تقرير عن الندوة العلمية: “البلاغة والخطاب الديني بحث في قضايا النص والخطاب” إعداد: خالد شكري طالب باحث كلية اللغة العربية-مراكش

قامت كلية اللغة العربية بمراكش، التابعة لجامعة القرويين بفاس، بتنظيم ندوة علمية تحت شعار: “البلاغة والخطاب الديني بحث في قضايا النص والخطاب”، وذلك يومي: 22 و23 ذي القعدة 1429 الموافق ل21 و22 نونبر2008. بمدرج الرحالي الفاروق، وتكونت اللجنة المنظمة لهذا العمل الهادف من السادة الأساتذة:
– د.مولاي المامون المريني (رئيسا)- د.محمد الطالبي – د.عبد العزيز بوضاض – د.عبد الحي العباسي – دة. سناء السميج – د.أحمد قادم.
افتتحت أنشطة هذه الندوة صبيحة يوم الجمعة في الساعة (09:30) بتلاوة قرآنية بصوت القارئ “هشام الراجعي”، ثم بكلمة افتتاحية للسيد عميد كلية اللغة العربية الدكتور “حسن جلاب”، تمحورت حول ذكر جهود الكلية في تنظيم مثل هذه الندوات العلمية، وذلك عبر تاريخها الحافل بالأنشطة الثقافية، كما أشار إلى كيفية التدرج من قضايا النص والخطاب إلى فهم المفاهيم والآليات النقدية والبلاغية للنص الديني: ثم أبان عن فرحه واعتزازه بالأطر المنظمين الذين سهروا على إنجاح هذا الحفل البهيج من موظفين، وعاملين، وطلبة الفصول، وخاصة طلبة سلك الماستر وحدة “البلاغة والخطاب”.
ثم أخذ الكلمة بعد ذلك، الدكتور “مولاي المامون المريني”، رئيس اللجنة -المنظمة- بين فيها المنهج والمنهجية، التي ستسير عليها الندوة العلمية.
ترأس الجلسة الأولى الدكتور “ابراهيم أيت ابن احساين” من كلية اللغة العربية – مراكش- نيابة عن الأستاذ “فيصل الشرايبي” من كلية الآداب عين الشق. وكان المقرر هو الطالب السنغالي “سيدنا عيسى صامب”.
ثم ألقى الدكتور “عباس ارحيلة ” من كلية الآداب – مراكش، العرض الأول في موضوع : “انحراف البلاغة عن وظيفتها في الوجود”، تحدث فيه عن الخطاب القرآني ودوره في هداية الخلق، وأنه لا تنضبط حركة الوجود إلا به، وأن اللغة العربية قد تم إهمالها عبر العصور. وأكد على أن العناية بالعربية شرط في الوجود، لأنها ليست لغة العرب فحسب، بل هي لغة الناس: ثم طرح سؤالا مهما، وهو: ماهي وظيفة البلاغة إذن؟..
ثم تفضل الدكتور “عمو عسو” (كلية اللغة العربية بمراكش)، بإلقاء عرضه في موضوع: “المذهب الكلامي في المباحث البديعية”.
تناول فيه هذا الجنس البديعي -المذهب الكلامي- الذي عرف تغيرا جذريا، وتطورا نوعيا في موقف النقاد وعلماء البلاغة منه، سواء من حيث تعريفه، أومن حيث ارتباطه بالقرآن الكريم، إذ إنه قد استطاع أن يتحول تاريخيا من مسألة معيبة ومنعدمة في القرآن الكريم، إلى مكون مهم يحظى بحضور بارز في العديد من الآيات الكريمة. والمقصود من هذا الجنس هو: “ادعاء شئ مع المحاجة عليه”.
ثم أخذ الكلمة الدكتور “مولاي عمر ابن حماد” (كلية الآداب- المحمدية)، تحدث فيها عن “قواعد التفسير: المفهوم والأنموذج”، أي مجموعة من الضوابط لفهم القرآن الكريم: وهي قضية كلية منطبقة على جزئياتها. وأورد تعريف ” خالد بن عثمان السبتي” الذي يقول فيه: “هي الأحكام الكلية التي يتوصل بها إلى استنباط معاني القرآن العظيم”.
ورجح أن تاريخ التأليف في قواعد التفسير، قد بدأ مع الصحابة الكرام رضوان الله عليهم، الذين خصهم الله جل وعلا بامتلاك اللغة العربية، باعتبارهم عاشروا الوحي، وصادقوا الرسول صلى الله عليه وسلم، وتتلمذوا على يديه الشريفتين.
ثم ختمت الجلسة الأولى لقرب صلاة الجمعة.
وفي الساعة (15:40د) كانت الجلسة الثانية، والتي ترأسها الدكتور”مولاي المامون المريني” ألقت فيها ذ.”سعاد الكتيبة” (كلية الآداب–مراكش) عرضا في موضوع “بلاغة الخطاب الديني بين القرآن والتوراة”.
ثم تفضلت “ذ.بشرى تاكفراست” (كلية اللغة-مراكش) بإلقاء عرضها، بعنوان “عمق الدلالة وبلاغة الصورة في سورة يوسف”.
ثم قدم الأستاذ الدكتور “محمد الطوكي” (كلية الاداب- مراكش) بحثا في موضوع: [التفسير البلاغي في كتاب “المغني في أبواب التوحيد والعدل” للقاضي عبد الجبار الأسد آبادي]. قرأ فيه نصا من جزئه السادس عشر، تحدث فيه عن أصل اللغة بين الاصطلاح والمواضعة.
وبعد هذا العرض بخمس وعشرين دقيقة، جاءت مداخلة الأستاذ “عبد الرحيم حيمد” (كلية الآداب-أكادير) تمحورت حول: “المنحى المعتزلي لدى مفسري العهد القديم –متون كلامية يهودية.
وفي الساعة(17:40)، تحدث الأستاذ “حسن المازوني” (كلية الآداب-مراكش) عن “قصة المعراج من النص المقدس إلى الإبداع الأدبي”.
وفي صبيحة اليوم الموالي – يوم السبت 22 نونبر 2008- تناولت الجلسة الثالثة(09:30د)، برئاسة د.”محمد الطالبي” (كلية اللغة العربية –مراكش) والمقرر “ذ.محمد الحبيب ناصف”، العرض الأول من لدن الدكتور “عبد العزيز بوضاض” (كلية اللغة العربية-مراكش) في موضوع: “الاستعارة في الخطاب القرآني، بحث في الأسس البلاغية والمعرفية”.
والعرض الثاني (10:10د) قدمه “د.أحمد قادم” في مقاربته البلاغية للآية الكريمة: (وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءكِ وَيَا سَمَاء أَقْلِعِي) هود.
أما العرض الثالث (10:40د)، فألقاه الدكتور “عبد العزيز الحويدق” ( نيابة أزيلال) في موضوع “الاستعارة المكنية: جواب بلاغي عن سؤال عقدي”.
ثم جاءت مداخلة الدكتور “سعيد العوادي” (كلية اللغة العربية – مراكش) بعنوان “براعة الاستهلال في سورة الفاتحة- دراسة في الاشتغال”.
وأكد على أن الحضور البديعي كثير في القرآن الكريم، يجب على الدارسين أن يعتنوا به.
ثم اشتغل أسلوبيا في تحليله لمفهوم الاستهلال في سورة الفاتحة.
ثم مداخلة الطالب “هشام فتح” من كلية الآداب عين الشق، في موضوع: “إبداعية اللاترادف في النص القرآني”.
ثم ترأس الدكتور “عسو عمو” (كلية اللغة العربية-مراكش) الجلسة الرابعة، برفقة المقررة: “لطيفة خدة” وتخللها عرض الأستاذ الدكتور “عبد القادر حمدي” من كلية الآداب مراكش في موضوع “الرؤية البلاغية في التحرير والتنوير للطاهر بن عاشور”.
ثم مداخلة الأستاذ “عبد الفتاح شهيد” (كلية اللغة العربية-مراكش)، بعنوان “بلاغة الوصية في القرآن الكريم -وصية لقمان أنموذجا-” ، بحث فيها عن المقومات البلاغية للوصية في القرآن الكريم، كما بحث في مقتضيات الوصية في النص القرآني وقدم دراسة بينة في البؤر الأسلوبية.
يليه الدكتور “محمد جمالي” (كلية اللغة العربية –مراكش) الذي ألقى كلمته في موضوع:
“بلاغة الإيجاز في الحديث النبوي الشريف”، والتي وضح فيها أن بلاغة النبيَ صلى الله عليه وسلم، لم تكن إلا إلهاما من الله جل وعلا.
ثم تطرق إلى بيان أنواع الإيجاز في الحديث ومنها: “الإيجاز بالحذف”.
وتناولت المداخلة الأخيرة “بلاغة القصص القرآني في سورة يوسف” للأستاذ مولاي إدريس أرفا” من كلية اللغة العربية بمراكش.
ثم أخذ الكلمة بعد ذلك الدكتور”عبد الحي العباس” نيابة عن الدكتور “عبد المتقي” نائب العميد، ومنسق سلك الماستر “وحدة البلاغة والخطاب”، تحدث عن أهداف الندوة، والتي أجملها في النقاط الآتية:
1- انفتاح الطلبة على فعاليات محلية وطنية خارج الكلية، وذلك قصد توسيع العلاقات والمعارف العلمية.
2- طرح أسئلة علمية -تخص الحقل البلاغي في اشتغاله بالنص الديني- قابلة لتكون مواضيع لأبحاث الدكتوراه.
3- تلقي معرفة بلاغية هادفة.
ومسك ختام هذا الملتقى العلمي تلاوة آيات بينات من سورة الكهف، وبداية سورة العلق، جودها القارئ هشام الراجعي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *