طود على الأكتاف محمول بقلم: الشيخ الدكتور عادل بن المحجوب رفوش

ابتليت الأمة الإسلامية بوفاة أحد أعلام العلماء يوم الأربعاء..؛ وهو العلامة المحقق والفهامة المدقق الشيخ محمد سالم ولد عدود الهاشمي الموريتاني رحمه الله، والشيخ كان بحرا في العلوم اللغوية والشرعية، كما له مشاركة في علوم أخرى، وقد شغل مناصب حكومية في بلاده موريتانيا.
وجريدة السبيل إذ تعزي الأمة في هذا المصاب، تقدم مقاطع من القصيدة التي أنشدها فضيلة الشيخ الدكتور عادل بن المحجوب رفوش رثاء لفقيد الإسلام والمسلمين.
ومما جاء فيها:
شَهْلاَتُ دَمْعُكِ غَالِي فَابْكِ *** أَوْحِيدِي مَا فِي الحَيَـاةِ مَـرَامٌ بَعْدَ تَوْحِيدِ
وَلْتَبكِ أمَّ القرى فَالدمْعُ يسكبِ مِنْ *** جاكَرْتَ حَتىَّ وَريـدٍ من فُلُـورِيدِ
وَاحَـرَّّ قلبـاهُ من خُبْـرٍ كَسَفُّودِ *** غَرَزْتَهُ يا بريـدَ السُّقْمِ في جيدي
غداةَ أظلَمَتِ الدنيا، فَمَا نَفَـعَتْ *** شَمْسٌ وَلاَ كَـْوكَبٌ دُرِّيٌّ توقيـدِ
وَكيف ذاك وَفي الأجداثِ قد طُمِسَت *** غداةَ نَعْي الوَرَى الشيخَ ابْنَ عَدُّودِ
رَوَّعْت سَاكِـنَ نفسي مثلما لَعِبَتْ *** في لُجَّـةِ البَحْر مَـوْجٌ بالأَوَاميـدِ
أَكْبَدَتْ منطِقَ شِعْـري، وَانْطَلَقَتْ *** بِأَحْشائي عَوَاصِفَ من أثلاثِ بِرْمُودِ
وَارتجت الأرض من تحتي، ومِدْتَ بِنَا *** مَيْدَ الزَّئَـابِقِ في أيدي الرَّعـابيدِ
أشعلـت نـارك تكويني بـأورِدَتي *** حَتَّى تبَـدَّلَ تكـويني وَتجليـدي
قد كان يكفيك تكفيني، فقد قُطِعَتْ *** أَوْطـارُنا بَعْدَ أن طَـارُوا بمودودِ
أبرق وَأرعد،وَسُلَّ السيف في عُنُقي *** وَاغـز الديارَ بجيشٍ من جـلاميد
وَهـات أسْدَك مفـروزًا بـراثنها *** وَزُجَّ بي بَطْـنَ حَيَّـاتٍ بتشـدِيدِ
وَلا تقـل يا بَرِيـدَ السُّقم إنك قَدْ *** صَدَقْتَ في نَعْيِكَ الشيخَ ابْنَ عَدُّودِ
أين الهواء لأنفـاسي، فقد خُنِقَتْ *** فيَّ العِبَـارَاتُ مِنْ بينِ اللغـادِيـدِ
أينَ القـرارُ لأقدامي، فقد نُخِرَتْ *** فيََّ العِظـامُ، وَصَارَ البدُّ كالعُـودِ
أينَ الأنـاسِيُّ إني لا أرى أحـدًا *** أهذِهِ بَلْـَدٌة أم قَـْفـرُ صَيخـودِ
أفٍّ لـدارك يـا دُنيـا مُنغِّصَـةً *** شَـمْلَ الصِّحاب، بتفريقِ وَتبعيدِ
ما أسْلمَتنـا بها الساعاتُ مُسْرِعَةً *** إلا لموتِ ومغشـوشِ المَـواليـدِ
إن لم يدُم صالح الأعمال فيكِ مَعَ الـــشمِّ العُلاَ، فانقصي إن شئتِ أو زيدي
أستغـفـر الله إني قـد رضيت بما *** قضـاهُ سبحانَهُ في كُـل تـرديدِ
سبحانـه أوَّلُ حـق حكيم هُدًى *** ومـا ذِه الـدار فينا دارُ تخـليدَ
ما العيشُ إلا بجنب الصالحين، وَما *** يطيبُ بَعْـدَهُمُ شـيءٌ لتشـييدِ
إلا مـآثر في تـذكـار سيـرتهم *** فذكر أهل الهُـدَى كالقطـر للبيدِ
هـذي مُصـيبتـنـا إدٌّ إلى إددٍٍ  *** وَالشـأنُ أنَّ الدَّوَاهي ذات تَوْهيدِ
جَلَّّتْ فَعَمَّّت فما دَارٌ وَإن بَعُـدَتْ *** إلا بَكَتـك بـأزَّاتٍ وَتَـرْعيـدِ
هل تعلمون مَنِ المحمُول فوق حصــير نَعْشِكُـمْ أَيَّ تحمـيـلٍ وَتمـديدِ
بل كيف أمكنكـم حَـمْلٌ لنابغةٍ *** كالطَّـودِ في عِظَمٍ بِالمَجْـدِ محمودِ
أوتادُ عِزٍّ على الأكتـاف فِي عَجَلٍ *** وَهْوَ الذي قد حَمَاها من ثَرَى الدُّودِ
أم كيف دَفْـنُ رَبيعٍ زانَ أَرْضكم *** كالـدُّرِّ في عُنُـقِ البَهْنَانَةِ الـرُّودِ
مازال فينا أمـانًا مثلما أمـنـت *** بالأنبيــا أمَـمٌ من شَّـرِّ تفنيـد
فالناسُ بالعلما ناسٌ، وَإن فقـدوا *** خَرَّتْ سَفينتهم سُحْقًا مِنَ الجودي
هذي جِنَـازَةُ عينِ العِلـم في كَفنٍ *** هذي المراثي لزينِ الحلم مَلحـودِ
رُحْماك يا ربِّ إن الشيخ كان أبـًا *** بالطـالبين رَؤوف حُلْـوُ تَرْشيـد
رُغْمَ الفيافي رقيـق العطـفِ لـو *** كَشَفُوا عن إبْلِهِ ألفيت أغنام يَبْرُودٍ
بل قد تصولُ خِصالُ العائذات بِهِ *** أزمـانَ قحْـطٍ فتلهو بالمـراويدِ
إلا إذا حَلَّ ضيفٌ كيفـما طَـرقت *** خطـاهُ أسْـرَعْنَ في سِلْمٍ لتقديدِ
المخلف المـتلف الآلاف عن كرمٍ *** قد بارك الله كسْب الرزقِ بالجودِ
ينسيك مُرَّ اغترَابٍ، وُدُّهُ أسَدِيُّ الـــجبر، كَمْ لاَطَفَ الرمـضا بتبريدِ
رَبيتـنا فجعَـلْت البيت أسْـرَتنا *** فيه الأمـومة من عطـفٍ وَتَزْويدِ
كم ليلة أسعفـت أمُّ المَـلاَ دَنفـًا *** وَكم تَـدَلَّلْتُ عَـن ألبانِ مَتْكُودِ
فيه الأخـوة في أقـوى عصائِبِها *** وَ”العم” و”الخال” في نصرٍ وَتأييـد
فيـه الغَنَـاءُ فلم نشعـر بمخمصةٍ *** فكلُّ أيـامكـم عيـدٌ إلَى عِيـدِ
آثرتنـا بمـزيد الـدرس نافـلةً *** ما نـازعٌ كمُقيـمٍ غيـر مرصودِ
وَالَهْف قلبي على أخـلاقِـهِ دَمِثًا *** وَالهديُ يسنِدُهُ عـن ابن مسعـودِ
مازال يـذكـرهُ نظـمًا ويوقـفنا *** على دَقـائق إحسـانٍ وَتوحيـدِ
بالقفـو للأثـر المعصوم عن سَلفٍ *** من قبل نَشْئِ افتراقٍ في الأخـاديدِ
شرفت شنقيط في الدنيا على شرفٍ *** لولا النـوابغ ظلَّ البَدْو في البيـدِ
وكنت في سُنَنِ التعليـم مُنفَـرِدًا *** فلسـت رَاويـةً من غيـر تقيـيدِ
وَالحـرف مِنك لَهُ نقش وأروقـة *** قد سَار فيها جموع البِيضِ وَالسودِ
إن الهوى لهوى شـهلات ذكرني *** تاريخ شيـخ من الصُّـحِّ المسانيدِ
قـد عَز في لحنِهِ وَبَزَّ كُـلَّ فتًـى *** بحسن معنًى رشيق اللفـظ منضودِ
من دون فتـح لهـاةٍ أو مُصـاخبةٍ  *** بل عن حديث خفيفِ الهَمْسِ مسرودِ
وَإن عـلا منبرًا كـانت رَوائعـه *** من القـرانِ بتنكـيت وتجـديدِ
كم فاجئـوه بموضـوعٍ محاضرةً *** فيسْحَر اللبَّ باستحضار مفقـودِ
تحت الخيام وفـوق الطائـرات له *** تلك البديهة في استفتاح مسـدود
كم من مقـارنةٍ في غيـر ما مَـلَأٍ *** أنت ابن بجـدتها فِقْـهًا بتجـويدِ
فَتَّقْتَهَا وَاحـد الآحـادِ مُبْدِعَـهَا *** فـلا ابن بـونٍ وَلا إبْنُ التـلاميد
وثَّقْتَ حفظ البخاريْ في بغـاددة *** لما حفِظْتَ بسمـع دون تسمـيد
فسـرت باللغة القُـرْآنَ، ثم بـه *** فسرتَهَا، كابن جنيْ أو كمحمـودِِ
وغصت غوص القرافيْ في الفروع وغــــوص الشاطبيْ بتحليل لمقصـودِ
الألمعي حـديد القلب لَيس يُـرَى *** في ظنه البَـوْنُ عن عِلمٍ وَتوكـيدِ
وقـال مكتبـتي مثـلُ المحـارم *** لم يدخُلْ أجانب كُتْبٍ قبل تسويدي
وَالله مـا رأت الأعـلام مثلك في *** ذا العصْر جَـمْـعًا لمنقولٍ ومنقودِ
وَلا رَأو مِنْـك إلا في تراجـم منْ *** مَرُّوا من السَّلَفِ الشمِّ الصنـاديد
فأنـت خاتـمة الحفـاظ معلمةً *** ماذا تركـتَ لتوْصـافٍ بتجديدِ
وما رمـى إذ رَمَـى لكـن رَميته *** فتـحٌ من الله مـوروث لِمَجْـدُودِ
لقد خططتم بهذا الرمـس سابقـة *** إدخال جامعـة عُـشَّ اليناديـدِ
لله لـحيتـك البيـضـا منَـوِّرَةً *** وَجْـهَ البَكِيِّ شَجَـاهُ دَمْعُ تهجيد
وَإن تسـرَّر عند البِشْـر مبتسمًا *** كـأنَّ شَعْـراتها أزهـارُ مَـدْرِيدِ
يا من بكى لغة العُرْب الصحاح سُدًى*** اليـوم حققته مـن غيـر تهـديد
فلتبك بالشيخ ذوق الشعـر رونقه *** عيـونَ أعيانِـهِ منسوب تقصـيد
أيـامَ أعـرابـه في كُلِّ موقـعـةٍ *** وَكُلَّ أغـراضِهِ مـن غير تحـديد
خرجـتُ مَعْهُ لصحْـرا نبتغي إِبِلاً *** فكـان يُسْمِي بقـاعًا مثل مولود
يسمي النبات ويسمي الماء من ظعَنُوا *** عَنْهُ، وَمن خلفـوهم حِينَ تأميـدِ
وَإن تأمَّـل أبـراجَ السما وَجِـلاً *** سَمَّى النجـومَ بتسبيـحٍ لمعبـودِ
قَـدْك اتئِبْ إنـه ضيـف بأَزْمُنِنا *** من أَزْمُـنِ ابن حِـزام أو فراهيدي
أمعنت ضراء في الأعداء وَانتشرت  *** بالمـؤمنين وَخَصَّتْ كَفُّ تحمـيد
ما ضَـرَّهُ في مسيرٍ طعْـنُ حاسِدهِ *** ما كُلُّ شخصٍ من الأنذال مَحْسُود
لكن إذا كنت في نُعْـمَى وَفِي قِيَمٍ *** فارْقُبْ عِداءً كإبـراهِيم أو هُـود
إن ذاق من صحن سُلطانٍ فما لُوِيَتْ *** في الحلـقِ أعناقُ نَـصٍّ بالتقـاييد
كم كان يدعو لإصلاحٍ وَكم عِظَةً *** وَعْيًا مُعـاويةً في غير مـا عيـد
رَعْيًا “معـاويُ إني لست” مرتزقًا *** وَقولي الشعـر عن طبع المفـاريد
وَقَـال للحسـن الثـاني بأن لنـا *** ألـواح طلابنا فـأذَنْ بتصعيدي
دَعـا لتحكِيم شرع الله وَانفتحت *** عـويـصُ أقضـيةٍ بين الأوابـيد
عادَى الفَسَادَ فسَادَ العَـدْلُ بينَهُمُ *** يَجْـرِي احتسابـًا بلا أجرٍ لتجنيـد
منهاجُـهُ الفـرُّ من هَاجٍ ومن هَمَجٍ *** صَدْرَ السَّـلاَمةِ وَضَّـاءَ المثـافيدِ
قد فَنَّدَ الـزُّور من أخطـا أشاعِرةٍ *** وَناصَرَ الحق حَقَّ الحـق لوعُـودي
لا الجهل دين وَليسَ الدينُ مَجْهَلَةًُ *** بين الشباب وَبين الشيب إن نُودي
فالجاحدون أضاعوا الدين فافتقروا *** وَالجامِـدون أضَـرُّوهُ بتجمـيدِ
زينُ العوائـد لم يفسِـدْ ودادَ أَخٍ *** جَـمُّ الفـوائِد مَحفوفُ المحاشيـدِ
فانظر تآليفه، يكفيك جودَة خـطٍّ *** يُرْقِـصُ الحَرْف إعـرابًا بتغـريدِ
