واحة الأدب

شرح المشكل في شعر المتنبي
قال المتنبي:
(مُحِبِّي قِيامِي مَا لِذَلِكُم النَّصْلِ … سليماً من الْجرحى بريئا من القتلِ (
أي: يا محبي ثورتي وقيامي بدْولتي، وتركي للأسفار، كيف أفعل ذلك ولم أكسر سيفي، ولا ثَلَمْته بضربي أعدائي به، فكَىَ عن الكسر بالقتل، وعن الثَّلم باُلجرح، إذ الجرح والقتل إنما يلحقان الحيوان، والسيف جماد لا حياة به، وأراد سليماً من الجرح، فوضع الجَرْحى موضع الجُرْح، وإن شئت قلت كأنه على حذف المضاف، أي سليماً من ألم الجَرْحى، أو من هيئة جُرح الجْرحى، وبريئاً وسليماً منصوبان على الحال من قوله: (ما لِذَلِكُم): أي استفهم عنه وهو في هاتين الحالين، كقوله تعالى: (فَما لَهم عن التّذْكِرَة مُعْرِضين).
) أَمِطْ عنك تَشْبِيهي بما وكأنَّه … فما أحدٌ فوقي وَلاَ أحدٌ مِثْلي)
أما (كأن) فلفظة تشبيه، فالكلام بها هنا على وجهه، كأنه يقول: لا تقل في: الأسدُ ولا كأنه السيف، ولا كأنه الموتُ أو السيلُ، فكل ذلك إنما هو دوني، ولا ينبغي أن تشبه الشيء بدونه، إنما المعتادُ عكس ذلك.
وأما (ما) فليست بلفظة تشبيه بمنزلة كأن، إنما استجازها في التشبيه، لأنه وضع الأمر على أن قائلاً قال: ما يُشبه؟ فقال له المسؤول: كأنهَّ الأسدُ، كأنه السيف، فكأن هذه التي للمسؤول، إنما سببها (ما) التي للسائل، فجاء هو السبب والمسبب جميعاً؛ وذلك لاصطحابهما، ومثل هذا كثير.
وقد يجوز أن تكون (ما) هنا بمعنى الجحد، فجعلها اسما، وأدخل الحرف عليها، كأنه سمع قائلاً يقول: ما هو (إلا) الأسد. وفي هذا معنى التشبيه أي مثل الأسد، فأبى هو ذلك، ثم رجع إلى النوع الأشرف فقال (فما أحدٌ فوقي ولا أحدٌ مثلي) مفضلاً نفسه عليهم.
وله أيضاً:
) هَديَّةٌ ما رأيتُ مُهْدِيَها … إلاَّ رأيتُ العِبادَ في رَجُلِ)
أي هذه هدية، ويجوز هدية على البدل من قوله: (بما بعثت به)، وقوله: ما رأيت مهديَها إلا رأيت الأنام في رجل: أي أن فضائل الأنام مجموعة في شخص واحد منه، فلا مُعْتَبر بالعدد، إذا حاز معنى أجمعين وحده، كقوله أيضا: غدا الناس مِثْلَيْهم له لا عَدِمْتُهُ … وأصبح دهرى في ذَراهُ دُهور
أمثال العرب
ولي الثكل بنت غيرك
زعموا أن كبيس بن جابر بن قطن بن نهشل بن دارم بن مالك بن حنظلة كان عارض أمة لزرارة بن عدس بن زيد بن عبد الله بن دارم بن مالك بن حنظلة يقال لها رشية، وكانت سبية أصابها زرارة من الرفيدات، ورفيدة قبيلة من كلب فولدت له عمرا وذؤيبا وبرغوثا فمات كبيس وترعرعت الغلمة، فقال لقيط بن زرارة: يا رشيّة من أبو هؤلاء؟ قالت: كبيس بن جابر، وكان لقيط عدوا لضمرة بن جابر أخي كبيس، قال: فاذهبي بهؤلاء الغلمة واقصدي بهم وجه ضمرة وأخبريه من هم، فانطلقت بهم إلى ضمرة فقال؛ من هؤلاء؟ قالت:
هم بنو أخيك كبيس بن جابر، فانتزع منها الغلمة- ثم قال: الحقي بأهلك، فرجعت فأخبرت أهلها الخبر، فركب زرارة وكان حليما حتى أتى بني نهشل فقال: ردّوا عليّ غلمتي، فشتمه بنو نهشل وأهجروا له، فلما رأى ذلك انصرف حتى أتى قومه فقالوا له: ما صنعت، قال: خيرا، والله ما زال يستقبلني بنو عمي بما أحبّ حتى انصرفت عنهم من كثرة ما أحسنوا إلي، ثم مكث عاما ثم أتاهم فأعادوا عليه أسوأ ما كانوا فعلوا، فانصرف، فقال له قومه: ما صنعت؟ قال: خيرا، قد أحسن إليّ بنو عمي وأجملوا، فمكث كذلك سبع سنين يأتيهم كلّ سنة فيردونه أسوأ الردّ، فبينما بنو نهشل يسيرون ضحى إذ لحق بهم لاحق فأخبرهم أن زرارة قد مات، فقال ضمرة: لنسائه: قمن أقسم بينكنّ الثكل، وكانت عنده هند بنت كرب بن صفوان بن شجنة بن عطارد بن عوف بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم، وامرأة سبية يقال لها خليدة من بني عجل، وسبية من بني عبد القيس، وسبية من الأزد من بني طمثان، فكان لهن أولاد، غير خليدة، فقالت لهند- وكانت لها مصافية: ولي الثكل بنت غيرك فأرسلتها مثلا.
وصية عريب بن زهير
حدّثني علي بن محمد، عن جده الدعبل بن علي، أن عريب بن زهير بن أيمن بن الهميسع بن حمير وصى بنيه وهم أربعة نفر؛ الصباح وجنادة وأبرهة وقطن بنو عريب بن زهير فقال لهم: يا بني، إني وجدت الشرف والسؤدد والعز والنجدة والطاعة والملك يدل على ستة أشياء، إني وجدت السؤدد لا يزايل الكرم، ولا يسود من لا كرم له، وإني وجدت العز مع العدد حيثما كان، ولا عز لمن لا عدد له، ولا عدد لمن لا عشيرة له، وإني وجدت النجدة في الأيادي، ولا نجدة لمن لا أيادي له، وإني وجدت الطاعة مع العدل، ولا طاعة لمن لا عدل له، وإني وجدت الملك في اصطناع الرجال، ولا ملك لمن لا يصطنع الرجال، يا بني، احفظوا وصيتي واثبتوا عليها، واعملوا بها، ولا تعصوا أخاكم قطناً فإنه خليفتي فيكم بعد الله وولي الملك بعدي دون أي أحد، وأنشأ يقول: “من البسيط”.
مضتْ لأسلافنا فيمنْ مضى سُنَنٌ … ساسُوا بها لَهمُ مُلكاً فما وَهنُوا
فَسُسْتُ بعدهُمُ المُلكَ الذي مَلكُوا … وأنتَ سائسُ ذاكَ المُلكَ يا قَطَنُ
لم أعدُ سِيرتهُمْ يوماً وأنتَ لهمْ … لا تعدُ عن سيرتي ما أورقَ الفَننُ
بالأصلِ تُمرعُ لا بالفَرعِ مونقةٌ … وكيفَ يخضرُّ لولا أصلُهُ الغُصنُ
ذَرِ التغافُل عن نيلٍ تجُودُ بهِ … إن التغافلَ غيٌّ والهُدى فِطَنُ
فائدة لغوية
الأطعمة
القرى: طعام الضيفان.
الخرس: طعام الولادة.
الوليمة: طعام العرس.
الغديرة: طعام الختان.
الإعذار: طعام الختان أيضاً.
الوكيرة: طعام الفراغ من البناء.
التحفة: طعام الزائر.
المأدبة: طعام الدعوة.
العقيقة: طعام المولود في اليوم السابع.
النقيعة: طعام القادم من سفر.
الوضيمة: طعام المأتم.
الواغل: الداخل على القوم وهم يشربون دون دعوة.
الوارش: الداخل على القوم وهم يأكلون دون دعوة.
أصوات:
الكرير: صوت الصدر.
الكشيش: صوت جلد الأفعى.
الرغاء: صوت الإبل.
الخشخشة: صوت النعال، وصوت السلاح.
الثغاء: صوت الشاة.
النشنشة: صوت الثوب الجديد.
الشحيج: صوت البغال.
الجعجعة والعجعجة: الصوت العالي والصياح.
القوقأة: صوت الدجاج.
الصفير: صوت النسور.
الفحيح: صوت الأفاعي.
النعيب: صوت البوم.
البغام: صوت الظبي.
الصرصرة: صوت البازي.
الصرير: صوت الباب.
الخرير: صوت الماء.
الهديل: صوت الحمام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *