– قال تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ} (سورة الغاشية، الآية: 8).
{ناعمة} ليست من النعومة، بل هي من النعمة، فهذه الوجوه بادية عليها آثار النعمة.
قال ابن كثير: «{وجوه يومئذ} أي: يوم القيامة {ناعمة} أي: يعرف النعيم فيها».
وقال القرطبي: «قوله تعالى: {وجوه يومئذ ناعمة} أي: ذات نعمة، وهي وجوه المؤمنين، نعمت بما عاينت من عاقبة أمرها وعملها الصالح».
قال العلامة السعدي: «… وأما أهل الخير، فوجوههم يوم القيامة {ناعمة} أي: قد جرت عليهم نضرة النعيم، فنضرت أبدانهم، واستنارت وجوههم، وسروا غاية السرور«.
– قال تعالى: {وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ} (سورة الفجر، الآية: 17).
{فقدر} ليست من القدر والتقدير، بل معناها ضيق عليه.
قال الطبري: «وأما إذا ما امتحنه ربه بالفقر {فقدر عليه رزقه} يقول: فضيق عليه رزقه وقتره، فلم يكثر ماله، ولم يوسع عليه».
قال ابن عطية: «وقرأ جمهور الناس: {فقدر} بتخفيف الدال، بمعنى ضيق.
وقرأ ابن عامرٍ بتشديد الدال، وهما لغتان بمعنى واحد، ومعناهما التضييق».
– قال تعالى: {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ} (سورة التين، الآية: 6).
{ممنون} تفهم على أنها من المن، بيد أن تفسيرها: غير مقطوع.
قال الماوردي: «{فلهم أجر غير ممنون} فيه أربعة أوجه، أحدها: غير منقوص، قاله ابن عباس؛ الثاني: غير محسوب، قاله مجاهد؛ الثالث: غير مكدر بالمن والأذى، قاله الحسن؛ الرابع: غير مقطوع، قاله ابن عيسى».
قال ابن كثير: «وقوله: {فلهم أجر غير ممنون} أي: غير مقطوع».
– قال تعالى: {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ} (سورة الزلزلة، الآية: 8).
{ذرة} تفهم على أنها العنصر الكيميائي الذي اكتشفه جون دالتون، غير أنها في كتب التفسير: النملة الصغيرة.
قال ابن عطية: «و{الذرة} نملة صغيرة حمراء رقيقة لا يرجح لها ميزان، ويقال إنها تجري إذا مضى لها حول».
قال ابن كثير: «{فمن يعمل مثقال ذرة} يعني: وزن أصغر النمل».
قال الزمخشري: «والذرة: النملة الصغيرة، وقيل الذرّ ما يرى في شعاع الشمس من الهباء».
نظير ذلك قوله تعالى: {وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء وَلاَ أَصْغَرَ مِن ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ} (سورة يونس، الآية: 61).
– قال تعالى: {وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ} (سورة العاديات، الآية: 8).
{الخير} هنا المال، وليس الذي يقابل الشر.
قال العلامة السعدي: «{وإنه} أي: الإنسان {لحب الخير} أي: المال {لشديد} أي: كثير الحب للمال».
قال القرطبي: «قوله تعالى: {وإنه} أي: الإنسان من غير خلاف، {لحب الخير} أي: المال، ومنه قوله تعالى: {إن ترك خيرا} (سورة البقرة، الآية: 180)، {لشديد} أي: لقوي في حبه للمال».