مضمنا من فنـون العـلم أعجبها *** مـما يـدق بتزيـين وَتسـديد
ناهيك عن حسن بـدء في براعته *** وَأنسَـبُ الختم تدبيجًا بتحمـيد
هـذا وشـاح بمرجـانٍ خياطته *** قد أرجعَ الطـرة الشعثا كأملـودِ
وذاك عمـدة فقـه زادنـا ثقـةً  *** إذ قـل في الحنبليْ أنظـامُ مورودِ
وللقضـا فُلْكه المشـحون تبصِرةً *** عن ابن فرحون للحكام في (سيدي)
وذلل الصعـب من أبحـاثِ تيميةٍ *** وَلم يكـن شيـخ تعصيبٍ وَتقليد
وَحَـلَّ لُغْزَ خليـلٍ لابسـًا حُلَلاً *** حَتى دَنا في الجنى استذكـار تمهيد
فالثوب في المدح رهن اللابسين لَهُ *** وَفَـاق مامِيَّـنا في فَـكِّ تعقـيد
فَصَارَ مُعتمَدَ الفتوى وتبصـرِةَ الأ *** قوى من المذهب الأحـوى بتقعيدِ
قد لملم الأمهات الست فانعطفت *** أبنـاؤهـا، مثلما لانت لـداوودِ
عشرون ألفًا فـروعًا قبلها مـائةٌ *** ولـم ينِدَّ مهِـمٌّ دونَ تنـديـدِ
عن صحة النقل وَالتحقيق في نظر *** وَروعـة الجمع تلخيصًا بتجـريد
أرجـو وآمـل أن تـدنو طباعتهُ *** في حسـن صَف بتدليلٍ وتوطيـدِ
كما رجا الشيخ، في حفظي وصيته *** وَليس مثل الدَّدَوْ شخصٌ لإقلـيد
بل فيـه منه كثيـر عالمـًا فهِـمًا *** “بَحْرًا” عن “الجد” مصقـولاً بِعَدُّودِ
وَإننـي أرتـجي منـه يشرِّفـني ***  بأن أشـارك فيه وُسْعَ مَجْهُـودي
بالبحث إن شئت أو بالمال ندعمكم *** لا نرتـجي غَيـرَ أجرٍٍ أَجْرَ تأبيدِ
مراكش المغـرب الأقصى لها رَحِمٌ *** وَالحـوزُ مِنْ مَشْـرِقٍ أولى بترفيد
والحـمـد لله فضـل الله يسترنا *** فدعـوة الشيخ آتـت خيرَ مَثرودِ
كُنَّـا نُسَرُّ بذِكْرِ الشيخ في جَـذَلٍ *** وَاليـوم نذكُـرُهُ حُـزْنًا بتسهيد
كُنَّـا نميـل إليـه نرتجـي أربًـا *** وَاليـومَ نَدْعُـو لَهُ بين المجالِيـد
عَوْذًا من الحَوْرِ بَعْدَ الكورِ، ليْسَ لَنَا *** إلا الرِّضَى بالقضا من غيـر تعقيدِ
إنَّا وَإن سَالتِ الأحـزانُ أودِيـةً *** على فراقِـكَ يا رُكْـنَ الأجاويدِ
نَرْجو من الله تلقَى المصطفى فَرِحًا *** وَالوالـدين ِعلى صِـدْقِ المَقاعيدِ
حَنَّت إليك قبـورُ الصالحين كما *** حَنَّتْ إلى العَوْدِ أشـواق التماريد
الشيخ كـان لنَا في الأرضِ عافيةً *** مثل السَّـماءِ سَحابًا وَاسِعَ الجودِ
لـولا الوفيـات لم تُعْمَـرْ مَنازِلنا *** وَلم يجـدد زمـان مـن تجـاعيد
إن كنتَ أضررتَ بي يا ناعيا فَلقد ***  أسْدَيْتَ، لا جَزَعٌ بَعْدَ ابن عَـدُّودِ
سَقى الإلَهُ ثَراهُ ما جـرت وَسَرَتْ *** دُجْـنُ الغَوَادِي بِوَدْقٍ كالعنـاقيد
دَامـت عليك بفضـل الله رَحْمَتُهُ  *** تَـرْوي ثراك بتهتـانِ التجـاويدِ

والحمد لله كما يرضى هو
والختم لا إله إلا الله
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه

أنشدها محب الشيخ والمتشرف بمشيخته رغم التقصير
في حقوقه والاستفادة من علومه:
عادل بن المحجوب بن اليزيد رفوش المغربي المراكشي
بالمدينة المنورة.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *