التفجير وسيلة مرفوضة لتغيير الواقع, والعنف حركة طائشة عابثة الشيخ عبد الحميد جنان

الحمد لله والصلاة والسلام على من لا نبي بعده, وعلى آله وصحبه ومن تبعه ووالاه.

أما بعد:
إن ما حدث في بلدنا الحبيب بالأمس القريب من تفجير وتدمير وسفك للدماء وترويع للآمنين لعمل يأباه الإسلام ويبرأ منه جملة وتفصيلا لما يوقعه من مساس صارخ وتعَدٍ خطير بأمن هذا البلد والمسلمين.
وإن هذا البلد كان ولا زال يضرب المثل في الأمن بل هو ملاذ الخائفين في كل وقت وحين.
إن هذه الأعمال الوحشية الإجرامية قد جلبت ويلات للمسلمين ولبلادهم وأغرت الطامعين والمتربصين في بلاد المسلمين بل فرقت شملهم وشتت جمعهم وزعزعت أمنهم وأزهقت الأرواح البريئة بغير أدنى حق شرعي أو مشروع إنساني.
واستعمال التفجير كوسيلة لتغيير الواقع وتقويم لسلوكه بالإسلام مرفوض مهما كانت أسبابه ودواعيه، لأنه لا ينشر دينا ولا يصنع قناعة ولا يبني أمة ولا يقيم حضارة ولا يحقق عمرانا.
فالمسلم في كل الأحوال مطالب بالصبر والدفع بالتي هي أحسن لأن ميدان التغيير الحقيقي والبناء الحقيقي هو ميدان تغيير النفس, يقول تعالى:” إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ” الرعد 11.
فهذا الميدان مع ما يقتضيه من المجاهدة الكبرى والصبر والدراسة يعتبر من الصناعات الثقيلة والمهمات الشاقة التي لا تتحقق بسهولة ويسر, وإن المسلمين الرواد, الجيل الأول جيل القدوة على الرغم من ممارسات الاعتداءات عليهم والاستفزازت لهم منعوا من المواجهة وطلب إليهم كف اليد “كُفُّواْ أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ” النساء 77, وحتى يمنحوا الدعوة مناخا مناسبا للانتشار، ويفوتوا على أعداء الإسلام كل مبرراتهم في الاعتداء على المسلمين وتدمير طاقاتهم وحصاد أجيالهم.
إن العنف حركة طائشة عابثة كالنار تأكل نفسها إن لم تجد ما تأكله، وحالة شاذة غير سوية ووسيلة للتغيير غير إسلامية.
وفي هذا المقام فإننا نبرأ إلى الله من هذه الجرائم المنكرة وقد كنا ولا نزال من قبل ومن بعد نحذر من أفكار التكفير بين المتطرفين الذين لا يرقبون في مسلم ولا غيره إلا ولا ذمة.
وعليه فإننا نحذر ونهيب بالشباب أن يكونوا على قدر مستوى المسؤولية في الحذر والتحذير من هذه الأفكار المتطرفة والأفعال الإجرامية وأن يحافظوا على إيمانهم وأمن بلادهم وأن يتعاونوا على البر والتقوى في فضح أولئك المندسين في مجتمعنا الآمن.
حفظ الله مغربنا الحبيب شعبا وملكا من كيد الكائدين وعدوان المعتدين المجرمين.
وجنب الله بلادنا وبلاد المسلمين أسباب الفتن ما ظهر منها وما بطن, وأخذ الله بأيدي أمتنا لما فيه صلاح دينها ودنياها.
ولا عدوان إلا على الظالمين والحمد لله رب العالمين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *