سماه والده بمحمد الراضي ولا يعرف إلا بالراضي بن الحاج إدريس بن علي بن الغالي بن المهدي المالكي البكري السناني، الشيخ الجليل والعالم العلامة المشارك المحقق المدقق المحرر النحرير، يخوض في جل الفنون المتداولة من فقه وبيان ومنطق وأصول ونحو وغير ذلك من الفنون، وفي كل فن تقول إنه لا يحسن غيره، تراه في درسه يتتبع ألفاظ المتن وشروحه وحواشيه بتدقيق وتحرير وتحقيق، مع فصاحة وترتيب في الإملاء كأنه يملي تأليفا، يأتي بالدرس مرتبا مهيئا.
من آخر من مثل منهج السلف الصالح علما وعملا، ومن آخر من حافظ على التراث الأصيل سواء أسلوبه في التدريس وفي فهم كلام الناس على وجهه.
ولما دخل النظام لكلية القرويين امتنع من التدريس فيه وخرج إلى الدار البيضاء واستوطنها مدة ثم ذهب إلى مدينة أزمور.
قال فيه مولاي عبد الله الجراري: “أحد أعلام المغرب الأباة الذين لهم اليد الطولى في نشر الثقافة في كلية القرويين وغيرها من مساجد المغرب كالبيضاء وأزمور الذي استوطنه بعدما غادر فاس”.
مشايخه
ولد رحمه الله بفاس وطلب العلم بها، قرأ على والده الفقيه إدريس الحنش المتوفى عام تسعة عشر وثلاثمائة وألف، وعلى الشيخ عبد المالك العلوي الضرير، وعلى الشيخ مَحمد بن محمد كنون، وعلى الشيخ عبد السلام بن محمد الهواري، وعلى الشيخ مَحمد القادري، وعلى الشيخ أحمد بن محمد ابن الخياط وغيرهم.
مؤلفاته
له رحمه الله تآليف عديدة كلها أبحاث قيمة وفوائد محررة على نهج أهل التحرير والإتقان، منها: “الشذرات والتقاط الفوائد وغرر العوائد”، و”المقالة المرومة في الرحلة إلى تلمسان وندرومة”، و”الأجوبة المرضية عن أسئلة عالم مدينة مشرية”، و”إبداء التيسير لقراءة التفسير”، و”الحنانة في بعض ما يتعلق بالحضانة”، و”الإتحاف والوداد ببعض متعلقات الأولاد”، و”تنبيه الأمة على حكم زكاة السهمة”، و”تنبيه الكبير والصغير على غلط فاحش وقع لشارح الجامع الصغير”، و”تنبيه الحاضر والمسافر على مقدار مسافة القصر بالنياتر”، و”إعانة ذوي الخصاصة والإملاق بإخراج واجب زكاة الأوراق”،
وفاته
توفي بإحدى مستشفيات مدينة الدار البيضاء صباح يوم الخميس 24 صفر عام 1385هـ، 24 يونيو 1965م. وحمل إلى مدينة أزمور، وبها دفن.