ليس أبو “كلود” طه حسين وحده من خان أمّته

ما ابتلي المسلمون بعد الاستعمار أشد من ابتلائهم بمجموعة من المستغربين أمثال علي عبد الرزاق، وقاسم أمين، وطه حسين، ولطفي السيد، ونوال السعداوي، ونصر حامد أبو زيد، والقائمة طويلة من جيش مستغرب من بني جلدتنا يتكلمون بألسنتنا, ولكنهم إذا تكلموا نالوا من الدين شرا من اليهود والنصارى، الذين جعلوهم أئمة يدعون بأمرهم, ويعتلون منابر المسلمين ينشرون شبههم وباطلهم في شتى المجالات.

فكان علي عبد الرزاق في السياسة، تكفل بالدفاع عن إلغاء كمال أتاتورك للخلافة الإسلامية, حيث كان المؤصل للنظم العلمانية، حيث ادعى أن الإسلام لم يأت بنظام للحكم، وخصص لذلك كتابه “الإسلام وأصول الحكم”، حاول فيه التدليل على المشروعية الحكم بغير ما أنزل الله منتصرا للعلمانية التي فرضت على الشعوب الإسلامية فرضا..
وتكفل قاسم أمين بقضية حجاب المرأة ودعا إلى سفورها، حيث مرر من خلاله الغرب آراءهم وقوانينهم لتحريرها من قيود الدين لأنهم أدركوا أنها قنطرتهم إلى إفساد أخلاق المسلمين.. فادعوا الدفاع عن حقوقها.. لكن النتيجة هي ما نراه اليوم بأعيننا من تهتك وزنا ودعارة..فأصبحت المستهلك الأول لكل ما ينتجه المستعمر..
وأما صهر الفرنسيين طه حسين “أبو كلود” -لتمكن الاستغراب من قلبه سمى ابنه “كلود”- فقد خلع عليه المستعمر الألقاب، وحلى صدره بالأوسمة والنياشين حتى يُبَلغه منصبا يستأهل فيه أن يكون صاحب المنهج العلمي والبحث والنقد والتحقيق والتحليل, بينما قوام أدبه ومنهجه: الرد والتشكيك في القرآن والسنة, وغمز الصحابة, وتشويه المجتمع الذي عاش تحت حكم الخلافة الإسلامية..
ومن ذلك ما قاله في أبناء الصحابة في كتابه “حديث الأربعاء” (1/241): “ولقد جاهد هذا الشباب الحجازي جهاداً عنيفاً في سبيل الاحتفاظ بمنزلته التي تركها له أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-، فما كانت ثورة ابن الزبير، وما كانت ثورة الحرة، وما كان خروج الحسين بن علي إلا مظاهر لهذا الجهاد، ولكن الشباب الحجازي لم يوفق، وتمت الكلمة للاستبداد الأموي، واضـطــــر أبناء الصحابة والخلفاء الراشدين إلى هذه الحياة الفارغة يحيونها في الحجاز”.
فهل المنهج العلمي والبحث والنقد والتحقيق والتحليل أوصل عميد الأدب العربي -كما يطلق عليه العلمانيون- طه حسين حقيقة أن أبناء الصحابة والخلفاء الراشدين كانوا يحيون حياة فارغة مليئة بالعشق والغزل, ضاربا عرض الحائط كل الأخبار التي جاءت في كتب التاريخ تسجل نبوغهم في العلم ومشاركتهم في الفتوحات الكبرى وتصف الجهاد الذي خاضوه لنشر الإسلام في ربوع آسيا وشمال إفريقيا وشبه الجزيرة الإيبرية..
فهل كان أبو كلود جاهلا بكتب السير والحديث والفتوحات الإسلامية؟
ومن يا ترى فتح الأمصار والبقاع سوى أبناء الصحابة وأحفادهم؟
ولكن أمثال طه حسين المستغربين لا يفقهون.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *