الأصل أن تكون مواجهة بني علمان من خلال خطط مدروسة لا مجرد ردود أفعال، وأن تكون الخطة طويلة المدى ولها أهداف مرحلية واضحة لا مجرد مواقف ومقالات وردود آنية تنتهي بنهاية الحدث.
في حياته عليه الصلاة والسلام عندما وصف لأمته دعاة على أبواب جهنم من أجابهم قذفوه فيها، وصفهم غاية الوصف وأوضحه، فقال: “هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا”، فمعنى قوله: “هم من جلدتنا” أي من قومنا، ويتكلمون بألسنتنا، أي من أهل لغتنا وهؤلاء الدعاة لا يخلو منهم زمان، ففي زماننا يتحقق هذا الوصف في العلمانيين ومن على شاكلتهم.
علينا ألا نلتفت لإجماع بني علمان على أن فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر نُسخت بموت النبي صلى الله عليه وسلم ولا يجوز للخليفة أن يحمل الناس على فعل شيء ديني، أما إذا كان دنيويا كضبط شؤون الحياة وغيره فهذا حسن بلا خلاف، بل تجد غير واحد منهم يكره معاقبة المجاهر بالفطر في نهار رمضان، وكما لم يروا بأسا باللواط والسحاق، وقد سئل أحدهم فقال: “أكرهه لكنه جائز إن شاء الله” (مفتي بني علمان).
وقالت إحدى العلمانيات: “إن الله وعد المؤمنين باللواط في الجنة”، واستدلت على إفكها بقوله تعالى: “يطوف عليهم ولدان مخلدون”، ولم تكمل الآية كعادة المشوشين التائهين.
وكرهوا رفع الصوت بالأذان وقالوا هي بدعة منكرة لم تكن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، واستباحتهم ما حرم الله سبحانه وتعالى فاستباحوا الربا، والتبرج، والسفور إلى غير ذلك من إجماعاتهم الساقطة شرعا وعقلا، ولم يقفوا عند هذا الحد بل دعوا الناس إليها ودافعوا عنها وتصدوا لمن ينكرها أو يحذر منها، وسخروا بتعاليم الإسلام وأهله، ورموهم بالتخلف والجمود والرجعية والإرهاب والتهمة الجاهزة العصرية “الداعشية” التي نبرأ منها بكرة وأصيلا ووو…
فالعلمانية شجرة خبيثة نمت فأثمرت خبثا وفسادا في المجتمعات الإسلامية قال الله تعالى: “والذي خبث لا يخرج إلا نكدا”..
هذه الفئة مهما تخفت فإن الله -عز وجل- يظهر ما تضغنه صدورهم وما تبطنه قلوبهم: “أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ، وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ” فهي فئة مفضوحة، يفضحها الله -عز وجل- ويظهر خباياها ليعرفها الناس ولا ينخدعوا بها وكل إناء بما فيه ينضح.
والتعرف على هذه الفئة وعلى أساليبها وطرقها في محاربة الأمة ومحاولتها تقويض دعائم الإسلام يعد من الأهمية بمكان، يقول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: “إنما تنقض عرى الإسلام عروة عروة إذا نشأ في الإسلام من لم يعرف الجاهلية”، فيظهر أهل الجاهلية من أجل تقويض عرى الإسلام فلا يقبل منهم أهل الإسلام ذلك لمعرفتهم بهم وبجاهليتهم.
من الدين كشف الستر عن كل كاذب***وعن كل بدعي أتى بالعجائب
ولـــو رجــال مــؤمـنـون لـهــدمــت***صوامع دين الله من كل جانب
ولهذا كان لابد من دراسة أساليب الفئة العلمانية في تغريب وعلمنة الأمة كلها والمرأة بوجه خاص لنبتعد عن هذا الشر وهذا الوباء الذي ينذر بكارثة عظيمة على الأمة المحمدية.
ولابد أيضاً أن يعلم كل مسلم أن الفئة العلمانية هي الخطر الأكبر المحدق بهذه الأمة، فهو يعمل ليل نهار ومن غير ملل ولا كلل على تغريب هذه الأمة وإبعادها عن دينها.
وغير خاف على مهتم بشأنهم أن من أخبث أساليبهم التي يثيرونها دائماً على صفحات الجرائد والمجلات والقنوات وغيرها، التظاهر بالدفاع عن حقوق المرأة وإثارة قضايا تحرر المرأة خاصة في الأوقات الحساسة التي تواجهها الأمة، وإلقاء الشبهات، فمرة يلقون قضية تحرير المرأة ومساواتها بالرجل، ومرة يبحثون في موضوع التعليم المختلط وتوسيع مجال المشاركة في العمل المختلط، ومرة برفع الحيف والظلم الذي لحقها في الميراث بسبب قسمة جائرة في الإسلام، والدعوة إلى نضال مفتوح على كافة الصعد حتى يسترد للمرأة حقها المغصوب من الشرع المحكم، وقد يتم ذلك باسم الدين، وقد يتم ذلك باسم المصلحة، وقد يتم ذلك بعبارات غامضة، وهذه طريقة المنافقين التخفي خلف العبارات الغامضة الموهمة في كثير من الأحيان، وأخرى بشن هجوم عنيف على الحجاب والمتحجبات وعلى العفاف والفضيلة وتمجيد الرذيلة في وسائل الإعلام بأنواعها وفي غيرها أيضاً، سواء كان في المنتديات الثقافية والأدبية والبلاطويات وغيرها.
وفي الختام أدعوا إلى حماية المرأة (المرأة المغربية الأصيلة)، وذلك من خلال الاهتمام بالمرأة وقضاياها وعدم ترك أي مجال أو مدخل ينفذ من خلاله العلمانيون، بل والعمل على تأهيل الداعيات وإعدادهن لمواجهة الهجمات المعادية لهن، وأيضا المطالبة بإيجاد “مجلس وطني لحقوق المرأة في الإسلام”، فأفضل وسيلة للدفاع الهجوم، كما أدعوا إلى المشاركة الفعالة للمرأة المسلمة في الرد على أطروحات العلمانيين فيما يتعلق بحقوق المرأة المسلوبة زعموا.
وأخيرا الدعاء بأن يحفظ الله على مملكتنا المغربية دينها وهويتها الإسلامية من كيد بني علمان.