إن فظاعة وبشاعة مجزرة القصف بالكيماوي التي وجهها النظام السوري إلى أبناء وطنه في ريف دمشق، جعلت كل أحرار العالم يستنكرونها ويشجبونها ويطالبون بالانتصار للضحايا الأبرياء الذين كان أكثرهم أطفالا ونساء..
وحول هذه المجزرة استقينا تصريحات وآراء فاعلين في الساحة العلمية والدعوية والإعلامية بالمغرب، فإليكم ما صرحوا به:
د. الحسن العلمي: مجزرة الكيماوي جريمة استئصال للنوع البشري ينبغي أن يقدم أصحابها للمحكمة الدولة في جرائم الحرب
صرح الدكتور الحسن العلمي أستاذ علم الحديث والفكر الإسلامي بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة حول مجزرة الكيماوي التي أعملها النظام السوري الطاغي في العزل من ساكنة ريف دمشق، والتي راح ضحيتها قرابة ألفي شخص؛ عدد كبير منهم من الأطفال والنساء، حيث قال:
“إن المؤامرة الدولية التي دبرتها دوائر المكر الصليبية والصهيونية بتعاون مع الحكام الخونة في البلاد العربية من حماة الاستبداد ودعاة الحداثة من الإعلاميين والسياسيين من عملاء إسرائيل، للإجهاز على ثمرات المشروع الإسلامي التي انبجست مع الربيع العربي في أرض مصر والشام، بخطط إجرامية دموية بدأت في مصر والشام وارتكبت على إثرها مجازر إبادة للإسلاميين راح ضحيتها آلاف الشهداء والجرحى والمعتقلين، تحت سمع العالم وبصره، وصاحبها صمت عالمي مريب من لدن أدعياء الدفاع عن حقوق الإنسان والحيوان”.
وحول الأسباب التي جرأت النظام السوري على هذه المجزرة، قال: “وقد تولى كبر ذلك مجرمو العسكر الخونة وجهاز أمن الدولة في مصر بزعامة السيسي ومحمد إبراهيم وصبحي صدقي وأعوانهم عليهم من الله ما يستحقون، كل ذلك جرأ كبار المجرمين في الثالوث المجوسي النصيري والصفوي الإيراني وحزب اللات على ارتكاب هذه المجزرة المروعة بالسلاح الكيماوي لإبادة أبناء المسلمين من الأطفال والنساء والشيوخ بقرى الغوطة الشرقية في بلاد الشام، وهي مجزرة إبادة ضد الإنسانية وجريمة استئصال للنوع البشري ينبغي أن يقدم أصحابها للمحكمة الدولة في جرائم الحرب”.
واعتبر الدكتور العلمي أن ما تشهده بعض الدول الإسلامية هو حرب عالمية ثالثة موجة ضد المسلمين، حيث قال: “وإننا أمام هذه الحرب العالمية الثالثة المعلنة ضد المسلمين في البلاد العربية نحذر هؤلاء المستهينين بحرمة الدماء من عقاب الله المنتقم الجبار الذي يمهل ولا يهمل، وننادي أحرار العالم أن يقفوا صفا واحدا لإيقاف هذه الجرائم والدفاع عن كرامة الإنسان، قبل أن تستفحل هذه النار المحرقة التي قد تأتي على الأخضر واليابس وتقحم العالم بأسره في أتون صراع سينتهي لا محالة بنصر الله للمسلمين الذي وعدنا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الْأَمْرُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَلَا يَتْرُكُ اللَّهُ بَيْتَ مَدَرٍ وَلَا وَبَرٍ إِلَّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ هَذَا الدِّينَ بِعِزِّ عَزِيزٍ أَوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ عِزًّا يُعِزُّ اللَّهُ بِهِ الْإِسْلَامَ وَذُلًّا يُذِلُّ اللَّهُ بِهِ الْكُفْرَ)”.
د. محمد بولوز: عصابة الحقد الأسود في سوريا تفعل في المسلمين ما لم يفعله فرعون في بني إسرائيل
قال الدكتور محمد بولوز عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ومسؤول العلاقات الخارجية بمركز المقاصد للدراسات والبحوث، معلقا على المجزرة الجديدة لنظام الطاغية بشار في سوريا: “إنا لله وإنا إليه راجعون، ليست هذه بأول جرائم النظام الأسدي المجرم المدعوم من طرف قوى الشر من البوذيين والملاحدة والكفار والمبتدعة ومطموسي البصيرة، إنه نظام إجرامي سفاح، أو بالأحرى عصابة حقد أسود، أشد على المسلمين من أعدائهم من اليهود والنصارى بل وحتى من فرعون الذي كان يقتل الرجال ويبقي على النساء في حين هؤلاء ما يوقرون كبيرا ولا صغيرا ولا رجلا ولا امرأة ولا يدعون شجرا ولا بناء ولا حجرا”.
وعن أسفه للحالة التي وصلت إليها بعض الدول الإسلامية، وعجز المسلمين عن نصرة إخوانهم؛ قال: “أتأسف لهذه الحال التي وصلنا إليها؛ نسمع ونرى ما يحدث لإخواننا في سوريا وبورما ومصر وغيرها ونبقى مشلولي الإرادة لا نعرف حيلة ولا نهتدي سبيلا، ننتظر من أعدائنا أن يهبوا لفعل شيء لإخواننا وهم مصدر الداء ومنبع الشرور، إنهم لا يريدون لنا عافية ولا أمنا ولا استقرارا، إنهم يريدون لنا “فوضى خلاقة” بحسب تعبيرهم، حتى يأمن الكيان الصهيوني المغروس غصبا في جسمنا، فقد تحطم الجيش العراقي؛ وأولغ الجيش السوري في دماء الأبرياء ولم يعد له من عدو غير أبناء وطنه؛ والجيش المصري يسير على نفس النهج ولا حول ولا قوة إلا بالله.
فربنا يقول: {إنما المومنون إخوة} فأين الأخوة مما يحدث في سوريا وغيرها، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: “مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى”، فأين هو الإحساس وأين هو الشعور وأين التفاعل الإيجابي مع ما يحدث؟”.
وفي الأخير ذكّر الدكتور بولوز بالنعم التي نعيش فيها، ونصح بعدم التفريط في الممكن لنصرة المستضعفين والمظلومين، حيث قال: “ونحن نتلذذ بفرشنا وطعامنا وشرابنا ولهونا وحياتنا العادية وكأنه لا شيء يحدث حولنا، فأين دعوات السحر لنصرة إخواننا؟ وأين التعريف بقضاياهم؟ وأين مساندتهم بالمال والإيواء؟ وأين دعمهم بالسلاح والرجال؟
فكل قادر على شيء من هذا وبخل به ويقصر في حق إخوانه فحسابه على الله ويتوب على من تاب وتدارك بفعل ما يقدر عليه، نسأل الله التجاوز والغفران”.
ذ. نبيل غزال: في سوريا.. لا مجال للحديث عن حقوق الإنسان
حول هذه المجزرة البعثية الصفوية الجديدة صرح الأستاذ نبيل غزال الكاتب والصحفي في أسبوعية “السبيل” بأن هذه: “الأحداث المأساوية والمؤلمة توالت على الأمة الإسلامية بشكل متسارع؛ فلم يكد يمرُّ أسبوع على مجزرة فض ميداني رابعة العدوية والنهضة والتي راح ضحيتها 2600 شهيدا -بإذن الله تعالى- وعشرات الآلاف من الجرحى؛ وقتل مئات المتظاهرين ضد الانقلاب، وإعدام 52 من المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين في سجن “أبو زعبل”، حتى فجعنا بخبر الإبادة الجماعية في ريف دمشق.
تلك الإبادة الوحشية التي استعملت فيها أسلحة كيماوية، وراح ضحيتها أكثر من 2300 شهيد إضافة إلى 5.000 جريح معظمهم من الأطفال والنساء؛ ولازالت هذه الأرقام مرشحة للارتفاع”.
وأكد غزال أن: “هذه الإبادة غير مستبعد إطلاقا أن يرتكبها النظام الصفوي الطائفي الذي خلفه الاحتلال الفرنسي بعد خروجه مدحورا من سوريا؛ وهو لا يزال إلى اليوم يقتل الكبار والصغار؛ والرجال والنساء، ويستعمل كل سلاح، ويهدم الصوامع ويحرق المساجد، ويسمم المياه والآبار؛ ويرغم الخلق على السجود لأرذل الخلق: “بشار”.
إنه يرتكب كل تلك الجرائم على مرأى ومسمع من العالم أجمع؛ وأكثر من هذا فهو يدعم بقوة من محور الشر إيران و”حزب اللات” وروسيا والصين، وتوفر له باقي الدول الغربية الأخرى تغطية سياسية وحقوقية بالسكوت عن جرائمه الوحشية وإباداته الجماعية التي يجرمها “الإعلان العالمي لحقوق الإنسان”!!!”.
وعند سؤال الأستاذ غزال حول مدى اعتراف الغرب بحقوق المسلمين قال: “حقوق الإنسان التي يؤمن بها هؤلاء ومن تشرب فكرهم هي حقوق قاصرة على إنسان دون آخر، فكل من يوحد الله ويعلن اتباعه لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- فهذا لا يدخل إطلاقا في زمرة الإنسان الذي يجب أن تكفل حقوقه ويتدخل المجتمع الدولي لصونها والمحافظة عليها؛ لذى فلا مجال للمزايدة بالمطالبة بتقديم بشار وشبيحته إلى المحكمة الدولية؛ ولا بتدخل دولي لإيقاف النزيف في سوريا ودعم الشرعية، وإن حدث تدخل ما بعد مرور سنتين من القتل والإبادة الجماعية التي راح ضحيتها أكثر من 100.000 شهيد -بإذن الله-، فسيتم بكل تأكيد لتحقيق مصالح الغرب والكيان الإرهابي، لا لشيء آخر.
فحين يتعلق الأمر بالإنسان المسلم تختلف المفاهيم؛ وتتغير المعادلات؛ وتغيب الحقوق؛ فلا يكاد المتتبع يسمع عن حقوق المرأة السورية التي تغتصب وتقتل ويمثل بجسدها، ولا عن حق الطفل السوري في الحياة والأبوة والرعاية والحنان، ولا عن حقوق المدنيين العزل الذين يبادون فرادى وجماعات دون سبب يذكر”.
وختم ذ. نبيل غزال تصريحه مستبشرا فقال: “صحيح أن أحداث سوريا ومصر وبورما والعراق وغيرها من بلاد المسلمين هي أحداث مأساوية ومؤلمة؛ لكن الأمر الأكيد أن العالم الإسلامي يتغير؛ وأن الأمة حبلى وهي في حالة مخاض؛ ومولودها الجديد سيرى النور قريبا بإذن الله تعالى؛ إلا أن هذا المولود سيكون مغايرا والحق فيه واضحا، خاصة بعد أن سقط القناع عن محور الشر والممانعة، والقوى العلمانية العميلة المنتشرة في كل بلاد المسلمين؛ والتي لا تهمها إلا مصالحها الضيقة ومصالح الدول التي تدين لها بالولاء”.