محمود درويش” انحراف في الفكر والمعتقد وطعن في الله ورسله عليهم الصلاة والسلام إعداد رضوان بن علي حبشي

قال النبي صلى الله عليه وسلم: “سيأتي على الناس سنوات خداعات، يصدق فيها الكاذب، ويكذب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن، ويخون فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة. قيل وما الرويبضة؟ قال: الرجل التافه؛ يتكلم في أمر العامة” الصحيحة 1887.

وها نحن اليوم نعيش هذه المرحلة الزمنية التي أخبر بها الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم حيث أصبح منهج تزوير الحقائق وتسمية الأشياء بغير اسمها سمة بارزة لإعلامنا العربي المعاصر، حيث يلمع المنحرفون والسفهاء وتمرر أفكارهم الالحادية ويوصفون بأهل الفن والابداع، وفي الوقت نفسه تشوه صورة العلماء والمصلحين والعظماء الذين يمثلون حقيقة الأمة ونبضها وثقافتها وفكرها، ويرمون بكل التهم الكاذبة الجاهزة على أنهم منغلقون يجب حضرهم والتحذير منهم.
وإن تعجب فعجب لما أقدم عليه إعلامنا صحفا ومجلات وفضائيات من النوح والبكاء على هلاك محمود درويش شاعر الحداثيين ورمز من رموزهم المزورة الذي أرادوا فرضه على الأمة وجعله علما من أعلامها، بالكذب والافتراء والاستبداد الاعلامي.
فهذه وزيرة الثقافة المغربية ثرية جبران قالت في درويش: “ينبغي أن نضل أوفياء لأخينا وصديقنا محمود درويش، أوفياء لشعره ولأفق نضاله، أوفياء للمحة التي اقتسمناها جميعا معه، أوفياء لرسالته النبيلة التي لم يبتذل خلالها شعره من أجل موقفه السياسي الوطني، بل ارتقى بنبل الالتزام الوطني فيما ضل يرتقي بصفاء قصيدته وأناقة كلماته” جاء هذا خلال الكلمة التي ألقتها مساء الجمعة 24/10/2008 بالمسرح الوطني محمد الخامس بمناسبة حفل توزيع جائزة الأركانا العالمية للشعر 2008 التي يمنحها ‘بيت الشعر في المغرب’، والتي قد عادت للشاعر الراحل محمود درويش وقد تسلم الجائزة أحمد درويش شقيق محمود درويش، كما طالعتنا بذلك الصحف اليومية. (التجديد العدد2004).
ويزيد أحد رموز الحداثة في تمجيد محمود درويش بقوله (رجل يجمع على تبجيله.. وصاحب صيت هو الأكبر في ثقافتنا اليوم) البيان العدد 254.

هكذا يقول عنه عشاقه ومريدوه. فما هي حقيقة هذا الرجل؟
لقد كشف عنها ابراهيم بن محمد الحقيل في مقال مطول نشرته مجلة “البيان” في عددها الأخير] 254[ بعنوان “المثقفون العرب.. المزورون العرب، تأبين محمود درويش أنموذجاً” قال إبراهيم الحقيل مبيننا إلحاد محمود درويش الصارخ وفساده الظاهر: ((انعكس الفكر الفاسد والعقيدة الماركسية الإلحادية لدرويش على شعره ونثره، فسَخِر من الله -تعالى- وملائكـته وكتبه ورُسُله واليوم الآخر والقدر والقرآن والعبادة في الإسلام، واستعار الرموز الوثنية والنصرانية الشركية والصوفية المغرقة في القول بوحدة الوجود، وتأثَّر بمذاهب أهل الشك والقلق والوجودية التي تكرسها العقيدة الإلحادية.
وهذه فقرات من أشعاره وكتاباته ليست إلا مختارات يسيرة من كمٍّ كبير خلفه هذا الهالك في دواوينه ومقالاته ومقابلاته تنضح بالانحراف العقدي والزندقة وتطفح بالإلحاد والتعدِّي على المقدسات والحرمات:

أولاً: الاعتداء على عظمة الله تعالى وقدسيته
1 – قال درويش: (إنَّا خُلِقنا غلطةً في غفلة من الزمان) [ ديوانه، ص 42].
2 – وقال: (نامي فعين الله نائمة عنا) [ديوانه، ص 24].
3 – له قصيدة بعنوان: (إلهي لماذا تخلَّيت عني) على لسان امـرأة يقول فيها:
(إلـهي إلهي! لماذا تخلَّيت عني؟
لماذا تزوجتَ مريم؟
لماذا وعدتَ الجنود بكرمي الوحيد؟ لماذا؟
أنا الأرملة… أطلَّقتني؟ أم ذهبتَ لتشفي سواي؟
عدوِّي من المقصلة
أمن حق مَن هي مثلي أن تطلبَ الله زوجاً وأن تسأله؟
إلهي إلهي! لماذا تخلَّيت عني؟
لماذا تزوجتني يا إلهي؟!
لماذا؟…
لماذا تزوجت مريم؟) [ديوانه، ص 81].
4 – وقال: (يا الله! جَرَّبْناك، جربناك.. من أعطاك هذا السر؟
من سمَّاك؟
من أعلانا فوق جراحنا ليراك؟
فاظهر مثل عنقاء الرماد من الدمار…
يا خالقي في هذه الساعات من عدم تجلى..
لعل لي رباً أعبده لعل).
وألقى ذات مرة هذه القصيدة في تلفزيون بغداد فقرأ آخرها هكذا (لعل لي حلماً لأعبده لعل) [الحداثة في الشعر المعاصر، ص 26]. وكلتا العبارتين قبيحتان، وفيهما شك وشرك؛ نعوذ بالله – تعالى – من الضلال والزندقة والجرأة على صاحب الجبروت والعظمة سبحانه وتعالى.

ثانياً: عبوديته لغير الله تعالى
1 – قال: (عيونكِ شوكةٌ في القلب توجعني وأعبُدُها) [ ديوانه، ص 608].
2 – وقال: (أخي أحمد! وأنتَ العبد والمعبود والمعبد متى تشهد) [ديوانه، ص 320].
3- وقال: (عيناكِ يا معبودتي!
هجرة بين ليالي المجد والانكسار…
وجئتِ يا معبودتي!
كل حلم يسألني عن عودة الآلهة..
عيناكِ يا معبودتي!
منفى نفيت أحلامي وأعيادي…
معبودتي!
ماذا يقول الصدى؟
ماذا تقول الريح للوادي؟
عيناكِ يا معبودتي!
عودة من موتنا الضائع تحت الحصار…
ونحن يا معبودتي!
أي دور نأخذه في فرحة المهرجان..) [ ديوانه، ص 320].
مع العلم أن معبودته التي يعشقها هي فتاة يهودية تدعى (ريتا)، وهكذا شعراء الثورية الماركسية معشوقاتهم بنات أعداء أوطانهم، ومن اغتصبوا أرضهم، ولعلهم بالعشق يخرجون المحتل!
4- وقال: (والذي يعرف ريتا ينحني ويُصلِّي لإله في العيون العسلية) [ ديوانه، ص 192].
وهو شهواني لا يرضيه الزواج؛ ولذلك تزوج مرتين ولم يمكث مع كل زوجة سوى أشهر قليلة، وعادة هؤلاء المنحرفين الغرباء عن مجتمعاتهم أنهم يخضعون أحياناً لرغبات الوالدين والأسرة في مسألة الزواج، لكن بعضهم يفشل في تكوين أسرة، ويبقى شريد النفس، طريد الهوى، أسير الشهوة، وهذا الشاعر من هذا النوع، وأحد أقرانه المعجبين به كتب كلاماً إلحادياً شهوانياً في تأبينه، وعلَّل ذلك بقوله: (سوف يضحك محمود درويش كثيراً عندما يقرأ هذه المقالة، سوف يفرح بهذه الكلمات لأنه كان جميلاً يحب الجمال وطالما استسلم لإغراء هذه أو تلك) [الشرق الأوسط، العدد (10849)].

سخريته بالرسل عليهم السلام
1 – يقول: (صار جلدي حذاء للأساطير والأنبياء) [ ديوانه، ص 292].
2 – ويقول: (من أي نبي كافر قد جاءك البعد النهائي؟) [ديوانه، ص 591].
3 – ويقول:
(ولتحاول أيها الأخضر!
أن تأتي من اليأس إلى اليأس..
وحيداً يائساً كالأنبياء) [ديوانه، ص 634].
4 – ويقول: (رأيتُ الأنبياء يُؤجِّرون صليبهم، واستأجرتني آية الكرسي دهراً) [ ديوانه، ص 480].
وسخر بالقرآن فاستعار رؤيا يوسف عليه السلام لنفسه، وطعن في نوح عليه السلام فجعله رمزاً للجبن والهروب لما ركب السفينة [انظر: ديوانه، ص 77 – 116].
وقد طفح ديوانه باستعارة الرموز والشعارات الوثنية والنصرانية [انظر على سبيل المثال في ديوانه، ص 40 – 64 – 104 – 172 – 174 – 228 – 240 – 322 – 349.]، ويستعمل عقائد النصارى كقوله: (لا تقولوا: أبانا الذي في السماوات، قولوا: أخانا الذي أخذ الأرض منا وعاد هو الآن يعدم) [ ديوانه، ص237]، وسبَّح بحمد غير الله تعالى في مواضع من ديوانه [انظر: ديوانه، ص73 – 86] وسخر بالقدر وشتمه، وأنكر الخلق [ديوانه، ص 81].
ومن آخر مقالاته القبيحة مقال كتبه في إبريل 2008م في المجلة الثقافية التي تصدر عن الجامعة الأردنية عنوانه (عن المنفى) قسّم فيه المنفى إلى داخلي وخارجي، وقال: (المنفى الداخلي هو غُرْبَة المرء عن مجتمعه وثقافته، وتأمُّلٌ عميق في الذات، بسبب اختلاف منظوره عن العالم وعن معنى وجوده عن منظور الآخرين؛ لذلك يشعر بأنه مختلف وغريب، وهنا لا تكون للمنفى حدود مكانية. إنّه مقيم في الذات المحرومة من حريتها الشخصية في التفكير والتعبير). وهذا النص اعتراف واضح بأن نظرته إلى الحياة والوجود والحكمة من خلق الخلق؛ غير نظرة المجتمع الفلسطيني المسلم؛ فنظرته إلحادية تنكر الغيب والخلق.
ويوضح ذلك قوله: (المنفيّ هو اللامُنتَمي بامتياز. لا ينتمي إلى أي مكان خارج ذاكرته الأولى. تصبح الذاكرة بلاداً وهوية، وتتحوَّل محتوياتُ الذاكرة إلى معبودات.
باعتبار الوجود الإنساني كلّه شكلاً من أشكال المنفى، منذ أن عوقبنا نحن أحفاد حواء وآدم بالتاريخ).
فهذه حقيقة هذا الشاعر الهالك الذي كرمه العلمانيون حيا وميتا وحضر حفل تكريمه أكثر من 2000 من عشاقه (يومية المساء)، مع طعنه في الله ورسله وعبثه بثوابت الأمة في حين يهان أهل القرآن الذي هم أهل الله وخاصتهم وتغلق مدارسهم وجمعياتهم لا لشيء إلا لأنهم ينشرون ثقافة القرآن وعقيدة القرآن وأخلاق القرآن، فمتى ينتهي بنو علمان عن الصد عن القرآن والله المستعان.
وللتنبيه فقد يعترض علينا بعضهم بقوله إن محمود درويش قد مات وقد أفضى إلى ربه فلما الخوض في الأموات وهذا كما قال إبراهيم الحقيل ورع مقلوب ويدل على موت القلب وضعف الغيرة.. والقرآن ملـيء بالطــعن فـي الأمـوات مـن المكـذبـين من قـوم نـوح وعـاد وثـمـود وقـوم شعيب وقوم إبراهيم وقوم لوط وفــرعون وهامان وقارون وكفار مكة، ونزلت سورة تطعن في عمِّ النبي صلى الله عليه وسلم أبي لهب تُقرأ إلى آخر الزمان، مع أن المكذبين السابقين لم يقولوا ما قاله الشويعر الهالك في الله تعالى ورُسُله عليهم السلام وكتبه وشريعته.
وصلى الله على نبينا محمد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *