العلمانيون.. والطعن في القرآن الكريم والأنبياء والمرسلين

هل الطعن في الدين والمقدسات والرموز يعد بحثا وحرية فكر، أم تطرفا واستفزازا لمشاعر ملايين المسلمين، وسعيا حثيثا إلى تشكيك الناس في دينهم، وزعزعة عقيدتهم، ونشر الفتنة بينهم؟!

في ندوة نظمتها الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، على هامش انعقاد مؤتمرها العاشر تحت عنوان: “نضال مستمر ووحدوي من أجل دستور ديمقراطي يؤسس لسيادة قيم وحقوق الإنسان الكونية”؛ وصف المتطرف أحمد عصيد -الذين يعطينا دوما من خلال الإعلام العمومي وغير العمومي دروسا في نبذ التطرف وقبول الآخر واحترام رأي الأغلبية- رسالة نبينا محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- التي وجهها إلى الحكام والملوك بالإرهابية.
وقال أيضا أنه “لا يجب تدريس التلاميذ في الثانوي رسالة النبي محمد التي أرسلها لملوك وحكام ذلك العصر، يدعوهم فيها للإسلام، وتبتدئ بعبارة أسلم تسلم، لأنها رسالة إرهابية تهديدية”.
مضيفا أن: “الرسالة التي تدرس في المقرر لتلامذتنا وهم في سن الـ16 هي في الحقيقة رسالة إرهابية، لأنها ترتبط بسياق كان الإسلام ينتشر فيه بالسيف والعنف، أما اليوم فقد أصبح المعتقد اختيارا شخصيا حرا للأفراد، ولا يمكن أن تدرس للتلميذ رسالة تقول إما أن تسلم وإلا أنك ستموت، وتدرس على أنها من القيم العليا للإسلام”؛ وقال متهكما: “انظروا إلى النبي كيف تعامل مع ملوك ذلك الزمان وكذا؛ هذا شيء غير مشرف وهو موجود في منظومتنا التربوية”اهـ.
وفي السياق نفسه قال الدكتور مصطفى بوهندي، أحد المتدخلين في حلقة “كيف نواجه خطابات التطرف؟” في برنامج “مباشرة معكم”: “عصمة الأنبياء دعوى لا أساس لها من الصحة، سواء على مستوى النصوص المؤسسة أو على مستوى الواقع” وأن القرآن “ليس مُعجزا لغويا، وأن لغته لغة عادية ليست معجزة، وهو حتى في تحديه للناس وللعالمين لم يقل إنه كلام معجز”.
فعلا؛ فما كان لمثله أن يدرك إعجازه اللغوي؛ ورحم الله الإمام أبا الحسن الأشعري حين قال: “إن الأعجمي لا يمكنه أن يعلم إعجازه إلا استدلالاً، وكذلك من ليس ببليغ، فأما البليغ الذي أحاط بمذاهب العرب وغرائب الصنعة فإنه يعلم من نفسه ضرورة عجزه وعجز غيره عن الإتيان بمثله”. نقله السيوطي في معترك الأقران.
فجهد وعمل المنتمين لهذا التيار المتطرف ينصب على فصل السماء عن الأرض؛ والخالق عن المخلوق؛ تفانيا في خدمة عقيدتهم ونظرتهم لله تعالى والكون والإنسان؛ هذا الأخير الذي يجب ألا يخضع -بالنسبة لهم- لأي سلطة خارجية أيا كانت؛ سوى سلطة نفسه وهواه. وكأن الإنسان لم يخلق لغاية محددة ووظيفة عظيمة.
وهم يعتبرون النبوة مرحلة تاريخية تحتاجها البشرية في طور من أطوارها، ثم تنتفي الحاجة إليها بعد الانتقال إلى طور آخر ومرحلة جديدة يعطى فيها العقل الريادة لسوق البشرية إلى ما يراه نافعا لها.
فهل الطعن في الدين والمقدسات والرموز يعد بحثا وحرية فكر، أم تطرفا واستفزازا لمشاعر ملايين المسلمين وسعيا حثيثا إلى تشكيك الناس في دينهم وزعزعة عقيدتهم ونشر الفتنة بينهم؟
وإذا أضفنا إلى زلاتهم الجحد لفريضة الحجاب وإنكار النسخ في القرآن، والاستهانة بكتب السنة، وبمناهج المفسرين، والطعن في عصمة الأنبياء والمرسلين، وتشكيك في عدالة الصحابة، واتهام الصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه بالكذب، والطعن في الجبل الأشم إمام دار الهجرة مالك ابن أنس بأسلوب وتحليل ماركسي، تبين لنا جليا أن مشرب القوم عكر، ومنهجهم في الطرح والتحليل منحرف عن جادة الصواب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *