فضل إسباغ الوضوء على المكاره

قال رسول صلى الله عليه وسلم: “من توضأ فأحسن الوضوء خرجت خطاياه من جسده حتى تخرج من تحت أظفاره” رواه مسلم.
وقال صلى الله عليه وسلم: “إذا توضأ العبد المسلم أو المؤمن فغسل وجهه خرج من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينيه مع الماء أو مع آخر قطر الماء، فإذا غسل يديه خرج من يديه كل خطيئة كان بطشتها يداه مع الماء أو مع آخر قطر الماء، فإذا غسل رجليه خرجت كل خطيئة مشتها رجلاه مع الماء أو مع آخر قطر الماء، حتى يخرج نقيا من الذنوب”. رواه مسلم.
وصح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: “ولا يُحافظ على الوضوء إلا مؤمن”. رواه أحمد وغيره.
وقال الله صلى الله عليه وسلم: (ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟ قالوا: بلى يا رسول الله قال: إسباغ الوضوء على المكاره؛ وكثرة الخطا إلى المساجد؛ وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط).
قال القاضي عياض رحمه الله تعالى: (محو الخطايا) كناية عن غفرانها، قال: ويحتمل محوها من كتاب الحفظة ويكون دليلا على غفرانها، (ورفع الدرجات) إعلاء المنازل في الجنة، وإسباغ الوضوء تمامه، والمكاره تكون بشدة البرد وألم الجسم ونحو ذلك، وكثرة الخطا تكون ببعد الدار وكثرة التكرار وانتظار الصلاة بعد الصلاة.
قال القاضي أبو الوليد الباجي: هذا في المشتركتين من الصلوات في الوقت وأما غيرهما فلم يكن من عمل الناس. وقوله: (فذلكم الرباط) أي الرباط المرغب فيه، وأصل الرباط الحبس على الشيء كأنه حبس نفسه على هذه الطاعة.
قيل: ويحتمل أنه أفضل الرباط كما قيل الجهاد جهاد النفس، ويحتمل أنه الرباط المتيسر الممكن أي أنه من أنواع الرباط.
وجاء في حديث مالك ثنتين: (فذلكم الرباط فذلكم الرباط) هكذا هو في الأصول ثنتين وهو صحيح ونصبه بتقدير فعل أي ذكر ثنتين أو كرر ثنتين، ثم إنه كذا وقع في رواية مسلم تكراره مرتين، وفي الموطأ ثلاث مرات (فذلكم الرباط، فذلكم الرباط، فذلكم الرباط). وأما حكمة تكراره فقيل: للاهتمام به وتعظيم شأنه وقيل: كرره -صلى الله عليه وسلم- على عادته في تكرار الكلام ليفهم عنه والأول أظهر. والله أعلم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *