هو أبو العباس أحمد بن علي بن عبد الرحمن المنجور الإمام الفقيه، والمؤلف المكناسي البخاري الفاسي الدار والقرار، شيخ الإسلام علم الأعلام محيي السنة ونجم الأمة.
كان رحمه الله “هناك مكرر محذوف “شغوفا بطلب العلم لا يمل منه ولا يكل منذ صغره ينتقل من حلقة عالم إلى أخرى في القرويين والمدارس التابعة لها، وفي الجوامع الأخرى، كان يبحث عن العلوم النافعة ويتعلمها، ومما يبرهن على اجتهاده وعنايته ما نقله عنه بعضهم أنه كان لا يقرأ فنا إلا قرأه قراءة من لا يعرف إلا ذلك الفن.
ساعده على التحصيل قوة حفظه، وذكائه، وكثرة مطالعته، فإنه كان لا يمل المطالعة، حتى قال عنه تلميذه ابن القاضي: كان أحفظ أهل زمانه وأعرفهم، وقال عنه تلميذه عبد الواحد الفلالي: له عناية بالمطالعة والقراءة لا يمل ولا يضجر، وقال عنه الطعارجي صاحب الأعلام: كان شديد العناية بالتحصيل، قوي التحقيق حسن الإلقاء والتقرير معتنيا بالمطالعة لا يمل ولا يضجر.
قال عنه تلميذه ابن القاضي: كان آية من آيات الله تعالى في المعقول والمنقول وكان أحفظ أهل زمانه وأعرفهم بالتاريخ والبيان والمنطق، والأصول وغير ذلك وله معرفة برجال الحديث.
قال عنه أحمد بن أحمد بابا: آخر فقهاء المغرب ومشاركيهم في الفنون فقها وأصولا وبيانا، وقراءة وعربية، وفرائض وحسابا ومنطقا، وميالا إلى مطالعة التاريخ والحديث، خدم العلم عمره.. فهو آخر الناس بفاس لن يخلف يعده مثله.
قال عنه تلميذه عبد الواحد الفلالي: سمعت منه غرر الفوائد ودرر الفرائد ما لو تعرضت لكتبه لخرجت عن حد الإكثار، وهو نهاية في تحقيق ما ينقل ويقول، مشارك في فنون العلم له في كل منها الحظ الأوفر والنصيب الأكبر إلى مزيد تحقيق وتدقيق في كل ما يتعاطاه من ذلك ما ليس لغيره، له عناية عظيمة بالمطالعة والإقراء.. صدوقا في النقل متثبتا في الإملاء، قوي الإدراك ثابت الذهن صافي الفهم.
وقال الكتاني: حلاه أبو سالم العياشي في رحلته: بحافظ المغرب من المتأخرين وإمام المحققين.
وقال الأفراني: انفرد عن أهل زمانه بمعرفة تاريخ الملوك والسير والعلماء على طبقاتهم ومعرفة أيامهم.
قال صاحب الإعلام: كان رحمه الله يسخر ما رزقه الله من عقل وذكاء وعلم في البحث عن الحق أينما وجد وعند من وجد لا يتعصب ولا يكابر في ذلك، وهذه صفة العلماء العاملين المنتفعين بعلمهم.
وقال أيضا: كان ذا حظ رائق وأدب فائق، وكان دمث الأخلاق رقيق الحاشية متقشفا قانعا بما يسر من المأكول والملبس لا يحسن تدبير الدنيا.
قال عنه الحضيكي في طبقاته: كان شديدا في اتباع السنة في أحواله كلها حتى كان تلميذه عبد الله بن طاهر إذا سئل عن شيء يقول: حتى أنظر هل فعله الشيخ المنجور فإنه لا يفعل إلا السنة.
قال عنه تلميذه ابن القاضي: كان أورع الناس.. كان لا يفارق لسانه: لا أدري وكان من عباد الله الصالحين لا يفتر عن قراءة القرآن إلا زمن المطالعة، أو التأليف أو الإقراء، أو ضرورياته.
ووصفه ابن عساكر فقال: رزق حسن العبادة.