وبعد فحبل الله فينا كتابه :::: فجاهد به حبلَ العِدا مُتحبلا
على بضعة أيام من شهر القرآن أغلقت دور القرآن فماذا هم فاعلون أكثر من هذا!!
لم يخطر على البال أن سيقوم بهذا أحد من غير المسلمين فكيف وقد صدر ممن يحسب على الإسلام بدعوى المأسسة على وزن المهزلة، فتكامل العداء من الداخل والخارج وبذلك التقت حلقتا البطان، أفلا يعلم هؤلاء أن للقرآن ربا يحفظه ويحميه “إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ” ولكنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور.
ولعل القراءة الصحيحة لهذا الحدث تجرنا إلى القول بملء أفواهنا إن مستقبل القرآت العشر في المغرب سيزدهر بعد أن كاد نجمه يتردى، لكن وبفضل من الله ثم بفضل جنود الخفاء والأيادي البيضاء صعد نجم القرآت في خفاء، وأبى الله سبحانه إلا أن يظهر هذا الخير الذي لا خير بعده، وهذه سنة الله سبحانه، إذا خفيت نعمة وفضيلة سخر لها الأعداء فضلا عن الأحباب.
وإذا أرادَ اللهُ نَشْرَ فَضيلةٍ :::: طُويتْ أَتاحَ لها لِسَانَ حَسُودِ
والمتتبع لتاريخ الأمة الإسلامية يلحظ مدى قوة الإسلام عند ضرب أحد أركانه وزعزعة أحد ركائزه، فماذا يكون الحال وقد طال الأمر دستور الإسلام، لذلك أحسب أن إغلاق هذه الدور أعظم بشرى لأهل القرآن، فمحنة كهذه لا بد وأن تثمر منحا جلّى.