بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله أما بعد:
-البربر والأمازيغ
الأمازيغ هم سكان شمال إفريقيا منذ آلاف السنين قبل الميلاد، قسمهم البعض إلى (ليبيين) في ليبيا و(نوميديين) في جزء من الجزائر وتونس و(موريين) في المغرب وجزء من الجزائر، وأول من سمى سكان المغرب موريين هم اليونان فسموهم (ماروسيا-maurusia).
وقد اختلف النسابة في أصلهم اختلافا ظاهرا كما قال ابن عبد البر في التمهيد وغيره، واستوفى خلافهم ابن خلدون في تاريخه وقد اشتهرت نسبتهم إلى النعمان بن حمير بن سبأ اليمني، وقيل نسبتهم إلى جالوت!! ورجح ابن خلدون ووافقه الناصري في الاستقصا أن يكونوا من نسل كنعان بن حام بن نوح عليه السلام من ولد مازيغ، ومن نسله (مادغيس الأبتر) أصل القبائل البتر و(برنس) أصل قبائل البرانس ومنها صنهاجة ومصمودة (ومنها برغواطة وغمارة) وكتامة (القائمون بأمر العبيديين) وأوربة (ومنها كسيلة قاتل عقبة بن نافع زمن الفتح).
-الحكم الحميري
ذكر بعض المؤرخين أن إفريقش الحميري أحد التبابعة اليمنيين وصل إلى المغرب، وتمكن منه مائة عام بعد هزم جرجيس، وهو الذي سماهم البربر وأنكر ذلك ابن عبد البر وابن حزم رحمهما الله.
-الحكم الفينيقي
الفينيقيون شعب خرج من منطقة ما يعرف اليوم بلبنان، وقد عرفوا بالتجارة والملاحة، وقد أقاموا في شمال إفريقيا مستعمرات بعد أن كانوا يفدون إليه تجارا لمدة ثلاثة قرون ونيف، ومن أشهر مستعمراتهم قرطاجة في تونس سنة 814 ق م. وتنسب مدينة (تمودة) لهم. وقد ثار عليهم البربر سنة 214 ق م.
-الحكم الروماني
الرومان دولة أوروبية عاصمتها روما، يذكر أنها بنيت بإرادة “الآلهة”، وقد توسعت إلى أن صارت إمبراطورية حكمت أوروبا وسواحل المتوسط وبريطانيا، وقد كان لها معارك تاريخية مع القرطاجيين الفينيقيين والتي انتهت بإخضاعهم سنة 56 قبل الميلاد، وقد حاول الرومان تثبيت قدم على أراضي شمال إفريقيا منذ عام 40 للميلاد، لكنهم لقوا فيها مقاومة متقطعة وشديدة من السكان الأصليين، فلم تكن هيمنة الرومان على المغرب هيمنة تامة ومستقرة.
وقد استوطنت الديانة الوثنية الرومانية البلاد ثم بعد ذلك المسيحية الكاثوليكية، ثم انقسمت الإمبراطورية الرومانية وضعفت ثم سقطت عام 476م، وقد كان الأمازيغ يتأثرون دائما بالثقافات الواردة في لباسهم وعقائدهم، ولم يكن لهم دولة إلا تحت الحماية الأجنبية، خصوصا الرومانية. وكانوا يتحالفون باستمرار مع كل محتل طارئ ضد المحتل السابق. حتى أن بعض ملوكهم وهو ماسينيزا أوصى بملكه للرومان بعد موته. وكان بعضهم عملاء لهم تربوا في بلاطهم. الأمر الذي دفع الشعب إلى تولي أمر مقاومتهم إلى أن تعاونوا مع الوندال لإسقاط الدولة الرومانية.
-الحكم الوندالي
الوندال أحد القبائل الجرمانية الأريسية التي غزت أوروبا واستوطنت إسبانيا برهة من الزمن، وقد عبروا إلى المغرب سنة 429م عبر المضيق بـ 80.000 مقاتل عبر سبتة، ثم استمر زحفهم طول الشريط الساحلي، واتخذوا من (بجاية) التونسية عاصمة لهم، ثم احتلوا قرطاج سنة 439 م، وبعد أن سلمت روما للوندال أمر شمال إفريقيا منذ عام 442م قاتلهم السكان الأصليون بعد ذلك دون انقطاع.
-الحكم البيزنطي
بعد موت الإمبراطور الروماني تييودوس تقاسم ولداه الإمبراطورية، فكانت الإمبراطورية الغربية والإمبراطورية الشرقية المعروفة أيضا باسم الإمبراطورية البيزنطية وعاصمتها القسطنطينية، وقد تمكنت من السيطرة على بعض مناطق في شمال المغرب في القرن الرابع الميلادي في عهد جوستنيان بعد هزم الوندال عام 533-534 على يد الجنرال Belisaire ، وقد أظهر الأمازيغ في أول دخولهم حيادا إلى أن هزم الوندال فثاروا عليهم.
-الحكم القوطي
القوط (goths) أحد القبائل الجرمانية النازحة من شرق أوروبا، وصلت إلى إسبانيا واتخذتها موطنا، وقد استغل القوط الغربيون ضعف السيطرة البيزنطية على المغرب، فعبروا البحر واحتلوه في عهد ملكهم (سونتيلا) الذي امتد حكمه في إسبانيا من سنة 621 إلى 631م.
-حكم الفايكينغ
الفايْكـِنْغ شعب من شعوب أوربا الشمالية القديمة، وبالتحديد المنطقة الإسكاندنافية حاليا(الدانمارك، والسويد، والنرويج، والفينلاند) وقد عرفت عنهم غزوات بحرية كثيرة في أوروبا شرقها وغربها، شمالها وجنوبها، وكانوا يستغلون الأنهار للولوج إلى الأراضي الوسطى في أوروبا. وتذكر المصادر أنهم استطاعوا أخذ بعض السواحل المغربية الشمالية وجعلوها قواعد لهم ما بين سنة 859 و862م.
المصادر
– تاريخ ابن خلدون المسمى (ديوان المبتدأ والخبر) الجزء السادس.
– الاستقصى في تاريخ دول المغرب الأقصى-الناصري.
-تاريخ الحضارة الفينيقية الكنعانية؛ جان مازيل/ترجمة ربا الخش.
-ثلاثة وثلاثون قرنا من تاريخ الأمازيغيين؛ محمد شفيق.
– HISTOIRE DU MAROC. – Des origines à nos jours
وغيرها..