كشف الاتفاق النووي التاريخي بين إيران ومجموعة (5+1) في يوليو الماضي، عن الوجه الحقيقي للعلاقات الإيرانية – الأمريكية، بصورة تجعل البعض يعتقد أن العلاقات الأمريكية الإيرانية واضحة، وأن هناك اتفاقا بين الطرفين لا أحد يعرف مضمونه، لكن النتائج تشي بوجود اتفاقات وتفاهمات، وأن أمريكا ستتغاضى عن دور إيران في هجمات سبتمبر.
ويعتقد الكاتب، عبد الله السويجي، أن الاتفاق النووي وما ترتب من تدفق الاستثمارات بالمليارات على إيران، وتوقيع اتفاقيات مهمة على الصعيدين السياسي والاقتصادي، ثم إعلان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قبل أيام، عن رفضه أن تنجر بلاده إلى معركة كبيرة مباشرة مع إيران، ومطالبته السعودية وإيران بالاتفاق على تقاسم النفوذ في المنطقة، كل ذلك يجعل الصورة أكثر وضوحاً، حول العلاقات بين الدولتين، وأن الولايات المتحدة باتت تستبعد الصدام مع إيران.
ويرى الكاتب في مقاله “العلاقات الملتبسة” أن هناك توجها أمريكيا للالتفاف على الحكم، الذي قضت به محكمة في نيويورك، ويقضي بدفع أكثر من عشرة مليارات دولار لأسر الضحايا الذين قتلوا في هجمات 11 سبتمبر عام 2001، بعد أن وجهت الاتهامات إلى علي خامنئي، مرشد الثورة الإيرانية، والرئيس السابق لإيران علي أكبر هاشمي رفسنجاني، والحرس الثوري الإيراني، ووزارة الشؤون الاستخبارية والأمنية، وحزب الله اللبناني، بدعم القاعدة وتسهيل هجماتها.
ويذكر الكاتب، أن رجال القانون يرون أنه لن يتم الالتفات إلى الحكم لأن الولايات المتحدة نفسها لا تريد فتح ملف الهجمات على برجي التجارة العالمية في نيويورك، لما يكتنفه من شكوك في دور وكالة الاستخبارات الأمريكية، وأجهزة أمنية أخرى، ومن جهة أخرى، تخشى الولايات المتحدة أن تقام قضايا قانونية ضدها للأضرار التي تسببت بها في العراق، خاصة مع نفي الاتهامات التي استندت عليها الاستخبارات لشن الحرب والإطاحة بصدام حسين، وكذلك يمكن أن تُرفع قضايا ضدها بشأن أفغانستان وغيرها من الأماكن التي عمل فيها الجيش الأمريكي والطائرات الأمريكية، وقتلت مدنيين وأناساً أبرياء.