“شباط” و”لشكر” يعلنان الحرب “التطرف الديني”!!

بغض النظر عن الفرس الأعرج الذي امتطاه كل من إدريس لشكر وحميد شباط للوصول إلى قيادة حزبيهما؛ فقد اختار “الأمينان” الاصطفاف في صف المعارضة، وخرجا بعد مرحلة صراع طويل ببيان يعلنان من خلاله للرأي العام الوطني عن تدشين مرحلة جديدة من التنسيق في أفق بناء معارضة بديلة لحزب العدالة والتنمية على أساس خطاب يواجه “التطرف الديني والمنهج التكفيري والمذاهب الرجعية الدخيلة”، وأنه: “انطلاقا من قراءتهما لما يجري في المنطقة، من خطر تنامي التيارات الرجعية، والشروع في تنفيذ مشاريعها الاستبدادية.. فإنهما سيبذلان كل الجهود من أجل تجميع قوى الحركة الوطنية والديمقراطية، بمختلف مكوناتها، التي تصبو إلى بناء المغرب الديمقراطي الحداثي”.
هكذا جاء في البيان! وكأن الحزبين العتيدين لم يحرزا يوما الأغلبية ويقودا الحكومة، وكأنه لا تاريخ سياسي يشهد على عملهما وصدق ادعائهما، وربما نسي “شباط” أن من بين المطالب الكبرى للشارع بعد وصول رياح الربيع العربي إلى المغرب هو إسقاط حكومة الاستقلال والأحزاب المخزنية التي كلفت البلاد غاليا، وعمقت الفوارق الاجتماعية، ومكنت لسياسة الريع والاحتكار والتسلط على مناصب القرار والتحكم في السلطة.
أكيد أنه يوجد في حزب الاستقلال معارضون لحركة شباط، ومنهم وطنيون تسوؤهم تصريحاته التي تخالف العقل والواقع، وتتنافى ومبادئ الحزب ورجالاته الذين كانوا ذوي مرجعية دينية متينة، لكن يبقى التوجه الجديد لحزب الميزان بقيادة شباط وحلفائه اليساريين براجماتيا بامتياز؛ لا يراعي أخلاق ومصالح البلاد، فهم مستعدون لاستغلال كل الوسائل وسلك كل السبل للوصول إلى أهداف سياسية ضيقة.
ولئن كانت هذه المعارضة تؤكد على ضرورة فصل النشاط الدعوي عن العمل السياسي؛ فإننا بالمقابل نراهم لا يتوانون في:
استغلال النفوذ والأعيان والمال والسلطة لأهداف سياسية.
واستغلال خطاب أيديولوجي دخيل لأغراض سياسية.
واستغلال آلام الناس ومعاناتهم لأغراض سياسية.
واستغلال جهل الناس -خاصة في العالم القروي- لأغراض سياسية.
واستغلال قيم كبرى مثل العدالة والحرية والكرامة وحقوق الإنسان لأغراض سياسية.
وتوظيف مطالب المعطلين والمسحوقين لأغراض سياسية.
واستغلال قضية المرأة لأغراض سياسية.
واستغلال الوحدة الترابية لأغراض سياسية.
واستغلال التاريخ والثقافة والفن والاقتصاد لأغراض سياسية…
إنهم يستغلون كل ذلك للوصول إلى أهداف سياسية، وبالمقابل يتهمون غيرهم باستغلال الدعوة إلى الله لأغراض سياسية، وكأنها جريمة!! علما أن بابها مفتوح للجميع فهي ليست حكرا على فئة معينة، بل من الواجب على كل من انتسب إلى الإسلام أن يفرح بانتشارها ويسعى إلى تحقيق ذلك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *