا هذا بعد الربيع الهائج الذي لم نشعر حتى الآن بأننا نجني ثماره؟ ثم نولي أهمية قصوى للجنس، والإفطار العلني وممارسة ألوان من التعبد على أرضنا في عز الظهيرة؛ إمعانا في التفرقة والتشتيت والتشعبات؟
فإما أن نضع المحراث خلف الدابة؟
وإما أن نضع الدابة أمام المحراث؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *