هكذا علمتنا الصلاة مصلح العتيبي

الصلاة لها مكانة عظيمة في دين الإسلام، وحق للمسلم أن يتأملها ليستنبط منها الفوائد والحكم والنفائس والفرائد، وأن يقيمها كما أقامها محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه من بعده، ويتعلم ما يتعلق بها من الشروط والأحكام والسنن، وما يتعلق بها من طهارة وغيرها.
وفوائد الصلاة علينا في حياتنا لا تحصى عددا، ولا يحاط بها علما، ولعل من فوائدها ما تعلمته منها وتعلمه كل مسلم.
فقد علمتنا الصلاة أهمية الوقت، فلها وقت محدد لا تصح قبله ولا بعده إلا بعذر.
وعلمتنا الصلاة أهمية تقسيم الأعمال وتنويعها، فالصلوات خمس، وهي مختلفة في عددها وفي سرها وجهرها.
وعلمتنا الصلاة أهمية العلم، فمن لم يعلم لن يستطيع أن يعمل عملا صحيحا.
وعلمتنا الصلاة أهمية المبادرة وخطر التقاعس والتراخي والتأخر.
وعلمتنا الصلاة أنه لا يكفي للفعل مجرد الأداء، بل لا بد من العناية بصفة الفعل ووقته.
وعلمتنا الصلاة أهمية أن الأمة لا تصلح حياتها إلا بإمام واحد، وأنه لا بد من طاعة هذا الإمام، فلو صلت الجماعة بدون إمام أو بأكثر من إمام فإنها لن تقيم صلاتها كما ينبغي.
وعلمتنا الصلاة أن نتفقد بعضنا في كل حين.
وعلمتنا الصلاة أن قوتنا في اجتماعنا، فإن منظر الصفوف المتتابعة خلف الإمام يدخل الهيبة في القلوب.
وعلمتنا الصلاة أنه كلما تلاحمنا وتقاربنا لم يستطع الشيطان ولا أعوانه الدخول بيننا.
وعلمتنا الصلاة أن النفس تحتاج مجاهدة دائمة، وأن أكثر الناس مجاهدة لنفسه أكثرهم نجاحا، وأن أهل الفجر هم أهل النصر والفلاح.
وعلمتنا الصلاة فضل القرآن والسنة، فلا يتقدم إماما إلا من كان أعلمنا بالقرآن ثم أعلمنا بالسنة.
وعلمتنا الصلاة أهمية السبق إلى الصالحات، فجعلت مما يعتبر في تقديم الإمام سبقه بالهجرة.
وعلمتنا الصلاة احترام كبار السن، فجعلت مما يعتبر في تقديم الإمام كبر السن.
وعلمتنا الصلاة التنافس في الخيرات بالمسابقة للصف الأول، والحرص على الفوز بفضل الأذان.
وعلمتنا الصلاة أن الناس يحتاجون إلى التهيئة قبل الأعمال العظيمة، فلا يكبر الإمام تكبيرة الإحرام إلا بعد أذان ينتظر بعده، ثم إقامة يقيم بعدها الصفوف، ثم يكبر تكبيرة الإحرام.
وعلمتنا الصلاة النظافة الحسية والمعنوية وأهمية الاهتمام الدائم بها.
وعلمتنا الصلاة أن العذر يسع المسلم عندما لا يكون قادرا على أمر معين.
وعلمتنا الصلاة أدب التيامن.
هذه بعض الدروس النظرية من مدرسة الصلاة، وغيرها دروس روحية، جعلنا الله وإياكم ممن فاز بها وتعلمها وعلّمها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *