زوج “يشرمل” بوحشية زوجته بسلا مخلفا 33 غرزة في جسدها.. كيف وصلنا إلى هذا الانحراف؟ (ن.غ)

قصة السيدة (زينب) التي اعتدى عليها زوجها في سلا بآلة حادة وشوَّه وجهها ويدها بثلاث وثلاثين (33) غرزة وهي تحمل ولدها الرضيع على ظهرها، هي واحدة من القصص الأليمة والمشاهد البشعة التي تطالعنا كل يوم؛ بل كل ساعة على مواقع التواصل الاجتماعي والمنابر الإلكترونية.

فمن جرائم السطو (الكريساج)، والاعتداء على الزوجات والأبناء والوالدين؛ ومرورا باغتصاب النساء والأطفال وزنا المحارم، إلى قتل الأصول والفروع وتقطيع الجثث والتمثيل بها..

جرائم لكثرتها وبشاعتها تبلد إحساسُ كثير ممن يطالعها يوميا، ولم يعد لديه ردّ فعل إزاءها، ما ينذر بخطر كبير ومستقبل لا يحمل في طياته خيرا لهذا البلد.

فلك أن تتخيل أيها القارئ الكريم أنه في شهر واحد فقط من السنة الماضية (غشت 2017) أوقفت السلطات الأمنية 28.522 شخصا لأسباب جرمية، كحيازة وترويج المواد المخدرة والمؤثرات العقلية، والتورط في ارتكاب أفعال تتراوح بين الاعتداءات الجسدية، وحمل السلاح الأبيض، والسرقة الموصوفة، والجرائم الجنسية، والسكر العلني البين والسياقة في حالته، وجرائم أخرى ذات طبيعة اقتصادية ومالية.

جرائم كثيرة ومتعددة يرتفع منسوبها في المدن الكبرى وبين الطبقات الاجتماعية المسحوقة.

هذه الفئات التي غاب لدى كثير منها -وأنا لا أعمم- شيء اسمه “الأخلاق” و”القيم”، بل حتى الأعراف اضمحلت وتلاشت وحلت محلها مفاهيم وروابط جديدة، أما الدين فغير حاضر حتى في السلوكات الفردية ولا تسأل عن شيء آخر بعد ذلك.

فمن أوصلنا إلى هذه الوضعية المزرية؟ ومن تسبب في هذه الكارثة الاجتماعية؟

إنهم الجشعون؛ المثخمة جيوبهم من سرقة الفقراء والمغتنون على ظهور الضعفاء..

إنهم من لا يقيمون وزنا للعدالة الاجتماعية ولا تهمهم إلا مصالحهم الشخصية..

إنهم من يشيعون الخمور والمخدرات ويقربونها من المواطنين، ومن يشرعنونها بدعوى الحرية الفردية..

إنه الإعلام العلماني المادي الذي يعزف على وتر الشهوات ويحرك الغرائز ويؤججها، ويطبِّع مفهوما لا دينيا للحياة والإنسان..

إنها النخبة اللادينية التي سلخت المجتمع من هويته وانتمائه وأحدثت وضعية احتراب لا تكامل بين الذكر والأنثى..

إنه من حارب مقررات التربية الإسلامية وقلص ساعاتها ولازال إلى اليوم يتربص بها الدوائر..

إنه من جفف منابع التدين وحاصر الدعوة إلى الله تعالى في كل مناحي الحياة..

مشكلتنا اليوم مع الفقر نعم، لكن ليس الفقر هو سبب المصائب التي حلت بنا، سواء على المستوى الاجتماعي أو غيره، وإنما المصيبة الكبرى هي رقَّة الدين؛ وفقر القيم؛ وطغيان المادة.

زينب هي واحدة فقط من عدد كبير من النساء اللائي يعانين من طغيان أشباه الرجال، الذين اعتادوا أن يأكلوا من عرق أكتاف امرأة مستضعفة، ويواروا عن عجزهم بابتلاع حبوب القرقوبي وفرض عضلاتهم عليها لقنعوا أنفسهم أنهم لازالوا “رجالا”.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *