درر وفوائد

هل يقطع الصـلاة شيء؟
قال بعضهم يقطع الصلاة: المرأة والحمار والكلب الأسود لحديث (يقطع صلاة المرء إذا لم يكن بين يديه مثل آخرة الرحل، الحمار والمرأة والكلب الأسود).
وقال مالك وأبو حنيفة والشافعي وجمهور العلماء من السلف والخلف لا تبطل الصلاة بمرور شيء من هؤلاء ولا غيرهم.
وتأول هؤلاء هذا الحديث على أن المراد بالقطع نقص الصلاة.
ومنهم من يدعي نسخه بالحديث الآخر (لا يقطع الصلاة شيء).
وهذا غير مرضي، لأن النسخ لا يصار إليه إلا إذا تعذر الجمع.
مع أن حديث (لا يقطع الصلاة شيء) ضعيف.
شرح النووي على صحيح مسلم 4/227
لماذا كره النوم قبل صلاة العشاء والحديث بعدها؟
قال العلماء: وسبب كراهة النوم قبلها أنه يعرضها لفوات وقتها باستغراق النوم، أو لفوات وقتها المختار والأفضل، ولئلا يتساهل الناس في ذلك فيناموا عن صلاتها جماعة.
وسبب كراهة الحديث بعدها أنه يؤدي إلى السهر ويخاف منه غلبة النوم عن قيام الليل أو الذكر فيه أو عن صلاة الصبح في وقتها الجائز أو في وقتها المختار أو الأفضل، ولأن السهر في الليل سبب للكسل في النهار عما يتوجب من حقوق الدين والطاعات ومصالح الدنيا.
قال العلماء: والمكروه من الحديث بعد العشاء هو ما كان في الأمور التي لا مصلحة فيها، وأما ما فيه مصلحة وخير فلا كراهة فيه، كمدارسة العلم وحكايات الصالحين ومحادثة الضيف والعروس للتأنيس ومحادثة الرجل أهله وأولاده للملاطفة والحاجة.
شرح النووي على صحيح مسلم 5/146
قوله صلى الله عليه وسلم: (اللهم أحيني مسكيناً وأمتني مسكيناً واحشرني في زمرة المساكين) هذا الحديث قد رواه الترمذي، وقد ذكـره أبو الفرج في الموضوعات، وسـواء صح نقله أو لم يصح، فالمسكين المحـمود هو المتواضـع الخاشـع لله، ليس المراد بالمسكـنة عـدم المال، بل قد يكـون الرجل فقير من المال وهو جبار.
مجموع الفتاوى لابن تيمية 18/326
الوتر أفضل من جميع تطوعات النهار، كصلاة الضحى، بل أفضل الصلاة بعد المكتوبة قيام الليل، وأوكد ذلك الوتر وركعتا الفجر.
مجموع الفتاوى لابن تيمية 23/88 .
حكم ومواعظ
قال يوسف بن الحسين رحمه الله: على قدر خوفك من الله يهابك الخلق، وعلى قدر حبك لله يحبك الخلق، وعلى قدر شغلك بأمر الله تشغل الخلق بأمرك.
قال عامر بن يحيى بن أبى كثير: لا تشهد لمن لا تعرف، ولا تشهد على من لا تعرف، ولا تشهد بما لا تعرف.
قال حكيم: ستة يمتن القلب: إتباع الذنب بالذنب، وكثرة مجادلة السفهاء، وملاحات الأحمق، ومجالسة موتى القلوب، والسلطان الجائر، والعالم المفتون بالدنيا.
قال الشافعي رحمه الله: لا يكمل الرجل في الدنيا إلا بأربع: الديانة، والأمانة، والصيانة، والرزانة.
قال حكيم: من أعطى أربع لم يمنع أربع: من أعطى الشكر لم يمنع المزيد، ومن أعطى التوبة لم يمنع القبول، ومن أعطى الاستخارة لم يمنع الخير، ومن أعطى المشورة لم يمنع الصواب.
قال حكيم: راحة الجسم في قلة الطعام، وراحة النفس في قلة الآثام، وراحة القلب في قلة الاهتمام، وراحة اللسان في قلة الكلام.
قيل لحكيم: أي الأمور أعجل عقوبة؟ فقال: ظلم من لا ناصر له إلا الله، ومقابلة النعمة بالتقصير، واستطالة الغني على الفقير.
قال الحسن رحمه الله: إنكم لا تنالون ما تحبون إلا بترك ما تشتهون، ولا تدركون ما تأملون إلا بالصبر على ما تكرهون.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: فالعبد لا بد له من رزق وهو محتاج إلى ذلك، فإذا طلب رزقه من الله صار عبدا لله فقيرا إليه، وإذا طلبه من مخلوق صار عبدا لذلك المخلوق فقيرا إليه.
ذكرت الفتوة عند سفيان الثوري، فقال: ليست الفتوة بالفسق ولا الفجور، ولكن الفتوة كما قال جعفر بن محمد: طعام موضوع، وحجاب مرفوع، ونائل مبذول، وبشر مقبول، وعفاف معروف، وأذى مكفوف.
سئل حكيم: عن أي الرجال أفضل فقال: من إذا حاورته وجدته حكيما، وإذا غضب كان حليما، وإذا ظفر كان كريما، وإذا استمنح منح جسيما، وإذا وعد وفى وإن كان الوعد عظيما، وإذا شكى له وجد رحيما.
قال الحسن البصري رحمه الله: إن الله لم يأمر نبيه بمشاورة أصحابه حاجة منه إلى رأيهم، ولكنه أراد أن يعرفهم ما في المشورة من البركة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *