من همزية شوقي في مدح النبي صلى الله عليه وسلم وتلك الأمثال قصيدة

زانتك في الخلق العظيم شمائل… يغرى بهن ويولع الكرماء
أما الجمال فأنت شمس سمائه … ما لاح في الصديق منك إياء
والحسن من كرم الوجوه وخيره … ما أوتي القواد والزعماء
فإذا سخوت بلغت بالجود المدى… وفعلت ما لا تفعل الأنواء
وإذا عفوت فقادراً ومقدراً … لا يستهين بعفوك الجهلاء
وإذا رحمت فأنت أم أو أب … هذان في الدنيا هما الرحماء
وإذا غضبت فإنما هي غضبة … في الحق لا ضغن ولا بغضاء
وإذا رضيت فذاك في مرضاته … ورضى الكثير تحلم ورياءُ
وإذا خطبت فللمنابر هزة … تعرو الندي وللقلوب بكاء
وإذا قضيت فلا ارتياب كأنما … جاء الخصوم من السماء قضاء
وإذا حميت الماء لم يورد ولو … أن القياصر والملوك ظماء
وإذا أجرت فأنت بيت الله لم … يدخل عليه المستجير عداء
وإذا ملكت النفس قمت ببرها … ولو أن ما ملكت يداك الشاء
وإذا بنيت فخير زوج عشرةً … وإذا ابتنيت فدونك الآباء
وإذا صحبت رأى الوفاء مجسماً … في بردك الأصحاب والخلطاء
وإذا أخذت العهد أو أعطيته … فجميع عهدك ذمة ووفاء
في كل نفس من سطاك مهابة … ولكل نفس في نداك رجاء
والرأي لم ينض المهند دونه … كالسيف لم تضرب به الآراء
يا أيها الأمي حسبك رتبة … في العلم أن دانت بك العلماء
الذكر آية ربك الكبرى التي … فيها لباقي المعجزات غناء
صدرُ البيان له إذا التقت اللغى … يتقدم البلغاء والفصحاء
يا أيها المسرى به شرفاً إلى … ما لا تنال الشمس والجوزاء
يتساءلون وأنت أطهر هيكل … بالروح أم بالهيكل الإسراء
بهما سموت مطهرين كلاهما … روح وريحانية وبهاء
تغشى الغيوب من العوالم كلما … طويت سماء قلدتك سماء
أنت الذي نظم البرية دينه … ماذا يقول وينظم الشعراء
والمصلحون أصابع جمعت يداً … هي أنت بل أنت اليد البيضاء
صلى عليك الله ما صحب الدجى … حاد وحنت بالفلا وجناء
واستقبل الرضوان في غرفاتهم … بجنات عدن آلك السمحاء * ثَارَ حَابِلُهُمْ عَلَى نَابِلِهِمْ.
الحابل: صاحب الْحِبَالة، والنابل: صاحب النَّبْل، أي اختلط أمرُهم، ويروى “ثاب” أي أوقدوا الشر إيقاداً، قاله أبو زيد.
يضرب في فساد ذَاتِ البَيْنِ وتأريثِ الشر في القوم.
* بَعْدَ الهِيَاطِ والمِيَاطِ.
قال يونس بن حبيب: الهِياط الصِّياح، والمِياط الدفع، أي بعد شِدَّةٍ وأذًى، ويروى بعد الهَيْط والمَيْط، قال أبو الهيثم: الهيط القَصْد، والميط الْجَوْر، أي بعد الشدة الشديدة، قال: ومنهم من يجعله من الصياح والجلَبَة.

فوائد
في أدب الكاتب لابن قتيبة: (طعام العرس: الوليمة، وطعام البناء: الوَكِيرة، وطعام الولادة: الخُرْس، وما تطعمه النُّفساء نفسها: خُرْسَة، وطعام الختان: إعْذار، وطعام القادم من سفره: نَقيعة، وكل طعام صنع لدعوة: مأدُبَة ومأدَبَةٌ جميعاً، ويقال: فلانٌ يدعُو النَّقَرَى؛ إذا خصَّ، وفلان يدعُو الجَفَلَى، ويقال: الأجْفَلَى؛ إذا عمَّ.
فنحنُ في المَشْتاةِ ندعُو الجَفَلَى … لا تَرَى الآدِبَ فينَا يَنْتَقِرْ
ويقال للداخل على القوم وهم يَطعمون ولم يُدع: الوارِشُ، وللدَّاخل على القوم وهم يشربون ولم يُدع: الواغِل، واسم ذلك الشَّراب: الوَغْلُ. والضَّيْفَنُ الذي يجيء مع الضيف ولم يُدع.
والأرشَمُ هو الذي يتشمَّم الطعام ويحرص عليه، قال البعيث:
فجاءَتْ بِيَتْنٍ للضِّيَافَةِ أرْشَمَا
والبَشَم في الطعام، والبَغَر في الماء؛ وعُيِّر رجل من قريش فقيل له: مات أبوك بَشَماً، وماتتْ أمُّكَ بَغَراً).

سحر البيان
* قال الشافعي رحمه الله:
تعصي الإلهَ وأنتَ تطهرُ حُبَّه … هذا محالٌ في القياسِ بديعُ
لو كان حبُّكَ صادقاً لأطعَتهُ … إِن المحبَّ لمن يُحِبُّ مطيعُ
* وقال صالح عبد القدوس :
قد يبلغُ الأدبُ الأطفالَ في صغرٍ … وليس ينفعهُم من بعدِه أدبُ
إن الغُصُونَ إِذا قَوَّمْتَها اعتدلْت … ولا يلينُ إِذا قَوَّمْتَهُ الخَشَبُ
* وقال الزمخشري:
يا من يرى مدَّ البعوضِ جناحَها … في طُلْمةِ الليل البهيمِ الأليلِ
ويرى مناطَ عروقِها في نحرِها … والمخَّ في تلكَ العظامِ النحَّلِ
اغفر لعبدٍ تابَ من فرطاتِه … ما كانَ منه في الزمانِ الأولِ

نظرات في الأدب فسحة الواحة
يقول صادق الرافعي في وحي القلم : “وكثيرًا ما يخيل إلي حين أتأمل بلاغة اللفظ الرشيق إلى جانب لفظ جميل في شعر محكم السبك، أن هذه الكلمة من هذه الكلمة كحب رجل متألق يتقرب من حب امرأة جميلة، وعطف أمومة على طفولة، وحنين عاطفة لعاطفة، إلى أشباه ونظائر من هذا النسق الرقيق الحساس؛ فإذا قرأت في شعر أصحابنا أولئك ( يعني من المجددين) رأيت من لفظ كالشرطي أخذ بتلابيب لفظ كالمجرم… إلى كلمتين هما معًا كالضارب والمضروب… إلى همج ورعاع وهرج ومرج وهيج وفتنة؛ أما القافية فكثيرًا ما تكون في شعرهم لفظًا ملاكمًا… ليس أمامه إلا رأس القارئ”.
* قال رجل لبهلول المجنون: قد أمر أمير المؤمنين لكل مجنون بدرهمين. فقال له بهلول: فهل أخذت نصيبك.
* طلب العتبي بعد ثمانين سنة أن يتزوج، فقيل له في ذلك. فقال: أولاد الزمان فسدوا فأردت أن أذلهم باليتم، قبل أن يذلوني بالعقوق.
* صعد ابن زهير الخزاعي جبلاً، فأعيا وسقط كالمغشي عليه. فقال: يا جبل؛ ما أصنع بك؟ أأضربك؟ لا يوجعك، أأشتمك؟ لا تبالي، يكفيك يوم تكون الجبال كالعهن المنفوش.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *