تداعيات إساءة المدعو عصيد للرسول الكريم مصطفى محمد الحسناوي

توالت ردود الفعل حول ما صرح به عصيد في ندوة حقوقية نظمتها الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، على هامش انعقاد مؤتمرها العاشر.
والغريب في الأمر أن بعض العلمانيين والملاحدة المتسترين بغطاء حقوق الإنسان، اعتبروا سب وقذف عصيد في حق نبينا ورسائله ودعوته، وتسفيهه واحتقاره واستهزائه بمعتقدات ومقدسات المغاربة بل المسلمين جميعا، اعتبرت الطغمة العلمانية ذلك من الفكر الحر والحق في التعبير، ورأيا يجب أن يحترم من مفكر وباحث في مستوى عصيد كما يصفونه، رغم أنه لم يتفوه إلا بالتهجم والسب والاستهزاء!
لكن ذلك لا يستغرب فالجمعيات المؤيدة له هي شيء واحد بأسماء متعددة، وهي طابور خامس داخل الجسم المغربي تستهدف قيمه وثقافته ومقدساته، وتسعى جاهدة لتبيئة الأجواء من أجل القطع مع كل ما يمت إلى الإسلام بصلة، تحت مسميات وعناوين من قبيل الموافقة والمطابقة للقيم الكونية، وحقوق الإنسان، وغيرها من العناوين والشعارات التي تستهدف قيمنا وديننا ومقدساتنا.
بالمقابل كان الرد الشعبي المندد من مختلف الشرائح والطبقات والتوجهات قويا ومتنوعا، فعلى صعيد المشايخ والخطباء والدعاة، فقد تراوحت الردود بين خطب للجمعة أو دروس أو ردود على استفسارات أو تصريحات وخرجات إعلامية، ويمكن أن نجمل أسماء المتدخلين في: الدكتور محمد المغراوي والشيخ محمد الفرعيني والشيخ رضوان معتوق والشيخ عبد الله نهاري والشيخ يحيى المدغري والفقيه العلامة مولود السريري والشيخ حماد القباج والشيخ عبد الغني ادراعو والشيخ عبد العزيز لمسلك والشيخ حسن الكتاني والشيخ محمد الفزازي وعبد الباري الزمزمي؛ وغيرهم.
أما بالنسبة للنقاش والسجال الفكري، رغم أن ما قاله المدعو عصيد لا علاقة له بالفكر، ولا يستحق ردا ولا مناقشة، ورغم ذلك فقد رد عليه عدد من الكتاب والمفكرين نذكر منهم الدكتور محمد بولوز والدكتور الشقيري الديني والشيخ حماد القباج والدكتور رشيد نافع والأستاذ نبيل غزال والأستاذ بلال التليدي والأستاذ المحامي سعيد بوزردة، والأستاذ عبد الكريم القلالي والأستاذ ابن سالم باهشام، وغيرهم. بالإضافة لقصيدة رائعة لشاعر أمازيغي، قام الشاعر عبد المجيد آيت عبو بتخميسها، وهي بعنوان: إلى عصيد.
على صعيد العالم الافتراضي، كانت حملة التنديد واسعة ومتنوعة، ترواحت بين التعبير عن الرفض والإدانة لهذه الإساءة العصيدية، بطريقة الفيديوات أو تخصيص الصفحات الشخصية أو إنشاء المجموعات والصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، من أجل تدشين حملة الإدانة والبراءة من عصيد، ودعت تلك الصفحات والمجموعات بشكل عام لحملات توقيعات ورفع الدعاوى القضائية ضد هذه الحماقات الخطيرة وغير المسبوقة من الناشط الحقوقي العلماني عصيد.
بالمقابل كان التحرك الرسمي والحزبي والجمعوي باهتا إن لم نقل منعدما، لأسباب نجملها في أن الجهات الرسمية غير معنية نهائيا بقضايا الهوية والقيم والمعتقد، وأن الجهات الحزبية مؤدلجة انتهازية وصولية ومقطوعة الصلة بهموم وقضايا الشعب، ويبقى الاستثناء على الصعيد الحزبي والجمعوي هو تصريح رئيس الحكومة عبد الإله بن كيران ولكن ليس بصفته الرسمية، حيث تحدث في الجلسة العامة للمؤتمر الوطني لشبيبة حزب العدالة والتنمية، بالقول: “إنه ليس من المعقول التعريض للرسول صلى الله عليه وسلم، لأنه سيد الخلق.. ولا نقبل بهذا”، وذلك في إشارة إلى أحمد عصيد دون أن يذكر اسمه صراحة.
الجمعية المغربية لأساتذة التربية الإسلامية، والتنسيقية المغربية لجمعيات دور القرآن، وجمعية الإمام مالك للدعوة والإرشاد بالجديدة، وجمعية البصيرة للتربية والدعوة؛ -إلى حد كتابة هذه الأسطر- هي الجهات الجمعوية التي أدانت واستنكرت وردت على المدعو عصيد، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على ضعف الحس التنظيمي لدى الغيورين من أبناء هذا الشعب، حيث تستأثر قلة قليلة دخيلة وطارئة على مجتمعنا بالنصيب الأوفر من الجمعيات والعمل المنظم، بينما السواد الأعظم من المغاربة الغيورين والمحافظين والملتزمين، يشكلون أغلبية غير منظمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *