رصدت صحيفة «الجارديان» البريطانية، على لسان إيلان بلاك، محرر شؤون الشرق الأوسط، تحليل لما سمي بـ «التدخل الإماراتي في ليبيا عسكريًا».
وفي التقرير، المنشور على الموقع الإلكتروني للصحيفة، قال بلاك: «الحديث عن الغارات التي قامت بها الإمارات بمشاركة مصرية على مواقع تابعة لجماعات إسلامية في ليبيا واحدة من اللحظات المثيرة للحيرة والتي تستمر بالحدوث في الشرق الأوسط هذه الأيام، وهنا يبرز التساؤل ما الذي يدفع دولة صغيرة وغنية مثل الإمارات للقيام بغارات جوية ضد أهداف في بلد بعيد عنها مثل ليبيا مستخدمة قواعد عسكرية مصرية، وبدون إعلام الولايات المتحدة الحليف القريب؟».
وأضاف: «الأمر لا ينظر إليه بهذه الطريقة، لكن بطريقة أقرب، فالأخبار تعكس تغيرات واسعة في المنطقة، وشعور بأن الولايات المتحدة تنسحب منها، والإمارات التي هزتها الاضطرابات التي أحدثها الربيع العربي ظهرت كواحدة من الدول الخليجية المحافظة الساعية لفرض رأيها، ولا تشارك الموقف السعودي المحافظ، وبخاصةً عندما يتعلق الأمر بمواجهة ما تراه تهديدًا للوضع القائم، من خلال صعود الإسلام السياسي في الداخل والخارج، وهذه الدول التي ظلت في الماضي تعيش هاجس التهديد الإيراني تبدو اليوم أكثر خوفًا من الإخوان المسلمين والجماعات المشابهة لهم».
وتابع: «انتشرت منذ عدة أسابيع إشاعات عن دعم الإمارات سرًا للجنرال خليفة حفتر، العسكري المنشق والذي يقدم نفسه على أنه الرجل المنقذ للبلاد والقادر على إخراجها من الفوضى ونهب الإسلاميين الذين ينظر إليهم كإرهابيين، ومثل مصر والإمارات لا يفرق حفتر بين الإخوان المسلمين الذين شاركوا في الانتخابات والجهاديين من أنصار الشريعة».
ومضى يقول: «الحكومة الإماراتية على المستوى المحلي قمعت أي معارضة واتهمت أعضاء في جمعية الإصلاح بالتآمر لقلب نظام الحكم في البلاد، وحكمت على 69 منهم بالسجن بعد محاكمات مثيرة للجدل شجبتها منظمات حقوق الإنسان». ورجَّح الكاتب أن تنافس وخلاف الإمارات مع قطر يعتبر أحد دوافع أبو ظبي للتدخل في مصر وليبيا، وغيرها من دول المنطقة، مضيفًا: «السياسة التي تتبعها الإمارات والتي تحاول فرض رؤيتها لا تقتصر على الدول العربية، بل وفي علاقتها مع الدول الأوروبية الحليفة، خاصة بريطانيا التي تعتبر الشريك التجاري لأبو ظبي».
واختتم بالقول: «الغارات على ليبيا ستؤدي لتوتر بين الغرب وحلفائه العرب القلقين، فصمت أبو ظبي ونفي القاهرة الظاهري لن يقنع أحدًا، مع العلم أن الغارات لم تنجح في منع سقوط مطار طرابلس بيد المقاتلين الإسلاميين، صحيح أن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ذهبت للإطاحة بمعمر القذافي، وصحيح أن الربيع العربي أصبح ذكرى بعيدة، ولكن دول الغرب تؤكد على أن تقديم السلاح للجماعات المتقاتلة في ليبيا لن يؤدي للاستقرار، بل إن الحل الوحيد هو عبر الحوار، وهو الأمر الذي لا توافق عليه الإمارات ومصر».