عقب تصريح لرئيس الحكومة في غرفة المستشارين، عبر من خلاله أن “النساء لما خرجن إلى العمل انطفأت البيوت (يعني أظلمت).. وأن النساء اللواتي يعتنين بتربية أولادهن ورعايتهم مثل الثريات..”؛ وهو الأمر الذي أزعج النسويات اللاتي يزدرين عمل المرأة في بيتها، ويعتبرنه عبودية للزوج وفكر ذكوري يجب أن يختفي.
دعت عشرات النساء العلمانيات و«الحداثيات»، في وقفة أمام مقر البرلمان يوم الثلاثاء 24 يونيو المنصرم، إلى الدفاع عن الحقوق المكتسبة للمرأة المغربية، عبر تفعيل مقتضيات الدستور التي تكرس المساواة والمناصفة بين الرجال والنساء.
وأكدت هؤلاء النسوة، بمبادرة من «التحالف المدني من أجل تفعيل الفصل 19 من الدستور»، بمساندة فاعلين في ميادين السياسة والثقافة والإعلام، على تكريس مكتسباتهن التي يضمنها الدستور، والمتمثلة في المساواة في الحقوق والحريات ذات الطابع المدني والسياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والبيئي.
وعبر المشاركون في هذه الوقفة، عبر عدة شعارات، عن رفضهم القاطع لكل ما من شأنه المس بالمرأة وبمساواة حقوقها مع الرجل؛ بل زدن في الجرأة في تحد سافر لاحترام الرأي الآخر، والرمي بالتهم وخلط الحابل بالنابل كما هي عادتهن، حيث كن يصرخن: “لا عدالة لا تنمية؛ تخلف ورجعية”، و”بنكيران سير فحالك، داعش هي بلادك”.
وكان رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران في جلسة في مجلس المستشارين، قال بأن “النساء لما خرجن إلى العمل انطفأت البيوت (يعني أظلمت).. وأن النساء اللواتي يعتنين بتربية أولادهن ورعايتهم مثل الثريات..”؛ وهو الأمر الذي أزعج النسويات اللاتي يزدرين عمل المرأة في بيتها، ويعتبرنه عبودية للزوج وفكر ذكوري يجب أن يختفي.
فالنسويات ينظر إلى هذا الأمر من زاوية مختلفة؛ إذ القيم التي يردن أن يطبعنها في المجتمع، ويلقنها لأبنائنا هي قيم وافدة تمتح من منظومة القيم الغربية، وتقطع مع قيم المجتمع الأصيلة المستمدة في غالبها من الدين؛ بدعوى أن ذلك يمنح حرية للمرأة ويجعلها ندا للرجل..!!!
فالزوج في نظرهن هو شريك داخل البيت وخارجه، والقوامة ليست من حقه وحده لأن المرأة صارت ذات دخل مادي، ولذلك تحاسبه حساب الشريك لشريكه.. وهو ما يجعل الجانب المادي أكثر طغيانا على حياتهن.. ويفقد الحياة الزوجية مقاصدها الكبرى؛ ولنا في الغرب خير شاهد، وهو مثالهن في القيم والتحضر..
وقد تناسلت التعليقات في مواقع التواصل الاجتماعي للرد على هذه الوقفة التي لا يليق بالهزال أن ينعت بها، حيث لم يؤثث الوقفة المذكورة سوى عشرات من النسويات؛ وبعض «النسويين» الذي يعدون على رؤوس الأصابع، ولولا تغطية بعض المنابر الإعلامية المتحيزة للحدث واستعمالها لتقنية سد الفراغ أثناء التصوير بالفيديو.. لظهرت حقيقة منظمي الوقفة وأنهن لا يمثلن سوى تيار متطرف نشاز لا علاقة له بقيم المجتمع المغربي ومتطلباته وتطلعاته.
وحول هذه الوقفة علق بعض المتابعين قائلا: «عدد قليل من النساء وبعض الذكور المرتزقة الذين يسعون لركوب ظهر المرأة، هذه الوقفة لم تمثل حتى 0,0001 من المغاربة، إن الدراسات في الغرب تثبت أن اهتمام المرأة بأطفالها في البيت يقلص من التفكك الأسري ويساعد على تحسين الحالة النفسية لدى الأطفال، وكذلك حسب استطلاعات الرأي أكد عدد كبير من الغربيين أنه إذا كان هناك مدخول كافي للزوج فإنه يفضل أن تبقى زوجته في البيت لتربية الأطفال والاهتمام بشؤن البيت.
تخيلوا لو كانت الدعوة من العدالة والتنمية أو من العدل والإحسان وطالبوا النساء العفيفات للخروج والرد على هؤلاء لرأيت وقفة بالملايين.
وعبرت فتاة في تعليق لها: «لقد سمعت ما قاله بنكيران ولم أجد في كلامه ما يمس بكرامة المرأة المغربية، هؤلاء الحقوقيين والحقوقيات كل مرة يطلعوا علينا منددين باسم المرأة المغربية؛ نحن لم نفوض أحدا للدفاع عنا، الإسلام أعطى الحق كله للمرأة لأن كرامتها جاءت من الإسلام ولا شيء غير الإسلام، لقد أصبح الكل يهلل ويطبل باسم المرأة، المرأة المغربية أخذت حقوقا كثيرة وهذا جيد، ولكن ليس لدرجة أننا أصبحنا نعاني ونحن نقيم خارج المغرب من أولئك اللواتي أفسدن علينا حياتنا حتى أصبحنا نستحي من جنسيتنا لأنها ساءت بالفعل باسم هؤلاء الجهلة وأشباه الرجال المنددين أما البرلمان؛ فعلا لقد أفسدتم علينا حياتنا التي جاء بها رسولنا الكريم. وأنا مع بنكيران لأنه لم يعب قط المرأة المغربية ولم يحط من كرامتها؛ للتنبيه أنا لا أنتمي لهذا الحزب ولا لأي حزب آخر».
هكذا تبقى مطالب النسويات النشاز في واد ومطالب المرأة المغربية عموما في واد آخر.