صيحة أمة شعر: د.عبد الرحمن عبد الوافي

“ستون” يا أختَ الفلاةِ……….نارُ الظما أكلــت لَــهاتي
وخطاي فيك تظــاهرت……….في وأْدهـــا كـل الـجهات
فــأنا عديمـــة قِبــــلــةٍ……….من طول تِيهي والشـتات
صبــــحــــي بلا ضـــــــوء، وليلـــــي كافر فـــــظ القناة
والريح من حولــــــي تُصـــِمُّ مــــسامــعي وتـــهُد ذاتي
هـذي أنــا وحــــدي هنا بالــــندب قــــد ولَعـــت شـباتي
هيا إليَّ شبــــاةُ خُطّــي……….نــــدْب نــــاديـة الفـــلاة
خطـــيه بــــالدم، وبالدمــــــوع وقـد تـــداعت ذكرياتـي:
قــد كـــان لـي وُلْدٌ وكـــنت بـــــهم أعــــز الأمـــهــــات
لم لا وهم من دافـــعوا……….يوم الــوغى عني عداتي
رومِ الـــصليــــب الحاقـــــدين علـى هلال المـــــكرمات
المجرميـــــن الـشاربين دم الـــــــورى شرِّ الغــــــــزاة
المسعَدين بهتك عِرضي……….ويــح نفسي مـن زنـاة
حتـــى إذا فـــروا كما الذؤابــــــان فــــرت مــــن رعاة
وتــــحررت داري وجُنـــت بانتــصـــاري أغنــــياتــــي
وبــدا شـــهيدي في ثنايا اللحـــد محــــســود الحـــيــاة
وطمــــعـــت في عيـــش بـــه أُرضِي إلاه الكـــائنــــات
وبــــه أعيد بهـــمة أيـــــام مجــــــدي الغــــابـــــــرات
وقـــع الـــذي عيشي بـــه مُــرٌّ إلى يـــوم المـــمــــات:
داري التـــي حــــررت ساحـــاتها بغـــالي التضــحيات
مــا زال ذاك العلـــج ســـيدها فـــيا للــــمضـــحـــكات!
ومضــت ســنونُ كـــــمثل قــــافلة تخـُب بلا حـــــــداة
“ستون” مرت كالهــباء ففيم ضيــق مــن شــــكاتي؟
“ستون”! ويــحِي! إن يـكن في الويح طـبٌّ يا أُساتي
أو ذا حـــفيدي؟ لا ورب النــاس قــدْسـي الصـــفـــات
بـل ذا حفـــيدهــمو، حفـــيدُ الروم، أعــدائـي البــــغاة
لــم لا؟ ألم يســقَوْه كأسَ الكــفر، كــأس المــوبـقـات؟
وعلى جفائي عوَّدوه فصار من أقصى جفاتي!
ولدي علام عققــتني؟……….أكــذا جزاء الـوالــدات!
لأكــاد أُنـــكر أن لــي……….ولدا يعـد مـــن العـصـاة
وبــأنــه أضـــحــى أشـــد علــى مــن كـــل الــعــــداة
في غـرب ذَبحٍ صاحَ: هـات الـمدية الرعـــنـاء هــات
ومـــضـــى يذبِّحـــني ولا ذَبْحَ الــورى للأضحـــيــات
ويصـــيح بي: مـــوتي أيـــا إرث الــورى المظلمــات
فأنا الغداة من العصاةِ!……….وأنا الغداة من القساة!
موتي تمُـت رحِمٌ تُرى……….صلتي بها خير الصِّلات
موتي تمُـت لغـة تُرى……….رغـم الونَى خير الـلغات
مــوتي يمُــــت ماضٍ يـــمجِّد ذكــــرَه شـــدوُ الشــداة
فأنــــا فؤادي في الهوى الغربي صـــار مــــن الغـلاة
فسمعتُ صــــوتا صــائحا فـــيه ســـماويَّ الصـــفات
أجــــزيتَ أمـــــــك بالعقـــوق وهي خيـــر الأمهـــات
وأسلت خير دم أســـيلَ فـــصرت مـــن شر الطـــغاة؟
هـــــلا بررتَ بــــها وكنـــت مُعينَها في النــائبــــات؟
سحقا حفيد الســوء سحــــقا في حـــياتك والمـــمات
…….
“ستون”يا أختَ الفلاةِ……….نارُ الظما أكلــت لَــهاتي
وخطاي فيك تظــاهرت……….في وأْدهـــا كـل الـجهات
فــأنا عديمـــة قِبــــلــةٍ……….من طول تِيهي والشـتات
صُبــــحــــي بلا ضـــــــوء، وليلـــــي كافر فـــــظ القناة
والريح من حولــــــي تُصـــِمُّ مــــسامــعي وتـــهُد ذاتي
هـذي أنــا وحــــدي هنا بالــــندب قــــد ولَعـــت شـباتي

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *