حتى لا تكون الحملة المناهضة لإغلاق دور القرآن الكريم محدودة الأفق الزمني، وحتى نجعل ذاكرة الغيورين تساير قرار الإغلاق التعسفي، وحتى لا ننسى ما وقع من حيف ونحن نستشرف هلال شهر القرآن شهر الصيام والقيام.
وحتى نحتضن بمزيد ومزيج من الحرص والأسى والحزن سطور وأصوات المكلومين من شرفاء الأمة، الغيورين على الدين حراص ثغوره حماة دياره، من الذين لم ولن يستسيغوا اعتساف الوزارة الوصية في حق القرآن وقراءاته ودوره وطلابه.
وحتى نفتح القوس لنشرك أطرافا يرضينا بكثير من الفخر والاستئناس، أن تدلي بدلو الرفض والتصدي بالفعل المطلوب لمثل هكذا قرار، وهي التي اعتادت أن تقف إلى جانب الحق وأهله في وجه الظلم وصناعه طيلة مسيرتها الدعوية والفكرية.
وحتى لا يضيع حقنا بين الصمت وتقادم الأيام فإن السكوت في معرض الحاجة إلى البيان بيان، وحتى لا يفهم من صمتنا -إذا ما قدر الله أن وقع وكان- أننا وضعنا سلاح الكلمة وسلمنا للأمر باستكانة وذل لا يليقان إلا في حقه سبحانه وتعالى لقرار الإغلاق ذلك.
وحتى لا نكون مجرد أرقام تحرك ترتيبها وتسلسل عملياتها الأصابع المجهولة الانتساب اليدوي، وحتى يبقى صوت احتجاجنا مسموع، فما ضاع حق وراءه طالب، وحتى تعود الوزارة الوصية عن قرارها وتسترجع حقيقة الدور المنوط بها والذي تمليه مصالح المسلمين، ليس في مغربنا فقط بل في مشارق الأرض ومغاربها..
نعود مرة أخرى لفتح ملف إغلاق دور القرآن الكريم آملين أن لا يتلو هذا الفتح فتح آخر؛ إلا ونكون قد أذعنا بمسطور بشرى قرار فتح هذه الدور التي لا ينكر فضلها وجهدها الجهيد وسعيها المجيد بمجد الانتساب إلى القرآن إلا ناكر منكر للمعروف.
وما إعادة الفتح بالأمر العزيز على منزل القرآن على عبده ليكون به بشيرا ونذيرا.