حكم ومواعظ

قـال ابن القيم رحمه الله:
الصادق هو الذي لا يبالي لو خرج كل قدر له في قلوب الخلق من أجل صلاح قلبه، ولا يحب إطلاع الناس على مثاقيل الذر من حسن عمله؛ ولا يكره أن يطلع الناس على السيئ من عمله، فإن كراهته لذلك دليل على أنه يحب الزيادة عندهم وليس هذا من علامات الصادقين.
قال يحيى بن معاذ رحمه الله: القلوب كالقدور تغلي بما فيها، وألسنتها مغارفها، فانظر إلى الرجل حين يتكلم، فإن لسانه يغترف لك مما في قلبه، حلو، حامض، عذب، أجاج، وغير ذلك، ويبين لك طعم قلبه اغتراف لسانه.
قال ابن القيم رحمه الله: ما دفعت شدائد الدنيا بمثل التوحيد؛ ولذلك كان دعاء المكروب بالتوحيد ودعوة ذي النون التي ما دعا بها مكروب إلا فرج الله كربه بالتوحيد، فلا يلقي في الكرب العظام إلا الشرك ولا ينجي منها إلا التوحيد فهو مفزع الخليقة وملجؤها وحصنها وغياثها.
قال الحسن البصري رحمه الله: اليوم ضيفك، والضيف مرتحل، يحمدك أو يذمك.
قال ابن الجوزي رحمه الله: “كلامك مكتوب وقولك محسوب، وأنت يا هذا مطلوب، ولك ذنوب وما تتوب، وشمس الحياة قد أخذت في الغروب، فما أقسى قلبك بين القلوب!”.
قال الحسن رحمه الله: “المؤمن قوّام على نفسه، يحاسب نفسه لله، وإنما خفّ الحساب يوم القيامة على قوم حاسبوا أنفسهم في الدنيا، وإنما شقّ الحساب يوم القيامة على قوم أخذوا هذا الأمر من غير محاسبة”.
قال يحيى بن معاذ رحمه الله: “من أعظم الاغترار: التمادي في الذنوب، مع رجاء العفو من غير ندامة وتوقع القرب من الله بغير طاعته، وانتظار زرع الجنة ببذر النار وطلب دار المطيعين بالمعاصي، وانتظار الجزاء بغير عمل، والتمني على الله مع الإفراط”.
قال أبو سليمان الداراني رحمه الله: ربما أقوم خمس ليال متوالية بآية واحدة، أرددها وأطالب نفسي بالعمل بما فيها!! ولولا أن الله تعالى يمن علي بالغفلة لما تعديت تلك الآية طول عمري، لأن لي في كل تدبر علماً جديدا، والقرآن لا تنقضي عجائبه!!

درر وفوائد
أنواع المشيات وأعدلها

المشيات عشرة:
إما أن يتماوت في مشيه، ويمشي قطعة واحدة، كأنه خشبة محمولة، وهي مشية مذمومة قبيحة.
وإما أن يمشي بانزعاج واضطراب مشي الجمل الأهوج، وهي مشية مذمومة أيضاً، وهي دالة على خفة عقل صاحبها.
وإما أن يمشي هوناً، وهي مشية عباد الرحمن كما وصفهم الله في كتابه، وهي مشية رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والرابع: السعي، والخامس، الرمل، والسادس: النسلان، والسابع: الخَوْزَلي، والثامن: القهقرى، والتاسع: الجَمَزَى، والعاشر: مشية التبختر.
وأعدل هذه المشيات: مشية الهون والتكفؤ.
معنى هذه المشيات: الرمل، النسلان، الخوزلي، القهقرى، الجمزى، التبختر
الرمل: أسرع المشي مع تقارب الخطا، ويسمى: الخبب.
النسلان: هو العدو الخفيف الذي لا يزعج الماشي، ولا يكرثه.
الخوزلي: هي مشية التمايل، وهي مشية يقال: إن فيها تكسراً وتخنثاً.
القهقرى: هي المشية إلى الوراء.
الجمزى: هي مشية يثب فيها الماشي وثباً.
التبختر: هي مشية أولي العجب والتكبر.
زاد المعاد 1/161-162
المواضع التي بكى فيها النبي صلى الله عليه وسلم
لما مات ابنه إبراهيم، دمعت عيناه وبكى رحمة له.
وبكى لما شاهد إحدى بناته ونفسها تفيض.
وبكى لما قرأ عليه ابن مسعود سورة النساء وانتهى فيها إلى قوله تعالى: (فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيداً).
وبكى لما مات عثمان بن مظعون، وبكى لما كسفت الشمس، وكان يبكي أحياناً في صلاة الليل.
زاد المعاد 1/176-177
من البدع في النية أثناء الصلاة
لم يقل شيئاً قبلها -أي الصلاة- ولا تلفظ بالنية البتة، ولا قال: أصلي لله صلاة كذا مستقبل القبلة أربع ركعات إماماً أو مأموماً، ولا قال: أداءً ولا قضاءً، ولا فرض الوقت، وهذه عشر بدع لم ينقل عنه أحد قط بإسناد صحيح ولا ضعيف ولا مسند ولا مرسل لفظة واحدة منها البتة، بل ولا عن أحد من أصحابه، ولا استحسنه أحد من التابعين، ولا الأئمة الأربعة.
ما الذي غرَّ بعض المتأخرين في بدع النية في الصلاة؟
غرَّ بعض المتأخرين قول الشافعي رحمه الله في الصلاة: إنها ليست كالصيام، ولا يدخل فيها أحد إلا بذكر، فظن أن الذكر تلفظ المصلي بالنية، وإنما أراد الشافعي رحمه الله بالذكر: تكبيرة الإحرام ليس إلا، وكيف يستحب الشافعي أمر لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة واحدة، ولا أحد من خلفائه وأصحابه.
زاد المعاد 1/194

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *